وحدهم الذين تؤلمهم حقائق التاريخ يوجعهم الجهد المميز الذي بدأته «الوطن» والمتمثل في إنتاجها الفيلم الوثائقي عن الزبارة وحكم آل خليفة لشبه جزيرة قطر والذي عرضت منه حتى الآن ثلاثة أجزاء حرصت على أن تكون مكثفة وقادرة على الوصول إلى الأجيال الجديدة من أبناء الخليج العربي الذين ينبغي أن يعرفوا كثيراً من الحقائق التي يسعى البعض لطمسها.

من الحقائق التي وفرها الفيلم الذي يعرضه أيضاً تلفزيون البحرين والتي أكدها كل من علق عليه من المهتمين بتاريخ البحرين والخليج العربي أن الزبارة «ظلت الحاضنة الاجتماعية والحضارية والثقافية والعسكرية للدولة الخليفية في شبه جزيرة قطر وجزر البحرين على امتداد عقود طويلة» وأن «تاريخ شبه جزيرة قطر الحديث يبدأ من حكم آل خليفة لها وأنه كان مع استقرار آل خليفة في الزبارة» وأن «السيادة الخليفية كان لها أثر بارز في إحداث نهضة عمرانية واقتصادية انعكست على المكانة السياسية والاقتصادية والثقافية لشبه جزيرة قطر».

من التعليقات اللافتة على الفيلم قول الباحث عبدالرحمن شاهين المضحكي: «إن ما كشفه أعاد للذاكرة البحرينية تأكيد حقيقة لا ريب فيها أن الدولة الخليفية كانت دولة حضارية بمعنى الكلمة وأن حكامها كانوا قادة بعيدي النظر» وأن الفيلم «يمثل حقائق تاريخية لن تستطيع الذاكرة نسيانها»، وكذلك تعليقات الباحثين والأكاديميين الذين أشادوا بقيام «الوطن» بتوثيق تاريخ البحرين والزبارة وقالوا: «إن الشواهد والآثار التاريخية تنطق بالحقيقة التي لا جدال فيها عن حكم آل خليفة لشبه جزيرة قطر وجزر البحرين، وعن دور الشيخ محمد بن خليفة الكبير في تأسيس هذه النهضة الحضارية والعسكرية في زمن وبيئة صعبين، حيث استطاع أن يأتي بأفكار غير مسبوقة لبناء قلاع الزبارة بشق البحر وصولاً إلى القلعة المحمية من البر» وأن ما جاء في الفيلم الوثائقي «حقائق لا ينكرها إلا الغزاة الذين استولوا على شبه جزيرة قطر».