كتبت في المقال السابق عن مقرر التربية الأسرية ومحتواه الذي لا يتناسب مطلقاً مع مسماه في خلق ثقافة التربية الأسرية القائمة على تهيئة الطلبة والطالبات لتكوين أسرة صالحة تؤسس لمجتمع صالح.

ولم أتخيل كم الردود التي وردتني حول استياء أولياء الأمور والطلبة على حد سواء من الكثير من المقررات الدراسية.

واليوم سأتحدث معكم حول مقررات «التربية الإسلامية»، اسم رائع لسلسلة الكتب التي ترافق الطالب من الصف الأول إلى مرحلة التخرج من المدرسة، فما أعظم أن ينشأ أبناؤنا على التربية الإسلامية، وينهلوا من عظمة هذا الدين الذي ينمي الخلق، ولا غبار في أن التربية على النهج الإسلامي من أهم المبادئ التي يجب أن يركز عليها التعليم في مملكة البحرين للطلبة المسلمين مع مراعاة وجود ديانات مختلفة تشاركنا الصفوف الدراسية، فالبحرين وطن يتصف بالتنوع والتسامح الديني. ولكن ما هي مضامين مقررات التربية الإسلامية؟. لن أمر على جميع الكتب، فمساحة المقال ليست بالكافية، سأقف أولاً على أول درس في مقرر التربية الإسلامية للصف الأول، من بعد مقدمة الكتاب وفي أول صفحة يواجه الطالب «سورة القارعة» والتي تتحدث عن أهوال يوم القيامة، تليها سورة العاديات، فسورة الزلزلة. وفي هذا المجال أذكر ردة فعل ابني وأنا أحاول له شرح معنى السور السابقة وأوصف له أهوال يوم القيامة، والذهول والرعب الذي أصابه مع أنني حاولت أن أوضح له جلياً بأن الإنسان المؤمن لن يصيبه أي ضرر من أهوال يوم القيامة، إلا أنه بدأ يصاب بنوبات ذعر ويسألني مراراً وتكراراً عن موضوع أهوال يوم القيامة.

حتى وإن كانت هذه السور تخضع لمجال التلاوة فقط فمن وجهة نظري المتواضعة إن الطالب في سن الست سنوات وفي أول مرحلة دراسية له، وفي أول درس له يريد أن يتعرف على الأمور المحببة والمرغبة التي تدعوه للانسجام والتفاعل مع عقيدته ودينه، فلنذكره في هذه المرحلة بأن الله هو الرحمن الرحيم عوضاً عن تذكيره بأن الله شديد العقاب، ولنستعنْ بمبدأ التدرج في الفهم. فالطالب مازال في مرحلة عمرية مبكرة ومازال أمامه الكثير من المقررات لتذكيره بأهوال يوم القيامة.

* رأيي المتواضع:

مقررات التربية الإسلامية من أهم المقررات الدراسية كونها تؤسس لعقيدة ولأخلاقيات الطالب، فلنجعلها محببة للطالب، ولنجعلها متدرجة بما يتناسب مع الفئة العمرية، ولنربطها بالواقع، فلا ضرر من السرد التاريخي للحضارة الإسلامية العظيمة وربطه مع الدروس المستفادة لتطبيقها في واقعنا الحالي.

في رأيي المتواضع أن تقسيم مقررات التربية الإسلامية على حسب الفئات العمرية سيسهم بلاشك في ترك أثر على الطالب، فيتم تعليم الطالب «الأخلاقيات في الحلقة الدراسية الأولى والتي تبدأ من الصف الأول لغاية الصف الثالث الابتدائي»، ومن ثم أركان الإسلام «العبادات الرئيسية»، فالمعاملات وهكذا. مع التأكيد على أهمية أن يكون أستاذ المقرر التربية الإسلامية يعكس الخلق الإسلامي الرفيع ويكون قدوة للطلبة، بالإضافة إلى قدرته على الرد على استفسارات الطلبة الفلسفية.