أوصت دراسة علمية متخصصة في جامعة البحرين باستخدام المعايير الوطنية في التربية العلمية في تحفيز المناقشات بين المعلِّمين بشأن ماهيّة المهارات التدريسية الصفيّة اللازمة لتطوير أداء معلِّم الفيزياء بالمرحلة الثانوية في ضوء متطلبات التربية العلمية. ودعت الدراسة إلى إعداد معايير محليّة خاصة بالمعلّم بحيث تُحدّد في ضوئها أهداف برامج إعداد معلِّم الفيزياء وتدريبه في أثناء الخدمة، ومهارات وكفايات إعداده في ضوء إستراتيجية تطوير التعليم بالمملكة. وشدَّد معدُّ الدراسة، الطالب في برنامج ماجستير القياس والتقويم في كلية الآداب بجامعة البحرين عبدالله القحطاني، على ضرورة المبادرة بإعداد برامج بهدف تطوير محتوى مادة الفيزياء بحسب المعايير العالمية، بحيث تراعي تلك البرامج تدريب المعلِّم على المستجدات التربوية والعلمية في مجال تخصُّصه، وتتولّى المتابعة الميدانية الحثيثة للمعلِّم لمتابعة استيعابه لجوانب المحتوى الدراسي التي لم يتقنها. وجاءت دراسة القحطاني استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير، ووسمت أطروحته بعنوان: "بناء أداة لتقويم محتوى كتاب الفيزياء للمرحلة الثانوية بمملكة البحرين وفق المعايير الوطنية للتربية العلمية".وناقشت لجنة امتحان الباحث مؤخراً في أطروحته، وتكونت اللجنة من: عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس في جامعة البحرين الدكتور نعمان الموسوي مشرفاً، ونائب رئيس كلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور موسى النبهان ممتحناً خارجياً، وأستاذ القياس والتقويم بجامعة البحرين الدكتور أحمد سعد جلال ممتحناً داخلياً.ودعا الباحث القحطاني إلى إعداد أدوات لقياس محتوى المواد العلمية في المرحلة الثانوية وفق معايير التربية العلمية، وصولاً إلى أداةٍ شاملةٍ موثوقةٍ تتمتع بخصائص سيكومترية جيدة تجعلها قابلة للتطبيق. وحاكم القحطاني منهاج مادة الفيزياء ومحتواه في المرحلة الثانوية وفقاً للمعايير الوطنية في التربية العلمية، وهو الأمر الذي نال إعجاب الممتحنَيْن اللذين أشارا إلى أن مساءلة المنهج وتقويمه من الظواهر النادرة في منطقة الخليج والمنطقة العربية، ولاسيما بالنسبة لمادة الفيزياء التي تعد من المواد الصعبة.وأبرزت نتائج الدراسة أن المعلمين أكثر تقديراً لمحتوى كتاب الفيزياء للمرحلة الثانوية من المعلمات.وعزا الباحث ذلك إلى أن معلِّمي الفيزياء يميلون إلى استخدام الأسلوب الوصفي في تدريس المادة، ولذلك يؤكِّدون دور المفاهيم والمبادئ والنظريات العلمية دون الاهتمام بالتجارب والعروض العلمية كعمودٍ فقريٍ في دراسة الفيزياء، بالإضافة إلى عدم إلمامهم بأهمية الحوار بين التجربة والنموذج النظري عند تدريس المادة، فيما ترى المعلِّمات أن المفاهيم الفيزيائية يجب أن توضّح بمزيد من التجارب والعروض العلمية والرسوم التوضيحية، ناهيك أنهن يبدين اهتماماً أكبر بمدى ما اكتسبته الطالبات من اتجاهاتٍ علميةٍ وقيمٍ سلوكيةٍ قد لا تتوافر بصورةٍ كبيرةٍ في الكتاب المدرسي، وبحجم الأنشطة العلمية التي تنمِّي مهارات الاستقصاء وحل المشكلات. وقال الباحث القحطاني: "تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية تقويم مادة الفيزياء للمرحلة الثانوية، حيث أن تقويم المدخلات التربوية المختلفة في مادة العلوم يساهم في مراجعة العملية التعليمية بمجملها، من أجل تعزيز الجوانب الإيجابية، وتصحيح الجوانب السلبية بصورةٍ مستمرةٍ"، مشيراً إلى أن " كتاب الفيزياء يعد من أهم المدخلات التربوية، حيث يعكس مدى استيعاب التوجهات العالميّة الحديثة في منهج الفيزياء، ومعوقات تدريسه للطلبة".واستخدم الباحث في دراسته المنهجي الوصفي، موظفاً عينة تكوَّنت من 57 معلماً ومعلمة لمادة الفيزياء بالمدارس الثانوية الحكومية في الفصل الثاني للعام الدراسي 2013-2014.
Variety
دراسة بحرينية تدعو لاستخدام معايير التربية العلمية لتحفيز أداء المعلمين
26 أبريل 2015