مروان حاتم
الغزو الأمريكي للعراق أو معركة الحواسم أو حرب الخليج الثالثة «حرب العراق أو احتلال العراق أو حرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق» هذه بعض من أسماء كثيرة استعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق سنة 2003، استمرت من 19 مارس إلى 1 مايو 2003، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا ونحو 49 دولة أخرى شاركت وأيدت الغزو الأمريكي المشؤوم، حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003، وانتهت الحرب بسيطرة الولايات المتحدة على بغداد.
حيث سببت هذه الحرب أكبر خسائر بشرية في المدنيين العراقيين في تاريخ العراق المنطقة بل وحتى تاريخ الجيش الأمريكي منذ عدة عقود بسبب المقاومة العراقية الشرسة في مدن العراق المختلفة حيث برزت الفلوجة والرمادي والبصرة وكربلاء والنجف والموصل وتكريت وكركوك وغيرها من المدن، وانتهى الاحتلال الأمريكي للعراق رسميا في 15 ديسمبر 2011م، بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر 2011م.
وحسب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كانت مهمة قوات التحالف "تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقي"، وقالت تقارير إن الاحتلال بدأ من قبل قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني، وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف.
كان تبرير امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل (السلاح النووي) من أبرز وأهم التبريرات التي حاولت الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقبل وقوع الحرب صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية وكيمياوية وبايلوجية ولكنه عثر على صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة (150 كم) المرقم 687 في عام 1991 وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود، وقد وافق صدام حسين ومحاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق هانز بليكس.
بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بإرسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريراً سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003 نص فيه أنه " لم يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية" وأضاف ديفيد كي في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي أن " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب.
وفي يونيو 2004 وفي سابقة هي نادرة الحدوث أن ينتقد رئيس أمريكي سابق رئيسا أمريكياً حالياً قال بيل كلنتون في مقابلة له نشرت في مجلة تايمز Time Magazine أنه كان من الأفضل التريُّث في بدء الحملة العسكرية لحين إكمال فريق هانز بليكس لمهامه في العراق، ولكن جورج بوش الابن قال في 2 أغسطس 2004 "حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فإني كنت سأقوم بدخول العراق".
في 12 يناير 2005 تم حل فرقة التفتيش التي تشكلت من قبل جورج بوش بعد فشلهم في العثور على أسلحة محظورة.
حصيلة الاحتلال الأمريكي
«حصيلة الاحتلال الأمريكي، بعد 18 عاماً، هي مقتل أكثر من مليون ونصف عراقي، وترمل أكثر من مليون امرأة عراقية وتيتم نحو 5 ملايين طفل، وتم تهجير الملايين داخل العراق، إضافة إلى أكثر من ثلاثة ونصف مليون مغترب، وخسر العراق أكثر ألف مليار من ثرواته، وأصبح هناك نفوذ غير محدود لإيران، إضافة إلى خسارة العراق نخبته العلمية وصناعته الوطنية».
إن مشكلة العراق لا تزال قائمة، ورغم الوضع الدولي السائد بعد جائحة كورونا، فإن السياسة الأمريكية بدأت تتغير نحو العراق، خصوصاً بعد إعلان الحكومة الجديدة برئاسة الكاظمي بعد 18 عاماً من تعميق الطائفية والتي لا تزال متجذرة في مجتمع مفتت ويعيش الفرقة منذ سنوات الاحتلال العجاف وحتى يومنا هذا، وحصول هذه الحكومة على التأييد الدولي والإقليمي بشكل لافت للنظر في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ الحديث للمنطقة، حتى إن مجلس الأمن أعلن تأييده ودعمه لحكومة الكاظمي، وبتأثير أمريكي لا غبار عليه، فإذا ما سارت الأمور على ما عليه؛ فإنه ربما يأتي اليوم الذي يعلن فيه ترمب بأنه استطاع تحويل الفشل في العراق إلى نوع من النصر بصيغة دولية معينة سيرضى به معظم العراقيين بعدما ذاقوا من الويلات والفساد ما يعجز القلم عن ذكره، وفي الوقت نفسه يجعل الأمريكيين بأنهم صنعوا شيئاً، وستثبت الأيام القادمة مصداقية مسيرة ترمب من عدمها.
