حذرت تقارير من أن استمرار تعطل حركة مرور السفن في قناة السويس قد يتسبب في اضطراب كبير في التجارة العالمية، وزيادة قياسية في أسعار الشحن ومواد الطاقة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم العالمي.
وأعنلت هيئة قناة السويس، الخميس، تعليق حركة الملاحة في الممر المائي مؤقتاً، إثر جنوح سفينة حاويات عملاقة في الممر، فيما تعمل 8 "قاطرات عملاقة" على تعويم السفينة.
وتوقعت وكالة "رويترز" أن تظل السفينة عالقة لأيام عدة، مما يتسبب في عرقلة حركة السفن عبر الممر، الذي تمر منه نحو 12% من حجم التجارة العالمية.
زيادة التضخم العالمي
ونقلت محطة "سي إن بي سي"، عن ماركو كولافيتش، وهو محلل اقتصادي في بنك "جي بي مورغان تشيس"، الأميركي، القول إن استمرار انسداد القناة "قد ينتج عنه اختلالات كبيرة في التجارة العالمية، وارتفاع صاروخي في أسعار الشحن، وأسعار المواد الطاقية، فضلاً عن ارتفاع في معدل التضخم العالمي".
وسيمثل ذلك صدمة جديدة لسلسلة الإمدادات العالمية، التي تحاول التعافي من تداعيات جائحة كورونا، التي تسببت في تعطل الشحن العالمي ونقص الإمدادات، وارتفاع الأسعار خلال العام الماضي.
وقال بنك "جي بي مورغان تشيس"، في مذكرة الخميس، إن التأخير في الشحن عبر قناة السويس قد يؤثر على أسعار أبسط السلع، من ملابس وأحذية، إلى المعدات الرياضية والأجهزة الإلكترونية، فضلاً عن المواد الغذائية والمواد الطاقية.
وأرجع البنك ذلك إلى الدور الاستراتيجي الذي تلعبه قناة السويس في التجارة العالمية، إذ تربط الشرق بالغرب، ويمر منها حوالي 20 ألف سفينة شحن سنوياً، تنقل بضائع متنوعة من النفط، إلى الوقود وقطع غيار الآلات فضلاً عن المواد الاستهلاكية.
400 مليون دولار في الساعة
ووفق تقديرات نقلتها وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن دورية "لويد ليست"، المعنيّة بأخبار النقل البحري، فإن تكلفة تعطل قناة السويس على قطاع الشحن البحري قد تبلغ نحو 400 مليون دولار في الساعة الواحدة.
ولفتت الوكالة إلى أن حركة الشحن البحري المتجهة غرباً عبر قناة السويس تقدر بنحو 5.1 مليار دولار في اليوم الواحد، بينما تصل قيمة حركة الشحن البحري المتجهة شرقًا نحو 4.5 مليار دولار تقريباً.
وبحسب الوكالة الأميركية، فإن نحو 185 سفينة تنتظر عبور القناة، فيما قدّرت شركة "لويدز" للتأمين عددها بـ 165.
وذكرت الوكالة أن نحو 300 سفينة في العالم، إما عالقة في قناة السويس، في انتظار عبور الممر المائي، أو حددته كوجهة تالية.
وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن نحو 50 سفينة تستخدم الممر المائي يومياً، لافتة إلى إمكانية تأثر نحو 13 مليون برميل من النفط الخام، على 10 ناقلات، بالاضطراب نتيجة للحادث.
أسعار النفط
وأدى تعطل حركة المرور عبر قناة السويس بالفعل إلى ارتفاع في أسعار النفط، الأربعاء، إذ ارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 1% ، بينما حقق خام "برنت" الأربعاء أكبر ربح في يوم واحد منذ عام، وسجل سعره عند 64.41 دولار للبرميل، وفقاً لمحطة "سي إن بي سي".
ولفتت المحطة إلى أن ما بين 5 و10% من مجموع النفط الخام الذي يتم تصديره في العالم عبر المسارات البحرية يمر من قناة السويس، ما يعني أن تعطل حركة مرور الناقلات عبر القناة، يتسبب في تأخير شحن ما بين 3 و5 مليون برلميل من النفط كل يوم.
