كثير سألونا هل اختلف عليكم رمضان كورونا عن رمضان الأعوام التي مضت؟ غير أننا جلسنا نتأمل رمضان الأعوام الأخيرة السابقة وما طرأ عليه من تغييرات ودخلت فيه من أمور ومظاهر شكلية عديدة.
رمضان الذي عهدناه ونحن صغار – برأيي الخاص – كان أجمل من رمضان السنين التي مضت حيث كانت البساطة هي المتسيدة في كل الأمور وكانت الأبواب مشرعة بين المنازل في الفرجان وعادي تدخل أي بيت وتلعب مع الأطفال قبل أذان المغرب وكنت تلحظ قبل الفطور أطفال ونساء الفريج وأحياناً خدمهم وهم يتجولون بالصواني لتوزيع الأطباق الرمضانية و«النقصات» على منازل الفريج وكان دائماً ما يوضع تحت الطبق الذي يمنحونه للجيران علامة باللون الأحمر أو الأزرق حتى يتعرفن على أطباقهن فيما لو اختلطت الأمور عند الجيران، كان تلفزيون البحرين وما سيعرضه من برامج وقت الفطور ومسلسلات وبرامج المسابقات بعد صلاة التراويج شيء أساسي ومهم جداً، كانت «الجراخيات» المفرقعات هي أهم فقرة ترفيهية من برامج أطفال الحي بعد صلاة التراويح وكان الحرص يأتي من الأطفال أنفسهم قبل الكبار على حضور صلاة التراويح والانتظام فيها والتوجه إلى المسجد مشياً ومن المشاهد الطريفة التي نذكرها أنه كان عادياً جداً ترى فتاة صغيرة وقد ارتدت مشمر الصلاة وخرجت من منزلها تتمشى فيه وهي متجهة إلى المسجد!
هكذا كانت الحياة الرمضانية الجميلة والبسيطة وغير المتكلفة في جيلنا وفي الغالب عندما يأتي يوم القرقاعون كانوا قد خيطوا لنا كيساً من القماش توضع عليه صورة «سوبر ماريو» أو «كابتن ماجد» للصبيان و«بومبو» و«لبيبة الذكية» للفتيات والتنسيق يكون أنه كل مجموعة من أطفال الحي يخرجون معاً للقرقاعون وأجمل اللحظات في ذلك اليوم عندما تأتي «الفريسة» في «حوش» المنزل ويظللون يرددون اسم أبناء المنزل بالأهازيج الرمضانية الجميلة أما أواخر رمضان فكانت أجمل ليلة من ليالي القيام هي ليالي الوداع حينما كانت الفتيات والنسوة يكتفين بأن يطلن من فوق السطوح لرؤية المسحر وفرقة الوداع فيما كانت الرجال والصبيان يخرجون للسير على أقدامهم وراءهم وكانت الغبقات الرمضانية في العادة «محمر وسمك صافي وقباقب».
رمضان السنين التي مضت اختلف كثيراً وفقدنا الشعور بالروحانية العميقة فيه فمعظم الوقت فيه ولياليه يضيع الجهد فيها على تجهيز الزينة التي يجب أن تكون «ستايل» ومختلفة عن السنة الفائتة وكذلك المواعين الرمضانية كما أن كثيراً يقمن بالتنافس بأشكال الدراعات «الجلابيات» الرمضانية وهناك من تقوم بخياطة 30 «جلابية» لارتداء كل يوم رمضاني جلابية جديدة ومختلفة وهناك من تقوم بالتطقيم مع بناتها ووضع أسمائهن على كل جلابية وحتى النقصات والقرقاعون يجب أن يكونوا بستايل وتغليف معين وبها أفكار ومن محلات معروفة والأمر نفسه يشمل نظام الغبقات لابد أن يكون هناك «ثيم» لحفلة الغبقة والكثير من الأفكار المبتكرة للزينة وأطباق التقديم والهدايا كما البعض يحرص على استضافة فرقة شعبية تحضر للمنزل خلال ليلة القرقاعون وهذا العام بدأت حركة جديدة تظهر مع بداية رمضان وهي حركة شراء أطقم الذهب لارتدائهم مع الجلابيات وتبادل نقصات عبارة عن هدايا ذهب! تقول إحداهن: أعرف أناساً يقترضون مبالغ لأجل القيام بكل هذه المظاهر والشكليات تنافساً مع الآخرين في محيطهم العائلي والاجتماعي! حتى متابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية أصبحت نوعاً من ثقافة الحوار والنقاش في المجالس الرمضانية سواء الرجالية أو النسائية وعدم متابعتها يجعل الجالس بينهم «ضائع في الطوشه!».
أعتقد الغانم الحقيقي من يترك كل هذا ويركز على تسخير كل وقته وجهده وأيام رمضان التي ترحل سريعاً في العبادات والطاعات وترك هذه الهوامش والشكليات مع تشديدنا على فكرة أنه حتى نحن شخصياً نواكب بعض هذه الحركات والمظاهر مع خالص الأسف ونسأل الله الهداية.
