تتصاعد التوترات الأمنية والاقتصادية في لبنان بعد محاولة فاشلة أخرى لتشكيل حكومة جديدة، بينما تزداد البطالة والجوع.

وطبقًا لموقع "صوت أمريكا"، يقول محللون إنه بدون ميزانية حكومية، لن يكون هناك قريبا عملة صعبة لدفع ثمن واردات القمح، والوقود، والأدوية في هذه الفترة التي تنتشر فيها جائحة كورونا.

ويحذر مراقبون سياسيون، مثل مايكل يونج، من مركز مالكولم كير - كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت، من أن لبنان قد يواجه أسوأ لحظة في تاريخه لفترة ما بعد الحرب.

ويقول إن الدولة المنكوبة، التي كان يطلق عليها في أحد الأوقات سويسرا الشرق، تواجه "انهيارًا محتملًا متعدد الأوجه – لنظامها المالي، واقتصادها، ووضعها الأمني – مع عدم وجود جهود من جانب القادة السياسيين لمنع ذلك".

ويقع المزيد من اللبنانيين في براثن الفقر مع خسارة عملتهم حوالي 90% من قيمتها بالسوق غير الرسمي خلال 18 شهرًا فقط.

وفيما يتعلق بهذه الأزمة العصيبة، يرى الخبير الاقتصادي توفيق جاسبارد، أن سياسة البنك المركزي اللبناني هي الجاني والمجرم وراء هذه الانهيار المصرفي.

وأشار إلى أن السياسة المالية تسببت في انهيار سعر الصرف مع مستوى ديون لا يمكن تحمله، قائلًا: "بالتأكيد لا يوجد حل اقتصادي ومالي في لبنان قبل أن نتصدى أولًا لاحتلال إيران للبنان عبر ذراعها المحلي، حزب الله. أن مشكلة لبنان الأساسية سياسية".

ويقول مايكل يونج إن "الكثيرين في لبنان يعتقدون في أن حزب الله وراء عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، لأنهم ينتظرون معرفة نتائج المفاوضات بشأن الاتفاق النووي".

واضاف: "لبنان رهينة، بما يضمن أن واشنطن تقبل هيمنة طهران وحزب الله هناك في أي اتفاق إقليمي أوسع نطاقا".

ومن جانبها، تقول روبين رايت، الزميلة بمعهد الولايات المتحدة للسلام ومركز ويلسون، إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل في هذا البلد الذي يكاد يكون دولة فاشلة، موضحة أن "أمراء الحرب لم يعودوا يقاتلون بعضهم البعض عسكريًا، ولكن يتقاتلون سياسيًا".

وكانت رايت قد عادت مؤخرًا من لبنان، حيث وجدت أن الجنود يعانون هم أيضًا كما الحال مع باقي السكان، الأمر الذي يثير تهديدًا أمنيًا خطيرًا.

وتابعت: "الجيش اللبناني مهم. وحاول تنظيم داعش ذات مرة الاستفادة من الفراغ، وقد بدأ يعاود الظهور بعد إخراجه من الجبال الشرقية على الحدود السورية. وألقي القبض على خليتين نائمتين هذا العام. ويعتقدون أن هناك أخرى".