ويتدفق النفط الخام والوقود المكرر في الاتجاهين عبر قناة السويس بطول 193 كيلومتراً (120 ميلًا). وفي عام 2020 ، استوردت أوروبا 550 ألف برميل يومياً من الخام من مصادر تقع شرق السويس، ومرت الغالبية العظمى منها عبر القناة، وفقاً لشركة تتبع الناقلات "كبلر".
ووصلت الواردات إلى جنوب وشرق آسيا عبر قناة السويس إلى مستوى مرتفع بلغ 1.27 مليون برميل يومياً في يونيو 2020 ، على الرغم من أن الشحنات انخفضت في وقت لاحق إلى 310 آلاف برميل يومياً فقط في نوفمبر.
وقالت وكالة "بلومبرغ" في تقرير لها، الأربعاء، إن مصافي التكرير الأوروبية والأميركية التي تعتمد على الممر الملاحي الحيوي لشحنات نفط الشرق الأوسط، ربما تضطر إلى البحث عن إمدادات بديلة في حال استمرار التعطل، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار أنواع الخام البديلة، مضيفة: "في الوقت نفسه، ستتوقف تدفقات النفط الخام من حقول بحر الشمال المتجهة إلى آسيا".
وأشارت إلى أنه في حال ظلت سفينة الحاويات عالقة في الممر الملاحي لبضعة أيام فقط، فإن تلك المدة ستكون طويلة بما يكفي لإرباك بعض تدفقات الطاقة، ما يمثل متاعب إضافية لمصافي التكرير، والتجار، والمنتجين، الذين يحاولون بالفعل معالجة التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.
تحدٍ لوجستي
وقالت شركات شحن الحاويات، التي تنقل شتى بضائع متاجر التجزئة من الهواتف المحمولة والملابس إلى الموز، إن تعطل قناة السويس شكل تحدياً لوجستياً جديداً لها، بعد أن ظلت تعاني منذ شهور من نقاط الاختناق بقطاع الخدمات اللوجستية في أنحاء العالم، بسبب جائحة كورونا.
وقالت "إم إس سي" السويسرية، ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، في بيان الخميس، إن جميع سفن الحاويات الرئيسية تأثرت بالتوقف في قناة السويس. وأضافت: "كمستخدم منتظم للقناة، تتابع (إم إس سي) الموقف عن كثب لمعرفة التطورات في حالة الحاجة إلى أي خطط طوارئ للأسطول أو شبكة الخدمات، ولمعرفة مدى تأثر دورة الحاويات في سوق تواجه صعوبات".
وقالت مصادر تجارية بقطاع الشحن لوكالة "رويترز"، إن التأثير على نقل البضائع من المصنعين في آسيا إلى المشترين في أوروبا قد يزيد، وذلك اعتماداً على مدى استمرار التأخيرات في قناة السويس.
ونقلت "رويترز" عن ليون ويلمز المتحدث باسم ميناء روتردام، أكبر منافذ أوروبا، أن "الطلب على الخدمات اللوجستية كان يفوق القدرة بالفعل من قبل واقعة قناة السويس".
وقال إن "جميع موانئ غرب أوروبا ستتأثر. مضت الآن 48 ساعة ونأمل من أجل جميع الشركات والمستهلكين انتهاء ذلك قريباً"، مضيفاً: "عندما تصل هذه السفن إلى أوروبا، ستكون هناك حتماً أوقات انتظار... لدينا مساحات كبيرة، لكن عدد أحواض السفن والرافعات لتفريغ هذه البضائع محدود".
الرابحون
وبالمقابل، من المرتقب أن تستفيد شركات الشحن الآسيوية من استمرار تعطل مرور سفن الشحن عبر قناة السويس، وفقاً لبنك "جي بي مورغان تشيس"، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الشحن.
ونقلت محطة "سي إن بي سي" عن البنك أن شركات الشحن البحرية ستكون أكبر المستفيدين من الإغلاق المطول لقناة السويس، بينما يرتقب أن يستفيد الشحن الجوي أيضاً من ارتفاع مرتقب في الأسعار.
ولفت البنك إلى أن السفن الآسيوية ستسفيد أكثر من شركات الشحن الأخرى، قائلاً إنه على الرغم من ارتفاع تكاليف الوقود بسبب تغيير الاتجاه عبر رحلات طويلة عن المعتاد، إلا أنه من المتوقع أن يرتفع هامش ربحها، بارتفاع أسعار الشحن.
