لعلّ مصطلح الطبقات الاجتماعية كان سائداً في الزمن القديم، وفي القرون السابقة، لكن في هذه الآونة عادت لتظهر لنا بشكل غريب ومتحوّر، في الماضي كانت الطبقات في المجتمع ملحوظة جداً، ويختلف الوضع الاجتماعي والاقتصادي آنذاك من شخص إلى آخر وتتمايز كل فئة عن الأخرى، حتى إنه ظهر الهرم للتدرّج الطبقي ومن ينتمي لكل طبقة من الطبقات، فهنالك الطبقة الدُنيا ولا حاجة للتعريف بها، فهي الطبقة الدنيا في المجتمع ويتزاحم من ينتمون لهذه الطبقة في قاعدة الهرم، والطبقة الوسطى وهي التي تُمثل (خيرُ الأمور أوسطها)، ولكنها تبقى أفضل من الطبقة الدُنيا، وأخيراً وليس آخراً الطبقة العُليا، وهي التي تكون في أعلى الهرم، وأعلى المجتمع، وأعلى الناس وأرفعهم وأسماهم قدراً!!
كل ما تم ذكره آنفاً مثّل صراعاً واقعياً وحقيقياً في المجتمعات بكافة أنواعها وعلى جميع الفترات والأصعدة الزمنية، واليوم بالحديث عن المجتمع البحريني وكل فرد فيه قد عادت لنا فكرة الطبقات المجتمعية ولكن بشكل آخر، وسأبدأ بتساؤل قد يثير حفيظة البعض، هل من المعقول أن تُحدد سيارة تبلغ قيمتها 20 ألفاً أو 30 ألفاً مدى رُقي الشخص وثقافته ووعيه ومدى فاعليته وفائدته في المجتمع؟ هل من الطبيعي أن تكون السيّدة أو الفتاة بكامل أنوثتها ورُقيها وحضورها في حال ارتدت حقيبة تحمل اسم (ماركة) معروفة؟ ولا تكون «high class» في حال أنها ترتدي ملابسها أو تحمل حقيبة قد اشترتها من أحد الباعة المتجولين أو من الأسواق الشعبية؟ وبالطبع لا أقصد الإساءة لمن يقود سيارة حديثة، ولا لمن يقود سيارة قديمة، ولا لمن تحمل حقيبة تبلغ قيمتها 1000 دينار بحريني وما يزيد عن ذلك لأنها ماركة وأصلية، ولكن ما يُثير دهشتي واستغرابي حقاً، أننا نحكم على الشخص من مظهره وما يرتديه! نُطلق أحكامنا على من أمامنا من خلال السيارة التي يقودها ويمتلكها، من نوع الساعة التي تلفّ بمعصمه! وما اسم المحل المشهور الذي يحمله قميصه من الخلف!، ولا تقلّ الأماكن التي يتردد عليها الشخص أهمية عمّا سبق، فيُحدد المطعم الذي يأكل منه الشخص طبقته وواجهته الاجتماعية، والمكان الذي يذهب إليه في «الويكند» مدى سمو قدره ومكانته في المجتمع.
أليسَ ذلك غريباً؟ فمن يدري؟ لعلّ من يرتدي ملابس أو حذاءً لا يتعدى الدنانير الخمسة، أن يكون في الواقع شخصاً فاعلاً في منطقة سكنه بحضوره في مختلف المناسبات الاجتماعية، بتفانيه في العمل، بالإخلاص في تربية أبنائه وإعانة والديه، بالجد والاجتهاد لرفع اسم وطنه عالياً، بأخلاقه وتواضعه وابتسامته. من الصحيح أن كل هذا لا يكون ظاهراً حينما نرى شخصاً ما، ولكن ذلك لا يغفر لنا أننا نحكم على الشخص الذي أمامنا وأن نحدد كم يستحق من المعاملة الطيبة والحسنة من خلال ملابسه وسيارته وما هو ظاهر لنا!