* إحساس عابر:
أن يبلغنا الله شهر رمضان وقيادتنا العزيزة والشعب البحريني وأرضنا الغالية في تمام الخير، تلك نعمة لا تقدر بثمن، كل عام ونحن نحمد الله على هذه النعمة.
رمضان الذي عهدناه ونحن صغار – برأيي الخاص – كان أجمل من رمضان السنين التي مضت حيث كانت البساطة هي المتسيدة في كل الأمور وكانت الأبواب مشرعة بين المنازل في الفرجان وعادي تدخل أي بيت وتلعب مع الأطفال قبل أذان المغرب وكنت تلحظ قبل الفطور أطفال ونساء الفريج وأحياناً خدمهم وهم يتجولون بالصواني لتوزيع الأطباق الرمضانية و«النقصات» على منازل الفريج وكان دائماً ما يوضع تحت الطبق الذي يمنحونه للجيران علامة باللون الأحمر أو الأزرق حتى يتعرفن على أطباقهن فيما لو اختلطت الأمور عند الجيران، كان تلفزيون البحرين وما سيعرضه من برامج وقت الفطور ومسلسلات وبرامج المسابقات بعد صلاة التراويج شيء أساسي ومهم جداً، كانت «الجراخيات» المفرقعات هي أهم فقرة ترفيهية من برامج أطفال الحي بعد صلاة التراويح وكان الحرص يأتي من الأطفال أنفسهم قبل الكبار على حضور صلاة التراويح والانتظام فيها والتوجه إلى المسجد مشياً ومن المشاهد الطريفة التي نذكرها أنه كان عادياً جداً ترى فتاة صغيرة وقد ارتدت مشمر الصلاة وخرجت من منزلها تتمشى فيه وهي متجهة إلى المسجد!
هكذا كانت الحياة الرمضانية الجميلة والبسيطة وغير المتكلفة في جيلنا وفي الغالب عندما يأتي يوم القرقاعون كانوا قد خيطوا لنا كيساً من القماش توضع عليه صورة «سوبر ماريو» أو «كابتن ماجد» للصبيان و«بومبو» و«لبيبة الذكية» للفتيات والتنسيق يكون أنه كل مجموعة من أطفال الحي يخرجون معاً للقرقاعون وأجمل اللحظات في ذلك اليوم عندما تأتي «الفريسة» في «حوش» المنزل ويظللون يرددون اسم أبناء المنزل بالأهازيج الرمضانية الجميلة أما أواخر رمضان فكانت أجمل ليلة من ليالي القيام هي ليالي الوداع حينما كانت الفتيات والنسوة يكتفين بأن يطلن من فوق السطوح لرؤية المسحر وفرقة الوداع فيما كانت الرجال والصبيان يخرجون للسير على أقدامهم وراءهم وكانت الغبقات الرمضانية في العادة «محمر وسمك صافي وقباقب».
رمضان السنين التي مضت اختلف كثيراً وفقدنا الشعور بالروحانية العميقة فيه فمعظم الوقت فيه ولياليه يضيع الجهد فيها على تجهيز الزينة التي يجب أن تكون «ستايل» ومختلفة عن السنة الفائتة وكذلك المواعين الرمضانية كما أن كثيراً يقمن بالتنافس بأشكال الدراعات «الجلابيات» الرمضانية وهناك من تقوم بخياطة 30 «جلابية» لارتداء كل يوم رمضاني جلابية جديدة ومختلفة وهناك من تقوم بالتطقيم مع بناتها ووضع أسمائهن على كل جلابية وحتى النقصات والقرقاعون يجب أن يكونوا بستايل وتغليف معين وبها أفكار ومن محلات معروفة والأمر نفسه يشمل نظام الغبقات لابد أن يكون هناك «ثيم» لحفلة الغبقة والكثير من الأفكار المبتكرة للزينة وأطباق التقديم والهدايا كما البعض يحرص على استضافة فرقة شعبية تحضر للمنزل خلال ليلة القرقاعون وهذا العام بدأت حركة جديدة تظهر مع بداية رمضان وهي حركة شراء أطقم الذهب لارتدائهم مع الجلابيات وتبادل نقصات عبارة عن هدايا ذهب! تقول إحداهن: أعرف أناساً يقترضون مبالغ لأجل القيام بكل هذه المظاهر والشكليات تنافساً مع الآخرين في محيطهم العائلي والاجتماعي! حتى متابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية أصبحت نوعاً من ثقافة الحوار والنقاش في المجالس الرمضانية سواء الرجالية أو النسائية وعدم متابعتها يجعل الجالس بينهم «ضائع في الطوشه!».
أعتقد الغانم الحقيقي من يترك كل هذا ويركز على تسخير كل وقته وجهده وأيام رمضان التي ترحل سريعاً في العبادات والطاعات وترك هذه الهوامش والشكليات مع تشديدنا على فكرة أنه حتى نحن شخصياً نواكب بعض هذه الحركات والمظاهر مع خالص الأسف ونسأل الله الهداية.
* إحساس عابر:
أن يبلغنا الله شهر رمضان وقيادتنا العزيزة والشعب البحريني وأرضنا الغالية في تمام الخير، تلك نعمة لا تقدر بثمن، كل عام ونحن نحمد الله على هذه النعمة.