على هامش موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري إلى متحف الحضارة، شهدت صفحات التواصل الاجتماعي المصرية نقاشات واسعة حول شعر مومياء الملكة "تي"، حيث عبر الكثيرين عن دهشتهم من حالة شعرها رغم مرور آلاف السنين.

الدكتور مختار الكسباني عضو اللجنة العليا للمتاحف المصرية، يفسر لموقع "سكاي نيوز عربية"، بقاء شعر الملكة "تي” كما هو بعد آلاف السنين.

وأشار الكسباني إلى أن المومياء تعرضت لعملية تحنيط عالية الدقة كونها "ملكية"، وبالتالي كان للشعر نصيب من هذه الرعاية عالية الجودة، وهو الأمر الذي تسبب في بقائه على هذه الحالة رغم مرور الزمن.

وأوضح"، أن الشعر هو من الأجزاء التي لا تتعرض للتلف في الجسم البشري، علاوة على الإضافات التي وضعها المحنطون للشعر للمحافظة على بقائه بهذه الطريقة.

وأشار إلى أن شعر الملكة "تي" كان أسود اللون وليس أحمر، ولكن تحول فيما بعد إلى اللون الأحمر، ويرجع هذا التحول إلى المواد التي تم استخدامها في عملية التحنيط، والتي أثرت على شعر المومياء فتحول اللون من الأسود إلى الأحمر.

لغز المومياء الملكية

وعُثر على مومياء الملكة "تي" بجوار مومياوتين في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني وذلك بواسطة عالم الآثار فيكتور لوريه وكان في عام 1898م، ولم يُعرف وقتها أن المومياء للملكة "تي".

وكانت المومياء الثانية لصبي توفي في سن العاشرة، والمومياء الثالثة لامرأة غير معروفة أصغر سنا، وتم العثور على الثلاثة جميعًا معا ممدين عرايا وغير معرفين بأي من الحلي في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني.

وفي عام 2010 حلل الدكتور زاهي حواس الحمض النووي، ونجح في التعرف رسميًا على السيدة الكبيرة بأنها الملكة تي، حيث كانت خصلات الشعر الموجودة داخل مقبرة توت عنخ آمون مطابقة للحمض النووي لمومياء الملكة "تي".

من هي الملكة تي؟

الملكة "تي” هي ابنة المستشار "يويا" النبيل من أصل شعبي غير ملكي من بلدة أخميم بسوهاج في صعيد مصر، والذي يعتبر من أشهر مستشارين مصر القديمة لزوجها الملك أمنحتب الثالث وهو الملك رقم "9" من ملوك الأسرة الـ "18”، وهي أم الملك "أمنحتب" الرابع الملقب بالملك "إخناتون" والذي يعتبر الملك الـ "10"ملوك الأسرة الـ 18، وجدة الملك الصغير "توت عنخ آمون"

وعُرفت الملكة "تي" بأنها زوجة ملك وأم ملك، وجدة ملك، فأصبح لها العديد من الألقاب الفرعونية المختلفة المتعلقة بالآلهة، ولها دور مهم في تولي توت عنخ آمون عرش البلاد، ليصبح ملكًا على أرض "كمت" والذي تعني مصر.

وكانت الملكة تي من أعظم ملكات مصر الفرعونية فكانت نائبة عن الملك في الاحتفالات، للدرجة التي جعلته يكتب اسمها في المراسلات الدولية حيث ذكر اسمها فيما يعرف بـ "رسائل العمارنة" التي كان يتم تبادلها فقط بين ملك مصر العظيم ومعاصريه من حكام الشرق الأدنى القديم.

ومن المقرر أن يبدأ الموكب بالخروج من المتحف المصري باتجاه المسلة والكباش الأربعة وسط ميدان التحرير إيذانًا بالإعلان عن وجودهم وكشف السطور الموجودة عليها.

وذكر الكسباني أن المومياوات ستتجه إلى النيل مرة أخرى وتسير في موكب جنائزي كبير، في طقوس مشابهة لما كان يفعله القدماء، ثم سيتجه الموكب خلال الطرق المعدة سلفا لذلك ليستقر بمتحف الحضارة المصرية.