برأيي حان الوقت لنوقف إطلاق الأحكام على المظاهر التي أمامنا، ما نفعله هو إفساد للأجيال القادمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يجب أن نكون أقوياء بأفكارنا وعقولنا ومدى براعتنا في إدارة أمور حياتنا، متميزين بالأثر الذي نتركه وبالبصمة التي نضعها في كل مكان ومحفل نكون به هذا هو سر تقدّم الشعوب وعُمران البلدان، لا السيارات الفارهة ولا الملابس الأصلية ولا الساعات الماركة، كل هذا زائل ومُتغير لا محالة، ما يبقى هو العلم والفكر والإبداع والشغف. ما يبقى هو الذكر الحسن والأثر الطيب، ما يأتي بثماره هو التربية الحسنة والعلم النافع والصقل الجيّد وما يُعطل نماء الشعوب وتطورها وازدهارها هو الاهتمام بالشكليات والمظاهر، وإهمال الداخل.
كل ما تم ذكره آنفاً مثّل صراعاً واقعياً وحقيقياً في المجتمعات بكافة أنواعها وعلى جميع الفترات والأصعدة الزمنية، واليوم بالحديث عن المجتمع البحريني وكل فرد فيه قد عادت لنا فكرة الطبقات المجتمعية ولكن بشكل آخر، وسأبدأ بتساؤل قد يثير حفيظة البعض، هل من المعقول أن تُحدد سيارة تبلغ قيمتها 20 ألفاً أو 30 ألفاً مدى رُقي الشخص وثقافته ووعيه ومدى فاعليته وفائدته في المجتمع؟ هل من الطبيعي أن تكون السيّدة أو الفتاة بكامل أنوثتها ورُقيها وحضورها في حال ارتدت حقيبة تحمل اسم (ماركة) معروفة؟ ولا تكون «high class» في حال أنها ترتدي ملابسها أو تحمل حقيبة قد اشترتها من أحد الباعة المتجولين أو من الأسواق الشعبية؟ وبالطبع لا أقصد الإساءة لمن يقود سيارة حديثة، ولا لمن يقود سيارة قديمة، ولا لمن تحمل حقيبة تبلغ قيمتها 1000 دينار بحريني وما يزيد عن ذلك لأنها ماركة وأصلية، ولكن ما يُثير دهشتي واستغرابي حقاً، أننا نحكم على الشخص من مظهره وما يرتديه! نُطلق أحكامنا على من أمامنا من خلال السيارة التي يقودها ويمتلكها، من نوع الساعة التي تلفّ بمعصمه! وما اسم المحل المشهور الذي يحمله قميصه من الخلف!، ولا تقلّ الأماكن التي يتردد عليها الشخص أهمية عمّا سبق، فيُحدد المطعم الذي يأكل منه الشخص طبقته وواجهته الاجتماعية، والمكان الذي يذهب إليه في «الويكند» مدى سمو قدره ومكانته في المجتمع.
أليسَ ذلك غريباً؟ فمن يدري؟ لعلّ من يرتدي ملابس أو حذاءً لا يتعدى الدنانير الخمسة، أن يكون في الواقع شخصاً فاعلاً في منطقة سكنه بحضوره في مختلف المناسبات الاجتماعية، بتفانيه في العمل، بالإخلاص في تربية أبنائه وإعانة والديه، بالجد والاجتهاد لرفع اسم وطنه عالياً، بأخلاقه وتواضعه وابتسامته. من الصحيح أن كل هذا لا يكون ظاهراً حينما نرى شخصاً ما، ولكن ذلك لا يغفر لنا أننا نحكم على الشخص الذي أمامنا وأن نحدد كم يستحق من المعاملة الطيبة والحسنة من خلال ملابسه وسيارته وما هو ظاهر لنا!
برأيي حان الوقت لنوقف إطلاق الأحكام على المظاهر التي أمامنا، ما نفعله هو إفساد للأجيال القادمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يجب أن نكون أقوياء بأفكارنا وعقولنا ومدى براعتنا في إدارة أمور حياتنا، متميزين بالأثر الذي نتركه وبالبصمة التي نضعها في كل مكان ومحفل نكون به هذا هو سر تقدّم الشعوب وعُمران البلدان، لا السيارات الفارهة ولا الملابس الأصلية ولا الساعات الماركة، كل هذا زائل ومُتغير لا محالة، ما يبقى هو العلم والفكر والإبداع والشغف. ما يبقى هو الذكر الحسن والأثر الطيب، ما يأتي بثماره هو التربية الحسنة والعلم النافع والصقل الجيّد وما يُعطل نماء الشعوب وتطورها وازدهارها هو الاهتمام بالشكليات والمظاهر، وإهمال الداخل.