«حين لا نستطيع التغيير علينا التعايش»، هذه العبارة قد تكون مثلاً ولكنها قاعدة سياسية لا يفهما الكثيرون، فما نمر به حقيقة يجب أن نتعايش معها، أمور فرضت علينا ويجب التعامل والتعاطي معها بما نحمله من مقومات قد حبانا بها الله عز وجل من ثروات طبيعية.
هذا الحديث يقودنا لتسليط الضوء على الملف الإيراني والتحركات الأمريكية في العودة للاتفاق النووي الذي يستميت الرئيس جو بايدن لتوقيعه مع طهران ليحقق جزءاً من وعوده الانتخابية، وهذا المحور الذي يرفضه الكونجرس الأمريكي والحلفاء في الخليج وإسرائيل، وقد يكون الأمر أكثر غرابة وهي أن إيران تتحرك بصورة مضحكة بأنها الطرف الأقوى في الموضوع وهي في أضعف حالتها حتى أنها غير قادرة على حماية مفاعلاتها النووية من التخريب وخير دليل حادثة مفاعل نطنز.
ولكن الملف النووي الإيراني يحمل بطياته الكثير، فدول الخليج العربي طالبت أكثر من مرة أن يكون لها تواجد في هذا الملف لكونها ركن أساس فرضته الظروف الجيوسياسية، وفي المقابل فإن إدارة واشنطن والاتحاد الأوروبي يتهربون من هذه الدعوات وكأن هناك اتفاقيات خفية وأجندة تسعى إليها تلك الدول لتكون منفردة مع إيران، وسط ترقب دول المنطقة بتخفيف عقوبات أمريكا على إيران مما يفتح لها المجال لزيادة ضخ تلك الأموال وإحياء أذرعها في المنطقة لتستمر في تهديداتها بشكل أعمق للمملكة العربية السعودية عن طريق الحوثيين وزيادة الفوضى في العراق وسوريا ولبنان، وهذا ما سيفرض على المنطقة، لذلك علينا التعايش.
إن عملية التغيير في إيجاد صيغ توافقية مع النظام الإيراني فهذا الموضوع أصبح شبه مستحيل، فالعلاقات الخليجية مع طهران في حال توقيع اتفاق نووي من دون تحقيق مطالب الخليج وإسرائيل سيوقد المنطقة وسيرجعنا لمربع الإدارة الأمريكية السابقة لباراك أوباما، وهذا ما نتحاشاه في الأيام الماضية، فتحالفات دول الخليج العربي تسعى لإيجاد مسار لحفظ أمنها واستقرارها، وليس الخوض في حرب لا نهاية لها، ولكن إدارة بايدن وهي بالأساس إدارة أوباما تأخذ مسار التصعيد، فمثلاً امتناع أمريكا عن بيع الأسلحة الهجومية للرياض في وقت تواجه جماعات إرهابية كالحوثيين ليس له معنى غير أن إدارة بايدن راضية كل الرضا على استمرار الوضع في اليمن، وراضية كذلك على التهديدات التي تتعرض لها السعودية.
ولكن المملكة العربية السعودية وحلفاءها لهم القدرة على الصبر لقرارات إدارة بايدن، ليس لشيء لعلمهم الكامل بأن تلك الإدارة لن يكون لها الطريق الأمثل لكي تعيش في الشرق الأوسط وأن يكون لها حضور ونفوذ سوى من خلال دولتين، هما السعودية ومصر، وأن عدو البيت الأبيض ليس إيران بل روسيا والصين، واللتان عملا في فترة تخبط إدارة بايدن في توثيق علاقاتهما بالمنطقة حتى أصبحا على استعداد لطرح احتياجات دول الخليج من المعدات العسكرية المتطورة من دون شروط، وهذا ما سيجعل إدارة بايدن في مرحلة للملمة الفوضى التي خلفتها.
وبالتالي، أن دول الخليج العربي لا تستطيع أن تغير منهجية النظام الإيراني للتعامل معها، ولكن هي تتعايش وتتكيف حتى لا تدخل في مواجهات قد تفقد الكثير من مكتسباتها التي حققتها في السنوات الماضية وما تطمح إليه، وقد يكون هذا التعايش أفضل من التغيير الذي قد يولد مشكلات أكثر تعقيداً وصعوبة في التعامل معها، فالحكمة هو النظر للمستقبل الذي رسمه قادة دول الخليج والمتمثل في خلق السلام مقابل التنمية ورخاء شعوبها.
