أقامت بعثة مملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك فعالية، عبر الاتصال المرئي الالكتروني، بمناسبة الذكرى الثانية لليوم الدولي للضمير الذي يصادف الخامس من أبريل من كل عام.

وخلال الفعالية، وجه سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، كلمة مرئية أعرب فيها عن اعتزاز مملكة البحرين باحتفال دول العالم باليوم العالمي للضمير، اقتناعًا بأن الضمير الإنساني هو الباعث الحقيقي لتعزيز قيم السلام والتعايش والإخاء بين الأمم العالمية، وهو المحرك الأساسي لنبذ العنف والتطرف في مختلف بقاع المعمورة وإرساء قيم السلام الأممي من أجل خير البشرية .

وأكد سعادة وزير الخارجية أن مملكة البحرين، بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ورؤيته الحكيمة لتعزيز قيم التسامح والتعايش والتآخي من أجل خير وسلام العالم، تؤمن أن المجتمع الدولي يجب أن يضع في اعتباره أهمية الضمير العالمي في حل الصراعات وإنهاء النزاعات ووقف الحروب، ونشر قيم السلام والتعايش بين شعوب العالم .

كما قال سعادته إن مملكة البحرين تفخر اليوم بأنها صاحبة الريادة والسبق في تبني الأمم المتحدة يوم الخامس من أبريل يومًا عالميًا للضمير، بناءً على المبادرة التي تقدم بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، إدراكًا من مملكة البحرين وقيادتها الحكيمة لما تعانيه العديد من دول العالم من مشكلات وأزمات خطيرة، وإيمانها بضرورة التعاون الدولي للتوصل إلى حلول عاجلة للمشكلات العالمية .

وأوضح سعادة وزير الخارجية أن مملكة البحرين برهنت دائمًا على اهتمامها وحرصها على دعم ومساندة جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل إحلال الأمن والسلام والاستقرار والازدهار في كافة بقاع العالم، وهي تدرك أن الضمير العالمي الحي والواعي كفيل بتوحيد الجهود وتسخير الطاقات والامكانات من أجل خير البشرية جمعاء وتحقيق تطلعات شعوب العالم لحياة حرة كريمة آمنة ومزدهرة .

وقال سعادة وزير الخارجية إن مملكة البحرين، بقيادة وتوجيه جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، تبنت العديد من المبادرات والمشاريع لتعزيز ثقافة التسامح والسلام والإخاء، ويأتي في مقدمتها إطلاق جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، وتأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ومركز الملك حمد للسلام السيبراني، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، بالإضافة إلى إطلاقها لجوائز عالمية في العديد من المجالات لتعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب العالم .

هذا وأضاف سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن مملكة البحرين أدركت في وقت مبكر، أن العالم يواجه اليوم أزمة دولية صعبة تمثلت في جائحة كوفيد-19 التي تركت تداعيات وتأثيرات صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة، وتسببت في وفاة وإصابة ملايين البشر في كافة دول العالم، وحرصت، بتوجيهات سامية من جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، على أن تتعامل مع هذه الأزمة وفق قواعد القوانين والمواثيق الدولية، والقيم السامية التي تؤمن بها المملكة ممثلة في التعاطف والتآخي والتعاون الإنساني بين شعوب العالم .

وأشاد سعادة وزير الخارجية بالجهود المخلصة والملموسة التي قام بها فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، للتعامل مع الأزمة وتداعياتها بأقصى درجات المسؤولية والإنسانية، منوهًا بما وفرته الحكومة للمواطنين والمقيمين في المملكة على حد سواء من وسائل الفحص والعلاج والتطعيم المجاني، وكافة الخدمات الصحية والاجتماعية الضرورية، وبذلك حققت مملكة البحرين نجاحًا وتميزًا في التعامل مع تداعيات جائحة كوفيد-19، لقي إشادة وتقديرًا من منظمة الصحة العالمية ودول العالم .

كما قال سعادة وزير الخارجية إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحكيم الضمير لتحقيق العدالة والمساواة ودعم الدول الأكثر تضررًا من هذه الأزمة الخطيرة، ومعالجة المشاكل العديدة التي تعاني منها الدول النامية والفقيرة، معربًا عن الثقة بأن منظمة الأمم المتحدة، بقيادتها ومنظماتها وهيئاتها المتخصصة قادرة على أن تقود بكل كفاءة واقتدار الجهود العالمية نحو عالم أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا من أجل خير البشرية جمعاء .

