تراجعت صادرات سويسرا من الساعات 21.8% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2019، ورغم ذلك تنظم معرض جنيف للساعات الفاخرة افتراضيا في موعده.

ويشيد رئيس اتحاد صناعة الساعات السويسرية جان دانيال باش بالقدرة على الاستمرار بالمعرض رغم القيود الصحية، بعد سنة صعبة على قطاع صناعة الساعات.

ففي العام الماضي، تراجعت صادرات سويسرا من الساعات بنسبة 21.8% مقارنة مع 2019، مسجلة 17 مليار فرنك سويسري (18.3 مليار دولار)، وفق إحصائيات الاتحاد السويسري للساعات.

وقد تعرض قطاع الساعات، ثالث أكبر قطاعات التصدير في سويسرا، لضربة قوية جراء الأزمة الصحية التي فرضت إغلاق المتاجر خلال أشهر طويلة وعطّلت الحركة السياحية التي يعتمد عليها بدرجة كبيرة قطاع المنتجات الفاخرة.

ويقول باش إن "التجارة الإلكترونية كانت تشهد طفرة كبيرة وأتت الجائحة لتسرّع هذا المنحى".

ويضيف "لكن الأزمة تعزز فكرتنا بأن النمطين الافتراضي والحضوري سيتعايشان معا في المستقبل" في قطاع يرغب زبائنه دائما بأن يلمسوا المنتجات ويجربوها، حتى لو أن صفقة الشراء يمكن أن تُنجز ببعض نقرات.

ويؤكد باش "هذان عالمان سيستمران بالتطور معاً".

تحدي التحول الرقمي

للإبقاء على معرض جنيف للساعات الفاخرة في موعده بعد إلغائه السنة الماضية بسبب الجائحة، اختار منظمو الحدث السنوي البارز للإخصائيين في القطاع هذا العام حلا راديكاليا يتمثل في إقامة المعرض بنسخة افتراضية بالكامل.

ويزخر الحدث هذا العام بمنتجات لافتة، بينها ساعات "شانيل" بألوان زاهية مستوحاة من عالم الموسيقى الإلكترونية في تسعينيات القرن الماضي، وساعة "رولكس" مع قرص مصنوع من حطام نيزك، وسوار مصنوع من مادة جديدة مؤلفة بنسبة 40% من مواد نباتية متأتية من بقايا التفاح المستخدم في الصناعات الغذائية في أحد الطرازات الكلاسيكية لدى "كارتييه" التي تخوض غمار اقتصاد التدوير.

ويمكن لمحبي الساعات الجميلة التسمر أمام شاشاتهم لمتابعة منصة "ووتشز أند ووندرز"، من أجل اكتشاف أحدث الابتكارات المقدمة من 38 ماركة عالمية مشاركة في الحدث الذي يستمر حتى 13 أبريل/نيسان.

ويقول إدوار ميلان رئيس شركة "اتش موسر" السويسرية المصنعة للساعات، إن هذه النسخة الافتراضية من المعرض تشكل "مناسبة جيدة للتعلم".

وهو يتوقع أن يتعمم تنظيم الأحداث الافتراضية على نطاق واسع في المستقبل، حتى بعد طي صفحة الجائحة. ويقول "هذا لن يحل أبدا محل المعارض والعقود الموقعة شخصيا. لكنه يتماشى مع متطلبات العصر".

ديكورات سينمائية

عندما أدرك أن الأزمة الصحية ستطول، قرر هذا الأربعيني التركيز على الأدوات الرقمية، ليُدخل هذه الماركة العريقة التي أسسها سنة 1828 هنريتش موسر مصنع الساعات السويسري الذي حقق ثروة في سان بطرسبرغ بالتحالف مع صائغ القياصرة "فابرجيه".

ويقول "اشترينا كاميرات وأنوارا وأقمنا استوديو في المصنع، مع ديكورات شبيهة بتلك المستخدمة في مواقع التصوير السينمائي"، ما يتيح إنتاج محتويات عالية الجودة لعرضها على إنستغرام، وتنظيم زيارات افتراضية للمصنع وحتى إقامة اجتماعات على "زووم".

وتتوجه هذه الماركة التجارية إلى هواة الجمع، وهي تنتج حوالى 1500 ساعة تباع سنويا بمعدل 35 ألف فرنك سويسري (حوالى 38 ألف دولار) للقطعة الواحدة.

نسق غير مثالي

غير أن تنظيم الحدث بنسخة افتراضية بالكامل يفقده بعض رونقه، بحسب غيوم دو سين أحد مديري دار "هيرميس".

وهو يقول لوكالة فرانس برس "الأمر يشكّل بلا شك خيبة أمل خصوصا بعدما ألغي الحدث العام الماضي"، معتبرا أن النسخة الافتراضية تبقى "نسقا غير مثالي"، إذ إن الدار الباريسية العريقة تحرص دائما في المعارض على أن "تدعم رسالة الابتكارات الجديدة بديكورات وإخراجات محددة" مع واجهات جميلة "تشكل إحدى نقاط القوة لدينا".