نهضة علمية وثقافية شاملة بالزبارة تحت سيادة الدولة الخليفية
الزبارة مركز إشعاع فكري وحضاري يقوم على ثوابت وقيم التسامح والانفتاح الديني والمذهبي والفكري
توافد العلماء للزبارة من الإحساء ونجد والحجاز والزبير والبصرة وغيرها من الأمصار
حرصت الدولة الخليفية على جعل الزبارة منارة علم تستقطب العلماء
الدولة الخليفية أسست المدارس بالزبارة لتوفير بيئة علمية تصبح مصدر إشعاع بالمنطقة
الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة أوقف على مدرسة بالزبارة مجموعة كتب علمية
كتابة "روزنامة الزبارة" أول تقويم فلكي بشبه جزيرة قطر في عهد الدولة الخليفية
"الروزنامة" أقدم وثيقة علمية تؤكد استكمال التعمير في عهد الشيخ خليفة من محمد آل خليفة
استمرار الحركة العلمية في مختلف عهود حكام الدولة الخليفية
التقويم الفكلي الموحد بين الزبارة وجزر البحرين باعتبارهما وحدة سياسية متكاملة
ازدهر الشعر النبطي في عهد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بجزر البحرين والزبارة
محرر الشؤون المحلية
شهدت الزبارة نهضة علمية وثقافية شاملة تحت سيادة الدولة الخليفية، وأصبحت الزبارة مركز إشعاع فكري وحضاري يقوم على ثوابت وقيم التسامح والانفتاح الديني والمذهبي والفكري. ما جعلها قبلة تستقطب العلماء من كافة أرجاء المنطقة ومن مختلف تخصصات العلوم كالأدب والشعر والفلك والشريعة والفرائض وعلم المواقيت والحساب، لتصبح الزبارة مركز إشعاع فكري وثقافي للدارسين والعلماء.
ومن أبرز العلماء الذين احتضنتهم الزبارة في عصر النهضة العلمية التي شهدتها الزبارة في حكم الدولة الخليفية التي اعتنت بالعلم ورعاية العلماء الشيخ حجي بن مزيد بن حميدان، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ بكر لؤلؤ أحمد البصري الزباري، وعبدالوهاب بن محمد بن فيروز الذي له مؤلفات عدة وشروح وحواش وقصائد متفرقة، منها القول السديد في جواز التقليد.
كما احتضنت الزبارة الشيخ أحمد بن عبدالرحمن آل عبد اللطيف، وأحمد بن درويش العباسي، والسيد عبدالرحمن بن السيد أحمد الزواوي الإدريسي، والشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز، وأبوالحسن السندي والعلامة الشيخ عبدالله بن محمد الكردي البيتوشي، والشيخ محمد بن أحمد بن عبداللطيف، والشيخ عبدالعزيز بن صالح الموسى الهجري، والشيخ علي بن فارس، والحاج عثمان بن سليمان بن داوود البصري، والشيخ ناصر بن سليمان سحين، والشيخ عثمان بن سند النجدي البصري، ومحمد بن علي بن سلوم، وعبداللطيف بن أحمد بن فيروز، والشيخ عثمان بن عبدالله بن جامع الأنصاري الخزرجي، والشاعر العراقي السيد عبدالجليل الطبطبائي الذي عاش معظم حياته في إقليم البحرين وارتحل إلى الزبارة.
وتضم قائمة علماء الزبارة قائمة طويلة منها الشيخ عبدالله بن عثمان بن جامع الأنصاري الخزرجي، والشيخ أحمد بن عثمان بن جامع الأنصاري الخزرجي، أبناء الشيخ عثمان بن جامع الأنصاري الخزرجي.
من وقفية الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة لكتب علمية على مدرسة الشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبداللطيف الشافعي بالزبارة في 25 رجب 1195هـ، وتنص على «فبادر إلى ذلك عين الأعيان ونادرة الزمان سيدنا الأكرم المكرم الأمجد الأجل الأكمل الشيح خليفة بن المرحوم محمد أبقاه الله البقاء الجميل»
الزبارة مركز إشعاع فكري
وأصبحت الزبارة في عصر الدولة الخليفية مركز إشعاع فكري وثقافي بعد أن توافد إليها العلماء من الإحساء ونجد والحجاز والزبير والبصرة وغيرها من الأمصار، حيث حرصت الدولة الخليفية على أن تكون الزبارة منارة علم يسعى إليها العلماء لتبادل العلوم والأفكار.
ومع وجود قاعدة علمية كبيرة من العلماء من مختلف العلوم والأمصار قامت الدولة الخليفية بتأسيس المدارس لتوفير بيئة علمية تصبح مصدر إشعاع بالمنطقة.
وتبين وثيقة وقفية مؤرخة بتاريخ 25 رجب 1195 هجرية الموافق 16 يوليو 1781 ميلادية أن الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة أوقف على مدرسة في الزبارة مجموعة من الكتب العلمية.