وأعنلت هيئة قناة السويس، الخميس، تعليق حركة الملاحة في الممر المائي مؤقتاً، إثر جنوح سفينة حاويات عملاقة في الممر، فيما تعمل 8 "قاطرات عملاقة" على تعويم السفينة.
وتوقعت وكالة "رويترز" أن تظل السفينة عالقة لأيام عدة، مما يتسبب في عرقلة حركة السفن عبر الممر، الذي تمر منه نحو 12% من حجم التجارة العالمية.
زيادة التضخم العالمي
ونقلت محطة "سي إن بي سي"، عن ماركو كولافيتش، وهو محلل اقتصادي في بنك "جي بي مورغان تشيس"، الأميركي، القول إن استمرار انسداد القناة "قد ينتج عنه اختلالات كبيرة في التجارة العالمية، وارتفاع صاروخي في أسعار الشحن، وأسعار المواد الطاقية، فضلاً عن ارتفاع في معدل التضخم العالمي".
وسيمثل ذلك صدمة جديدة لسلسلة الإمدادات العالمية، التي تحاول التعافي من تداعيات جائحة كورونا، التي تسببت في تعطل الشحن العالمي ونقص الإمدادات، وارتفاع الأسعار خلال العام الماضي.
وقال بنك "جي بي مورغان تشيس"، في مذكرة الخميس، إن التأخير في الشحن عبر قناة السويس قد يؤثر على أسعار أبسط السلع، من ملابس وأحذية، إلى المعدات الرياضية والأجهزة الإلكترونية، فضلاً عن المواد الغذائية والمواد الطاقية.
وأرجع البنك ذلك إلى الدور الاستراتيجي الذي تلعبه قناة السويس في التجارة العالمية، إذ تربط الشرق بالغرب، ويمر منها حوالي 20 ألف سفينة شحن سنوياً، تنقل بضائع متنوعة من النفط، إلى الوقود وقطع غيار الآلات فضلاً عن المواد الاستهلاكية.
400 مليون دولار في الساعة
ووفق تقديرات نقلتها وكالة "بلومبرغ" الأميركية عن دورية "لويد ليست"، المعنيّة بأخبار النقل البحري، فإن تكلفة تعطل قناة السويس على قطاع الشحن البحري قد تبلغ نحو 400 مليون دولار في الساعة الواحدة.
ولفتت الوكالة إلى أن حركة الشحن البحري المتجهة غرباً عبر قناة السويس تقدر بنحو 5.1 مليار دولار في اليوم الواحد، بينما تصل قيمة حركة الشحن البحري المتجهة شرقًا نحو 4.5 مليار دولار تقريباً.
وبحسب الوكالة الأميركية، فإن نحو 185 سفينة تنتظر عبور القناة، فيما قدّرت شركة "لويدز" للتأمين عددها بـ 165.
وذكرت الوكالة أن نحو 300 سفينة في العالم، إما عالقة في قناة السويس، في انتظار عبور الممر المائي، أو حددته كوجهة تالية.
وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن نحو 50 سفينة تستخدم الممر المائي يومياً، لافتة إلى إمكانية تأثر نحو 13 مليون برميل من النفط الخام، على 10 ناقلات، بالاضطراب نتيجة للحادث.
أسعار النفط
وأدى تعطل حركة المرور عبر قناة السويس بالفعل إلى ارتفاع في أسعار النفط، الأربعاء، إذ ارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 1% ، بينما حقق خام "برنت" الأربعاء أكبر ربح في يوم واحد منذ عام، وسجل سعره عند 64.41 دولار للبرميل، وفقاً لمحطة "سي إن بي سي".
ولفتت المحطة إلى أن ما بين 5 و10% من مجموع النفط الخام الذي يتم تصديره في العالم عبر المسارات البحرية يمر من قناة السويس، ما يعني أن تعطل حركة مرور الناقلات عبر القناة، يتسبب في تأخير شحن ما بين 3 و5 مليون برلميل من النفط كل يوم.
