إن كنت تريد النجاح في أي عمل فإن التنظيم الإداري هو الأساس الذي يجب أن تنطلق منه.

العلوم الإدارية لم توضع عبثاً بل كانت لها مسوغات وأهداف ومن أهم أهدافها عملية التنظيم، إذ أي نشاط في الحياة دون تنظيم يعني فوضى وعدم نجاح أكيد في تحقيق الأهداف المرجوة.

حتى في التنظيم الإداري هناك عملية تنظيم من ناحية تسلسل المراحل، إذ يجب ضمان السير وفقها وهي كالتالي: التخطيط، التنظيم، التنفيذ ومن ثم التقييم والمراجعة.

المشكلة أن ما نقوله هنا عملية معروفة لدى الكثير من الإداريين، وحين تكون مجرد حبر على ورق دون تطبيق فإننا نقتل الهدف الذي وضعت من أجله هذه النظريات.

البعض للأسف يتجاهل تطبيق هذه المراحل ويظن أن الإدارة يمكن أن تكون بالفطرة أو عبر عمليات ارتجالية يفرضها الموقف والتوقيت ولكن هذا مفهوم خاطئ تماماً، إذ حتى الكون يسير بإرادة الله سبحانه وتعالى بدقة ونظام، وهذا ما يضمن سير الأمور بطريقة صحيحة ومثالية.

نعم هناك الكثير من النظريات الإدارية التي تتضمن إرشادات وتعليمات ومضامين جميلة جداً لكن التنظير هنا لا يفيد إذا لم يكن له تطبيق عملي وواقعي، والكثير من المشاكل في القطاعات المهنية المختلفة تكون نتيجة لتجاهل هذه الخطوات أو عدم تطبيقها بدقة وحرص.

لماذا هناك مشاريع تفشل، ولماذا بعضها لا يحقق الأهداف؟ الإجابة تكمن في عملية التنظيم الإداري سواء أكنا نتحدث عن مراحل العمليات الإدارية في أي مشاريع أو ممارسات أو ما يرتبط بها من عملية إدارة القوى البشرية وكيفية توظيفها بشكل صحيح ونموذجي.

خلاصة القول، التنظيم الإداري هو الخيار لكل مسؤول أو إداري حريص على جودة العمل وضمان سلامة العمليات، وعليه أن يعتبر النظريات بمثابة خطوات تساعد على تحقيق أهدافه وتحقيق النجاح.

اعتبروها مثل «طبخة» يتوجب أن تتبع خطوات التحضير لها والمقادير المتضمنة فيها بشكل دقيق، يتوجب السير وفق الخطوات بحذافيرها حتى النهاية، لتكون في النهاية «طبخة» جيدة الصنع ذات مذاق مستساغ ولذيذ لكل من يجربها.

وبالهناء والشفاء.