تحدثت موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني، نازنين زاغري راتكليف، والتي كانت معتقلة في طهران بتهمة التجسس، لأول مرة بالتفصيل عن السنوات الخمس التي قضتها في السجون الإيرانية، وما قالت إنه "تعذيب تعرضت له من قبل النظام الإيراني".

وذكرت صحيفة "تيلغراف" البريطانية، الجمعة، أن المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، أجرى جلسة مدتها ست ساعات مع زاغري راتكليف، تحدثت فيها بالتفصيل عن معاناتها من "الحرمان الحسي والعزلة المطولة، والأوضاع المجهدة"، كما أكدت أنها تعرضت لـ"تقييد يديها، وربطها بالسلاسل، وتعصيب عينيها لفترات طويلة".

وخلص كاتبو التقرير إلى أنه من غير المرجح أن تتعافى زاغري راتكليف، حتى يتم إعادتها إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج هناك.

"التعذيب"

وبحسب "تيلغراف" فإنه بعد التقييم الذي أجراه المجلس، تم تشخيص زاغري راتكليف، وهي أم لطفلة واحدة، بأنها مصابة بـ"اضطراب ما بعد الصدمة الخطر والمزمن، والاكتئاب الشديد والوسواس القهري".

ونقلت الصحيفة عن إحدى الخبيرتين اللتين فحصتا زغاري راتكليف، الدكتورة ميشيل هيسلر، قولها إنه "بموجب المعايير الدولية فإن طريقة التعامل معها، بشكل عام، ترقى إلى مستوى التعذيب... فالأمر ظل مستمراً لمدة خمس سنوات، كما أنه ما زال مستمراً".

ووفقاً للتقرير، فإنه تم تعصيب عيون زاغري راتكليف، واستجوابها لمدة تصل من ثماني إلى تسع ساعات في كل مرة، كما قيل لها خلال الاستجوابات أن زوجها قد تركها، وأن عائلتها قد تبرأت منها، كما أنها لن ترى ابنتها غابرييلا مرة أخرى.

وأضافت الدكتورة هايسلر: "استخدام الأبناء هو أسلوب يتم استخدامه دائماً مع النساء، وهو نوع من التعذيب ثبت للأسف أنه فعّال".

وأكملت زاغري راتكليف عقوبة خمس سنوات سجناً، الأحد الماضي، وتمت إزالة الأساور الإلكترونية الموجودة حول كاحلها لمراقبتها، لكن السلطات الإيرانية رفضت السماح لها بالعودة إلى بريطانيا، وأبلغت زوجها بأنها ستخضع لمحاكمة جديدة، وستمثل أمام المحكمة، الأحد المقبل.

وطالب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، بالإفراج الفوري عن زاغري راتكليف، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني.