مع اقتراب اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد والموافق الثاني من أبريل، أصبح من الضروري هذا العام أن نسلط الضوء على موضوع التأهيل المهني لذوي اضطراب طيف التوحد.

حيث يتناول العديد من الاختصاصيين مواضيع التعريف باضطراب طيف التوحد وخصائصه وسماته ويغفلون عما يحتاج إليه الأسر والأفراد ذوي التوحد بشكل أساسي، لذلك سنتطرق إلى التوعية بأهمية التأهيل المهني لذوي اضطراب طيف التوحد لما يشكل من أهمية كبرى تعود على الفرد والمجتمع.

موضوع التأهيل المهني موضوع متشعب، ولكننا سنختصره بما يناسب الأسر والمختصين وغيرهم.

التأهيل المهني ونقصد به تقديم المهارات التي تساعد الفرد ذوي الإعاقة للوصول إلى قرارات حاسمة تتعلق بشؤونهم الخاصة ومساعدتهم في الكشف عن قدراتهم وصفاتهم الفردية التي يمكن الاستعانة بها بقدر الإمكان في التعليم والتدريب على أداء عمل أو مهنة ما تعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة.

حيث يتضمن التأهيل المهني الأشخاص ذوي الإعاقة ممن يعانون من إعاقة (حسية، عقلية أو جسمية) وتعريفهم بالمهن المناسبة لقدراتهم وتحويلهم إلى أفراد منتجين قادرين على التفاعل مع بقية المجتمع، لذلك التأهيل عملية مستمرة وشاملة تتضمن الأبعاد النفسية، الجسمية، الاقتصادية والاجتماعية للأفراد من ذوي الإعاقة.

حيث يختلف التأهيل المهني المقدم بحسب (نوع الإعاقة، العمر والبيئة الاجتماعية)، ويعتبر التأهيل المهني من المكونات الأساسية لعمليات التنمية البشرية الشاملة والهادفة لتحسين مستوى حياة الأفراد بكافة فئاتهم ويهدف لتحقيق مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

كما أن التأهيل المهني يشمل مجموعة من الخدمات والوسائل التي تساهم في رفع مستوى الأداء العقلي والجسمي أو الحسي، وذلك لمساعدة ذوي الإعاقة في الاندماج والمشاركة في كافة برامج التدريب المهني.

أهمية التأهيل المهني تكمن في عدد من النقاط:

1- تحسين المستوى المعيشي من خلال الحصول على الدخل.

2- المساهمة في دفع عجلة التنمية ورفع مستوى الناتج الوطني.

3- التقليل من البطالة بين صفوف ذوي الإعاقة ومجموع القوى العاملة.

4- دمج ذوي الإعاقة في المجتمع لرفع المستوى التكيفي وإقامة علاقات اجتماعية.

5- التخلص من مشكلة الفراغ التي تواجه ذوي الإعاقة وأسرهم من خلال التوازن المؤدي إلى التقليل من المشاعر السلبية والإحباط وتوفير الاحتياجات الاستهلاكية المختلفة.

6- عمل الأفراد ذوي الإعاقة يساهم في تقليل حجم الإعانات المقدمة من الدولة ونفقات الخدمات الاجتماعية وبالتالي التأثير الإيجابي على الميزانية العامة.

7- مشاركة الأفراد ذوي الإعاقة في العملية الإنتاجية تساهم في بناء علاقات إيجابية لدى أصحاب العمل والمجتمع تجاه ذوي الإعاقة.

8- عمل ذوي الإعاقة يؤدي إلى المساهمة في الانتعاش الاقتصادي بزيادة الطلب على السلع والخدمات.

9- زيادة ثقة ذوي الإعاقة بأنفسهم ورفع مستوى احترام وتقدير الذات، وبالتالي التقليل من الشعور بالعجز والخوف والقلق.

10- تساهم العوائد المالية في قدرة الأفراد ذوي الإعاقة على التمتع بمختلف حقوقهم الأخرى كالزواج والسكن والتعليم والوسائل الحياتية لتحسين مستوى المعيشة.

11- عمل الأفراد ذوي الإعاقة يساهم في الاستقرار الاجتماعي والتقليل من وقوع الجرائم أو المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الفقر والتهميش.

وتهيئة الأفراد ذوي التوحد للعمل تتم على عدد من المراحل، منها:

أ‌- برامج تهيئة قبل وفي أثناء المراحل الدراسية الثلاث:

حيث توفر هذه البرامج للطالب مقدمات بسيطة لتهيئته في الانتقال من بيئة إلى أخرى بيسر مثل إكسابه مهارات التواصل، والتفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة المنهجية واللامنهجية وتكوين الصداقات والاحتفاظ بها.

ب‌- برامج ما بعد المرحلة الثانوية:

يقدم هذا النوع من البرامج للطلاب الذين يستطيعون إكمال برامج دراسية أو مهنية ما بعد المرحلة الثانوية وتتميز طبيعة البرامج الانتقالية لهؤلاء الطلاب بالتركيز على إكسابهم المهارات الحياتية المختلفة مع الجماعة ومهارة اتخاذ المصير في اختيار الوظيفة أو البرنامج الوظيفية المناسب وأساليب الحياة وطريقة إدارة العلاقات مع الآخرين وتكوين الصدقات والمحافظة عليها.

ت‌- برامج العمل مع الأفراد العاديين:

تتم تهيئة الأفراد ذوي التوحد مع العمل مع الأفراد العاديين، وذلك من خلال القيام بعدة أعمال لتحديد قدراتهم العامة، ومن ثم اختيار العمل الملائم لهم، وإكسابهم مهارات العمل الملائمة لذلك العمل الخاص مع وجود الأفراد العاديين، وتدريبهم في أثناء العمل لضبط انفعالاتهم وقدراتهم على التعامل مع المواقف والخبرات المختلفة.

في النهاية يجب أن نكون نحن وأصحاب الشركات والمؤسسات على ثقة تامة بقدرة أبنائنا من ذوي التوحد على المساهمة بدفع عجلة التنمية والمشاركة المجتمعية الفاعلة بإتاحة الفرص لهم ومنحهم المساحة الكافية للتجربة لأنهم قادرون على العطاء.

نسايم المقهوي

ماجستير تربية خاصة