ونيابة عن رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى السيد فاروق خان، نائب رئيس مكتب رئيس الجمعية العامة، كلمة أعرب فيها عن شكره لحكومة مملكة البحرين على تنظيم الفعالية ودعمها لهذه القضية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ومنذ إنشائها دأبت على تعزيز ثقافة السلام باعتبارها عنصر أساسي لإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب، حيث أدركت أن ثقافة السلام هي أكثر من مجرد اتفاقيات بين الحكومات وأن السلام يجب أن يقوم على أساس "التضامن البشري الفكري والأخلاقي".

وأوضح السيد فاروق خان أن هذه الثقافة مبنية على قيم تعكس التفاعل الاجتماعي القائم على مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية وكافة حقوق الإنسان والتسامح والتضامن، كما تنبذ هذه الثقافة العنف وتسعى لمنع النزاعات من خلال معالجة أسبابها الجذرية، منوهاً بأهمية الحوار والتفاوض وسبل المشاركة الكاملة في عملية تنمية المجتمع من أجل بناء ثقافة السلام والحفاظ عليها.

كما أشار نائب رئيس مكتب رئيس الجمعية العامة إلى أن الاحتفال هذا العام باليوم الدولي للضمير يأتي في وقت يواصل فيه العالم التصدي لجائحة كوفيد-19، وهو التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم في تاريخ الأمم المتحدة على مدى 75 عامًا، مضيفاً أن الجائحة هي القضية العالمية في العصر الحاضر وتهدد بعرقلة المكاسب الإنمائية المتحققة.

وتطلع السيد فاروق خان إلى التعافي خلال عقد العمل لتحقيق الأهداف العالمية بما يضمن عدم ترك الفئات الأكثر ضعفا خلف الركب، موضحاً أنه أثناء تطوير خطط التعافي هناك فرصة لتنفيذ الدروس المستفادة، وإعادة البناء بشكل أفضل لحماية الأنظمة من الصدمات المستقبلية وتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، مشجعاً على اغتنام هذه الفرصة وضمان موائمة حزم التحفيز مع أهداف التنمية المستدامة والاتفاقيات المعنية بالعام 2030 ذات الصلة.

كما نوه السيد فاروق خان بالواجب العملي والأخلاقي لضمان اللقاحات للجميع، مشجعاً الجميع على دعم النهج المبدئي المتمثل في الوصول العادل والمنصف إلى اللقاحات، وتقديم موارد الدعم اللازمة للآليات المتعددة الأطراف، مثل مبادرة كوفاكس التي تقودها منظمة الصحة العالمية، مرحباً في هذا الصدد بالتزام 181 دولة عضوًا في الأمم المتحدة بالإعلان السياسي بشأن الوصول العالمي المنصف إلى اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19.

من جهته، أكد سعادة السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، على الأهمية التي يحظى بها الاحتفال باليوم الدولي للضمير، خاصة مع ما يواجهه العالم من تحديات في ظل مرور أكثر من عام منذ انتشار جائحة كورونا والتي جعلت الأسرة البشرية أكثر إدراكاً بمدى ترابطها وتداخلها.

وأوضح المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن اليوم الدولي للضمير يمثل رسالة حضارية للعالم الذي هو اليوم أحوج ما يكون لتغليب الضمير بما يعود بالخير على الإنسانية المشتركة.

كما شارك في الفعالية عدد من المندوبين الدائمين والممثلين عن الدول الشقيقة والصديقة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بالإضافة إلى مسؤولين من الأمم المتحدة وممثلين عن المنظمات الإقليمية، حيث تقدموا بالشكر والتقدير إلى مملكة البحرين لمبادرتها القيمة ودورها الفاعل في دعم جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تعزيز ثقافة السلام.

وأشار المشاركون إلى آثار (جائحة كوفيد-19) على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030 وضمان الوصول المتكافئ للقاحات المضادة لفيروس (كوفيد-19)، مؤكدين على أهمية ترسيخ قيم التعايش السلمي والتعاون المشترك من أجل إرساء دعائم السلام والازدهار في جميع أنحاء العالم.