وتنص الوثيقة الوقفية المكتوبة من قبل الشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبداللطيف الشافعي على أنه» (.. بادر إلى ذلك عين الأعيان ونادرة الزمان سيدنا الأكرم المكرم الأمجد الأجل الأكمل الشيخ خليفة بن المرحوم محمد، أبقاه الله البقاء الجميل، وأعلى ذكره في كل قرن وجيل، وجعله في الدارين من أهل السعادة ومن سبقت لهم الحسنى والزيادة وبلغت من الخيرات مراده آمين.. فأوقف وحبس وأبد وسبل ما هو مال الواقف في ملكه وحوزته وهي جملة من كتب العلم الشريف على كاتب هذه الأحرف أحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبداللطيف الشافعي... وجرى ما ذكر على هذا الوجه... حرر وزُبر في عصر اليوم الخامس والعشرين في رجب الحرام أحد شهور سنة 1195).
خاتمة تقويم «روزنامة الزبارة» المؤرخة في 2 جمادى الأولى 1297هـ ، وتنص على أنه «تمت بقلم الفقير إلى الله المنان وأحوج الخلق إليه محمود بن المرحوم عبدالرحمن غفر الله له ولوالديه ولجميع أحبابه أمين»
غزارة بالإنتاج العلمي بالزبارة
وشهدت الزبارة غزارة في الإنتاج العلمي لكوكبة من العلماء الأعلام، إذ كتب فيها أول تقويم فلكي في تاريخ شبه جزيرة قطر على يد العلامة السيد عبدالرحمن بن أحمد الزواوي المالكي وأطلق عليه روزنامة الزبارة.
وكتب على هذا التقويم مانصه: (فيقول العبد الفقير إلى الله عبـدالرحمن بن أحمد الزواوي كان الله له هذه الروزنامة موضوعة لعرض بلد الزبارة التي أنشأها المرحوم المبرور الشيخ خليفة بن محمد بن خليفة).
وتعد الروزنامة الصادرة آنذاك أقدم وثيقة محلية علمية تؤكد استكمال عملية التعمير في عهد الشيخ خليفة من محمد آل خليفة، بعد عهد والده المؤسس الشيخ محمد بن خليفة الكبير.
استمرار الحركة العلميةفي عهود آل خليفة
واستمرت الحركة العلمية في مختلف عهود حكام الدولة الخليفية. واستعرض فيلم الوطن الوثائقي في جزئه الثالث الحركة العلمية في عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، حيث استمر العلماء في تقديم نتاجهم العلمي المتعدد والغزير والذي كان من بينه التقويم الفلكي الموحد بين الزبارة والبحرين باعتبارهما وحدة سياسية متكاملة.
ومن بين هذا النتاج العلمي التقويم الفلكي الموحد «روزنامة» مؤرخة بتاريخ 2 جمادى الأولى 1297 هـ الموافق 11 أبريل 1880م، وكتب في مقدمتها (هذه الروزنامة موضوعة لعرض الزبارة والبحرين، ويعرف بها ساعات الليل والنهار وساعات الظهر والعصر والعشاء والفجر وأقدام الزوال على القريب).
ودوّن تلك الروزنامة السيد محمود ابن العلامة السيد عبدالرحمن بن أحمد الزواوي، حيث اختتمت بالنص التالي: (تمت بقلم الفقير إلى الله المنان وأحوج الخلق إليه، محمود بن المرحوم عبدالرحمن، غفر الله له ولوالديه ولجميع أحبابه.آمين. في 2 ج1(اختصار لشهر جمادى الأولى) سنة 1297).
من التقويم الفلكي بين الزبارة والبحرين باعتبار أن الزبارة والبحرين وحدة سياسية واحدة ويظهر في الوثيقة مايلي: « هذه الروزنامة موضوعة لعرض الزبارة والبحرين ويعرف بها ساعات الليل والنهار وساعات الظهر والعصر والعشاء والفجر وأقدام الزوال على القريب»
الاعتناء بالأدباء والشعراء
وعلى صعيد الثقافة أيضاً استقطبت الزبارة المثقفين والشعراء حيث اعتنى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، بالأدباء والشعراء وكان متذوقاً للشعر النبطي فازدهر هذا النوع من الشعر في عهده بجزر البحرين وإقليم الزبارة.
وتطرق الوثائقي للشاعر لحدان بن صباح الكبيسي الذي كان من أبرز شعراء الإقليم والذي اشتهر بقصائده الوطنية والحماسية وكان من أشهر قصائده، القصيدة التي رثى بها حاكم البلاد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة عام 1932م، وامتدح فيها صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
وقال الشاعر لحدان في قصيدته:
عيسى عسى ربه لروحه يثيبي
ويخلده في أعلى الفراديس بجنان
عقبه فلا ظني يضيع الغريبي
يكفيه من والاه من لاد سلمان
إلى مضى طيب تقفاه طيبي
وإن مات سلطان بقى نسل سلطان
حمد كريم النفس عز القريبي
شيخ رقى في شامخ العز ما بان
وثيقة وثف الشيخ محمد بن خليفة الجزء الثالث 1