هذا الحديث يقودنا لتسليط الضوء على الملف الإيراني والتحركات الأمريكية في العودة للاتفاق النووي الذي يستميت الرئيس جو بايدن لتوقيعه مع طهران ليحقق جزءاً من وعوده الانتخابية، وهذا المحور الذي يرفضه الكونجرس الأمريكي والحلفاء في الخليج وإسرائيل، وقد يكون الأمر أكثر غرابة وهي أن إيران تتحرك بصورة مضحكة بأنها الطرف الأقوى في الموضوع وهي في أضعف حالتها حتى أنها غير قادرة على حماية مفاعلاتها النووية من التخريب وخير دليل حادثة مفاعل نطنز.
ولكن الملف النووي الإيراني يحمل بطياته الكثير، فدول الخليج العربي طالبت أكثر من مرة أن يكون لها تواجد في هذا الملف لكونها ركن أساس فرضته الظروف الجيوسياسية، وفي المقابل فإن إدارة واشنطن والاتحاد الأوروبي يتهربون من هذه الدعوات وكأن هناك اتفاقيات خفية وأجندة تسعى إليها تلك الدول لتكون منفردة مع إيران، وسط ترقب دول المنطقة بتخفيف عقوبات أمريكا على إيران مما يفتح لها المجال لزيادة ضخ تلك الأموال وإحياء أذرعها في المنطقة لتستمر في تهديداتها بشكل أعمق للمملكة العربية السعودية عن طريق الحوثيين وزيادة الفوضى في العراق وسوريا ولبنان، وهذا ما سيفرض على المنطقة، لذلك علينا التعايش.
إن عملية التغيير في إيجاد صيغ توافقية مع النظام الإيراني فهذا الموضوع أصبح شبه مستحيل، فالعلاقات الخليجية مع طهران في حال توقيع اتفاق نووي من دون تحقيق مطالب الخليج وإسرائيل سيوقد المنطقة وسيرجعنا لمربع الإدارة الأمريكية السابقة لباراك أوباما، وهذا ما نتحاشاه في الأيام الماضية، فتحالفات دول الخليج العربي تسعى لإيجاد مسار لحفظ أمنها واستقرارها، وليس الخوض في حرب لا نهاية لها، ولكن إدارة بايدن وهي بالأساس إدارة أوباما تأخذ مسار التصعيد، فمثلاً امتناع أمريكا عن بيع الأسلحة الهجومية للرياض في وقت تواجه جماعات إرهابية كالحوثيين ليس له معنى غير أن إدارة بايدن راضية كل الرضا على استمرار الوضع في اليمن، وراضية كذلك على التهديدات التي تتعرض لها السعودية.
ولكن المملكة العربية السعودية وحلفاءها لهم القدرة على الصبر لقرارات إدارة بايدن، ليس لشيء لعلمهم الكامل بأن تلك الإدارة لن يكون لها الطريق الأمثل لكي تعيش في الشرق الأوسط وأن يكون لها حضور ونفوذ سوى من خلال دولتين، هما السعودية ومصر، وأن عدو البيت الأبيض ليس إيران بل روسيا والصين، واللتان عملا في فترة تخبط إدارة بايدن في توثيق علاقاتهما بالمنطقة حتى أصبحا على استعداد لطرح احتياجات دول الخليج من المعدات العسكرية المتطورة من دون شروط، وهذا ما سيجعل إدارة بايدن في مرحلة للملمة الفوضى التي خلفتها.
وبالتالي، أن دول الخليج العربي لا تستطيع أن تغير منهجية النظام الإيراني للتعامل معها، ولكن هي تتعايش وتتكيف حتى لا تدخل في مواجهات قد تفقد الكثير من مكتسباتها التي حققتها في السنوات الماضية وما تطمح إليه، وقد يكون هذا التعايش أفضل من التغيير الذي قد يولد مشكلات أكثر تعقيداً وصعوبة في التعامل معها، فالحكمة هو النظر للمستقبل الذي رسمه قادة دول الخليج والمتمثل في خلق السلام مقابل التنمية ورخاء شعوبها.