بناء على الدعوة الموجهة لها من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي "الأنوسا"، شاركت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في الندوة التعريفية بمبادرة "الوصول للفضاء للجميع"، والتي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي (عن بعد) وذلك في يوم الأربعاء الموافق 10 مارس 2021، وقد مثل الهيئة كلا من مهندس الفضاء علي القرعان والمهندسة منيرة المالكي، وتأتي مشاركتهما ضمن ما تضطلع به الهيئة من مهام لتمثيل مملكة البحرين في كافة المحافل الدولية ذات الصلة بقطاع الفضاء، ولغرض الاطلاع على أحدث التوجهات فيما يتعلق بالمبادرات العالمية في مجال الفضاء.

بدأت الندوة بالتعريف بالمبادرة وبالحديث عن أهميتها والموقع الذي تحتله في قائمة مبادرات "الأنوسا" المتعلقة بتوحيد الجهود العالمية لخلق قطاع فضائي مستدام يصب في صالح البشرية جمعاء من الناحية القانونية والتنظيمية والاقتصادية بالإضافة للجوانب المتعلقة ببناء الكوادر البشرية والمشاركة في الأنشطة الفضائية والاحاطة بالفرص المتاحة لخدمة المجتمع الدولي. تأتي هذه المبادرة تلبيةً لحاجات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكوادر بشرية متخصصة في قطاع الفضاء والعلوم المساندة له خصوصا مع تزايد الاهتمام العالمي بالأنشطة المتعلقة بالفضاء واستخداماته مما سيضمن إمكانية الوصول للفضاء من قِبَل الجميع، ناهيك عما يحتله قطاع الفضاء وعلومه من مكانة في قائمة علوم المستقبل.

لقد تضمنت الندوة شرحاً تفصيليا حول ثمانية فرص مقدمة من وكالات فضاء مرموقة ومؤسسات علمية وبحثية مختلفة تدعم جهود الدول لاستغلال الفضاء للأغراض السلمية والمشاركة الإيجابية في خدمة البشرية وبما يسهم في الكوادر العلمية والهندسية المطلوبة لاستدامة وازدهار هذا القطاع الحيوي.

واختتمت الندوة بمناقشة محور هام يتمثل في صعوبة حصول كافة الدول على مثل هذه الفرص، وطرح الحلول التي تسهم في تجاوز هذا التحدي عن طريق توفير مناهج علمية للمؤسسات التعليمية المهتمة بتضمين أساسيات ومبادئ علوم الفضاء في مناهجها التعليمية. كما ستوفر المبادرة منصة علمية تعليمية تحتوي على جميع المواد العلمية المتخصصة مما سيساعد على توفير تجربة تعليمية متميزة للمعلمين والمتعلمين على حد سواء.

عن مشاركته في هذه الندوة وتعرفه على هذه المبادرة قال مهندس الفضاء علي القرعان:"(تعتبر مثل هذه المبادرات تتويجاً للجهود العالمية في خلق قطاع فضائي مستدام ودعماً للاستخدام العادل للفضاء وموارده لكافة الدول. وبالتأكيد أن مثل هذه المبادرات تأتي متسقة مع رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030 والتي تدعم مواكبة التطوير المستدام والاستثمار في رأس المال البشري وتطويره في مختلف المجالات المستقبلية ومن ضمنها قطاع الفضاء."

من جانبها أضافت المهندسة منيرة المالكي: "تحرص الهيئة بشكل مستمر على مشاركة منتسبيها من مهندسين وتقنيين في مثل هذه الندوات، كما تشجعنا على المشاركة في المؤتمرات العلمية، وذلك لإتاحة الفرص للاستفادة من الخبرات العالمية والاطلاع أيضاً على آخر المستجدات في مجالات ذات صلة بعلوم الفضاء وتطبيقاته المتعددة بما يضمن اكتساب الكفاءات الوطنية الخبرات في مجال الفضاء.

لقد تضمنت الندوة عدة محاور شيقة بالنسبة لي، كما انها طرحت أفكار مختلفة عن المعتاد، وهذا كله في سبيل خدمة المجتمع الدولي، كما أكدت على ضرورة استمرار الجهود الرامية لتعزيز التعاون والتنسيق بين وكالات الفضاء بما يخدم جهود إتاحة الفرص للجميع للوصول للفضاء وللاستفادة من علومه وربط مشاريعهم بأهداف بالتنمية المستدامة، الأمر الذي يعود بالخير على الجميع".