الغزو الأمريكي للعراق أو معركة الحواسم أو حرب الخليج الثالثة «حرب العراق أو احتلال العراق أو حرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق» هذه بعض من أسماء كثيرة استعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق سنة 2003، استمرت من 19 مارس إلى 1 مايو 2003، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا ونحو 49 دولة أخرى شاركت وأيدت الغزو الأمريكي المشؤوم، حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003، وانتهت الحرب بسيطرة الولايات المتحدة على بغداد.
حيث سببت هذه الحرب أكبر خسائر بشرية في المدنيين العراقيين في تاريخ العراق المنطقة بل وحتى تاريخ الجيش الأمريكي منذ عدة عقود بسبب المقاومة العراقية الشرسة في مدن العراق المختلفة حيث برزت الفلوجة والرمادي والبصرة وكربلاء والنجف والموصل وتكريت وكركوك وغيرها من المدن، وانتهى الاحتلال الأمريكي للعراق رسميا في 15 ديسمبر 2011م، بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر 2011م.
وحسب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كانت مهمة قوات التحالف "تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقي"، وقالت تقارير إن الاحتلال بدأ من قبل قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني، وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف.
كان تبرير امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل (السلاح النووي) من أبرز وأهم التبريرات التي حاولت الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقبل وقوع الحرب صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية وكيمياوية وبايلوجية ولكنه عثر على صواريخ تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة (150 كم) المرقم 687 في عام 1991 وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود، وقد وافق صدام حسين ومحاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق هانز بليكس.
بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بإرسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريراً سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003 نص فيه أنه " لم يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية" وأضاف ديفيد كي في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي أن " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب.
وفي يونيو 2004 وفي سابقة هي نادرة الحدوث أن ينتقد رئيس أمريكي سابق رئيسا أمريكياً حالياً قال بيل كلنتون في مقابلة له نشرت في مجلة تايمز Time Magazine أنه كان من الأفضل التريُّث في بدء الحملة العسكرية لحين إكمال فريق هانز بليكس لمهامه في العراق، ولكن جورج بوش الابن قال في 2 أغسطس 2004 "حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فإني كنت سأقوم بدخول العراق".
في 12 يناير 2005 تم حل فرقة التفتيش التي تشكلت من قبل جورج بوش بعد فشلهم في العثور على أسلحة محظورة.
حصيلة الاحتلال الأمريكي
«حصيلة الاحتلال الأمريكي، بعد 18 عاماً، هي مقتل أكثر من مليون ونصف عراقي، وترمل أكثر من مليون امرأة عراقية وتيتم نحو 5 ملايين طفل، وتم تهجير الملايين داخل العراق، إضافة إلى أكثر من ثلاثة ونصف مليون مغترب، وخسر العراق أكثر ألف مليار من ثرواته، وأصبح هناك نفوذ غير محدود لإيران، إضافة إلى خسارة العراق نخبته العلمية وصناعته الوطنية».
إن مشكلة العراق لا تزال قائمة، ورغم الوضع الدولي السائد بعد جائحة كورونا، فإن السياسة الأمريكية بدأت تتغير نحو العراق، خصوصاً بعد إعلان الحكومة الجديدة برئاسة الكاظمي بعد 18 عاماً من تعميق الطائفية والتي لا تزال متجذرة في مجتمع مفتت ويعيش الفرقة منذ سنوات الاحتلال العجاف وحتى يومنا هذا، وحصول هذه الحكومة على التأييد الدولي والإقليمي بشكل لافت للنظر في سابقة ليس لها مثيل في التاريخ الحديث للمنطقة، حتى إن مجلس الأمن أعلن تأييده ودعمه لحكومة الكاظمي، وبتأثير أمريكي لا غبار عليه، فإذا ما سارت الأمور على ما عليه؛ فإنه ربما يأتي اليوم الذي يعلن فيه ترمب بأنه استطاع تحويل الفشل في العراق إلى نوع من النصر بصيغة دولية معينة سيرضى به معظم العراقيين بعدما ذاقوا من الويلات والفساد ما يعجز القلم عن ذكره، وفي الوقت نفسه يجعل الأمريكيين بأنهم صنعوا شيئاً، وستثبت الأيام القادمة مصداقية مسيرة ترمب من عدمها.