الحرة
قالت وكالة "بلومبيرغ" إن شركات الأدوية الصينية بدأت سباق إنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد باستخدام تقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول (mRNA)، لكن الوكالة أشارت إلى ان هذه الجهود ستستغرق وقتا طويلا لتؤتي ثمارها.
ونقلت بلومبيرغ عن شبكة تلفزيون الصين العالمية قولها إن البلاد قد لا يكون لديها لقاحات بتقنية "mRNA" حتى نهاية عام 2021.
يأتي ذلك بعد ما وصفته الوكالة الأميركية بـ "النكسة" للقاحات الصينية التي تعتمد على التقنيات التقليدية التي أثبتت أنها أقل فعالية بكثير، في ظل طموح الزعيم الصيني، شي جين بينغ، في جعل البلاد قوة ابتكار في مجال الرعاية الصحية.
فرصة مهدرةفي مؤتمر صحافي عقد في 10 أبريل، قال رئيس المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، جورج فو جاو، إن اللقاحات الصينية "لا تتمتع بمعدلات حماية عالية للغاية"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
ونظرا لأن التعليقات أثارت ضجة عالمية، تراجع جاو عن تصريحاته، وقال لصحيفة "غلوبال تايمز" المدعومة من الحزب الشيوعي، إنه كان يشير فقط إلى طرق تحسين كفاءة اللقاح.
ولم تتم الموافقة حتى الآن على لقاحات باستخدام الحمض النووي الرسول في الصين، وهي التقنية التي يستخدمها لقاحي فايزر-بيونتيك وموديرنا.
وتفتح تقنية "mRNA" التي تستخدم للمرة الأولى في اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، آفاقا جديدة للتكنولوجيا الطبية، إذ يبحث الباحثون عن طرق لاستخدام التقنية ذاتها لمكافحة السرطان والسل والعديد من الأمراض الأخرى، وفقا لما قالته سوربي غوبتا، وهي محلل للرعاية الصحية وعلوم الحياة بشركة الاستشارات "Frost & Sullivan".
وقالت غوبتا: "تتمتع تقنية mRNA بالقدرة على تغيير قواعد اللعبة".
لطالما كانت عملية تصنيع اللقاحات المختلفة تعتمد على المدرسة القديمة باستخدام فيروسات غير نشطة لتدريب الجهاز المناعي على تكوين أجسام مضادة لتلك الفيروسات، إلا أن تقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول تستخدم مادة وراثية لتوجيه الجسم لتكوين البروتين الشائك الذي يستخدمه فيروس كورونا لدخول الخلايا، وهذا بدوره يدرب الجسم على مكافحة العدوى المحتملة.
وفي هذه الحالة تحول هذه التقنية خلايا الجسم لمقر لإنتاج اللقاحات، وهو ما وصفته بلومبيرغ مصانع صغيرة لإنتاج اللقاحات داخل جسم الإنسان.
في المقابل، تبلغ فعالية لقاحي فايزر وموديرنا الأميركيين 94 في المئة.وبعد تفشي الوباء، تلقى أستاذ الأمراض المعدية في جامعة بنسلفانيا، درو وايزمان، الذي عمل على تطوير هذه التقنية، مكالمة من شركة صينية مهتمة باستخدام التكنولوجيا الجديدة لصنع لقاح مضاد للفيروس التاجي الجديد.
وقال وايزمان: "لقد أرادوا تطوير تقنيتي في شركتهم في الصين. أخبرتهم أنني مهتم. ثم لم يحدث شيء".
يضيف وايزمان: "لم أسمع أي خبر منهم مرة أخرى".
كانت فرصة ضائعة أضرّت بدفع لقاح كوفيد-19 في البلاد وتركت الشركات الصينية تعمل جاهدة لمحاولة الحصول على تقنية تم إعدادها لإحداث ثورة في كل شيء من لقاحات الإنفلونزا إلى أدوية الأورام.
وتستخدم الصين لقاحي سينوفارم الذي يبلغ معدل فعاليته 79 في المئة، إضافة إلى لقاح سينوفاك الذي تفوق فعاليته 50 في المئة بقليل بعد التجارب التي أجريت عليه في البرازيل.