ويتدفق النفط الخام والوقود المكرر في الاتجاهين عبر قناة السويس بطول 193 كيلومتراً (120 ميلًا). وفي عام 2020 ، استوردت أوروبا 550 ألف برميل يومياً من الخام من مصادر تقع شرق السويس، ومرت الغالبية العظمى منها عبر القناة، وفقاً لشركة تتبع الناقلات "كبلر".
ووصلت الواردات إلى جنوب وشرق آسيا عبر قناة السويس إلى مستوى مرتفع بلغ 1.27 مليون برميل يومياً في يونيو 2020 ، على الرغم من أن الشحنات انخفضت في وقت لاحق إلى 310 آلاف برميل يومياً فقط في نوفمبر.
وقالت وكالة "بلومبرغ" في تقرير لها، الأربعاء، إن مصافي التكرير الأوروبية والأميركية التي تعتمد على الممر الملاحي الحيوي لشحنات نفط الشرق الأوسط، ربما تضطر إلى البحث عن إمدادات بديلة في حال استمرار التعطل، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار أنواع الخام البديلة، مضيفة: "في الوقت نفسه، ستتوقف تدفقات النفط الخام من حقول بحر الشمال المتجهة إلى آسيا".
وأشارت إلى أنه في حال ظلت سفينة الحاويات عالقة في الممر الملاحي لبضعة أيام فقط، فإن تلك المدة ستكون طويلة بما يكفي لإرباك بعض تدفقات الطاقة، ما يمثل متاعب إضافية لمصافي التكرير، والتجار، والمنتجين، الذين يحاولون بالفعل معالجة التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.
تحدٍ لوجستي
وقالت شركات شحن الحاويات، التي تنقل شتى بضائع متاجر التجزئة من الهواتف المحمولة والملابس إلى الموز، إن تعطل قناة السويس شكل تحدياً لوجستياً جديداً لها، بعد أن ظلت تعاني منذ شهور من نقاط الاختناق بقطاع الخدمات اللوجستية في أنحاء العالم، بسبب جائحة كورونا.
وقالت "إم إس سي" السويسرية، ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، في بيان الخميس، إن جميع سفن الحاويات الرئيسية تأثرت بالتوقف في قناة السويس. وأضافت: "كمستخدم منتظم للقناة، تتابع (إم إس سي) الموقف عن كثب لمعرفة التطورات في حالة الحاجة إلى أي خطط طوارئ للأسطول أو شبكة الخدمات، ولمعرفة مدى تأثر دورة الحاويات في سوق تواجه صعوبات".
وقالت مصادر تجارية بقطاع الشحن لوكالة "رويترز"، إن التأثير على نقل البضائع من المصنعين في آسيا إلى المشترين في أوروبا قد يزيد، وذلك اعتماداً على مدى استمرار التأخيرات في قناة السويس.
ونقلت "رويترز" عن ليون ويلمز المتحدث باسم ميناء روتردام، أكبر منافذ أوروبا، أن "الطلب على الخدمات اللوجستية كان يفوق القدرة بالفعل من قبل واقعة قناة السويس".
وقال إن "جميع موانئ غرب أوروبا ستتأثر. مضت الآن 48 ساعة ونأمل من أجل جميع الشركات والمستهلكين انتهاء ذلك قريباً"، مضيفاً: "عندما تصل هذه السفن إلى أوروبا، ستكون هناك حتماً أوقات انتظار... لدينا مساحات كبيرة، لكن عدد أحواض السفن والرافعات لتفريغ هذه البضائع محدود".
الرابحون
وبالمقابل، من المرتقب أن تستفيد شركات الشحن الآسيوية من استمرار تعطل مرور سفن الشحن عبر قناة السويس، وفقاً لبنك "جي بي مورغان تشيس"، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الشحن.
ونقلت محطة "سي إن بي سي" عن البنك أن شركات الشحن البحرية ستكون أكبر المستفيدين من الإغلاق المطول لقناة السويس، بينما يرتقب أن يستفيد الشحن الجوي أيضاً من ارتفاع مرتقب في الأسعار.
ولفت البنك إلى أن السفن الآسيوية ستسفيد أكثر من شركات الشحن الأخرى، قائلاً إنه على الرغم من ارتفاع تكاليف الوقود بسبب تغيير الاتجاه عبر رحلات طويلة عن المعتاد، إلا أنه من المتوقع أن يرتفع هامش ربحها، بارتفاع أسعار الشحن.