يسعى الهاربون من العدالة الذين اتخذوا من عواصم الخارج مقراً لبث سمومهم -والذين يطلقون على أنفسهم كذباً نشطاء رأي أو مدافعين عن حقوق الإنسان- إلى العودة إلى المسلسل الرديء الذي شهدناه في سنوات ما قبل وبعد 2011. حيث نشهد هذه الأيام نفس الأسلوب من التصعيد والادعاءات الكاذبة التي تطال مركز الإصلاح والتأهيل في البحرين في محاولة خبيثة ومكشوفة للطعن في المكان والقائمين عليه والجهود المبذولة في تقديم الرعاية للموجودين فيه.
ولا يخفى على أحد أن هؤلاء ومن معهم من متعاونين في الداخل يمولون من قبل إيران ويراهنون على التغيير الذي طال الإدارة الأمريكية وتواجد كتل متعاطفة معهم تقود العديد مما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان والتي تستهدف استقرار دول الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص من خلال إثارة قضايا حقوقية غير واقعية عمداً. لكن أعتقد أن رهانهم خسران، فالمنطقة تغيرت ولم تعد كما كانت عليه قبل بضعة أعوام.
أولاً، اتفاقيات السلام التي وقعها العرب مع إسرائيل تزيد الأمور تعقيداً على كل من يراهن على العودة إلى المربع رقم صفر. حيث أصبح العرب وإسرائيل في مركب واحد في مواجهة المد الإيراني وتدخلاته وذيوله في المنطقة. وهذا يجعل الإدارة الأمريكية في وضع ليس بالسهل، فمن الصعب عليها أن تخسر حلفاءها المتفقين والمتصالحين من أجل التقارب مع إيران. حيث لابد لها أن ترضي حلفاءها كي تبقيهم إلى جانبها حتى لو أرادت المضي قدماً في إعادة تفعيل الاتفاق النووي مع إيران.
ثانياً، سلوك النظام الإيراني تجاه تخصيب اليورانيوم والتعمد في زيادته يزعج الجميع وعلى رأسهم واشنطن وعواصم أوروبية عديدة. فحتى لو أرادت الإدارة الأمريكية الوصول إلى اتفاق جديد مكمل للاتفاق السابق، إلا أن التصرفات الإيرانية لا تسمح بذلك حتى الآن بل تزيد المخاوف والقلق وتحرج واشنطن كثيراً إذا فكرت في التقارب.
ثالثاً، اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي وقعت في 27 مارس هذا العام بين إيران والصين والتي قدمت خلالها إيران نفطها بسعر بخس للصين في مقابل استثمارات صينية تقدر بأربع مائة مليار دولار، تشمل تعاوناً عسكرياً كذلك. وهذا الأمر يضيف عاملاً لم يكن في الحسبان لجميع اللاعبين في المنطقة. فالصين أصبحت بسبب هذه الاتفاقية موجودة على ضفاف الخليج ووجودها سيضغط حتماً على تحركات بايدن -التي يتأملها ذيول إيران- تجاه حلفائه خاصة في ملف حقوق الإنسان مثلاً. فمن غير المعقول أن تزعج إدارة بايدن حلفاءها بملفات مثل هذه وأحد أشرس منافسيها «الصين» يتحالف مع خصم الحلفاء «إيران».
وأي نظرية لاحتواء إيران -التي طالما رددها الساسة الأمريكيون ومن ضمنهم وزير الخارجية الأسبق والمفكر هنري كيسنجر- تصبح غير قابلة للتطبيق في ظل الاتفاقية بين إيران والصين لأنها تحدٍ واضح لواشنطن على وجه الخصوص.
إذاً، العودة إلى أيام سابقة، أمر صعب جداً، والنتائج المرجوة من تحركات ذيول إيران الأخيرة تجاه البحرين - والخليج - لن تنجح في لفت انتباه واشنطن. وأقصى ما يمكن توقعه هو أن يبقى الحال على ما هو عليه. أي صراخ وزعيق في الإعلام من قبل الهاربين الموالين لإيران وحيل إعلامية مكشوفة وتباكي هنا وهناك دون تأثير يذكر على الوضع العام في البحرين أو الخليج.
ولا يخفى على أحد أن هؤلاء ومن معهم من متعاونين في الداخل يمولون من قبل إيران ويراهنون على التغيير الذي طال الإدارة الأمريكية وتواجد كتل متعاطفة معهم تقود العديد مما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان والتي تستهدف استقرار دول الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص من خلال إثارة قضايا حقوقية غير واقعية عمداً. لكن أعتقد أن رهانهم خسران، فالمنطقة تغيرت ولم تعد كما كانت عليه قبل بضعة أعوام.
أولاً، اتفاقيات السلام التي وقعها العرب مع إسرائيل تزيد الأمور تعقيداً على كل من يراهن على العودة إلى المربع رقم صفر. حيث أصبح العرب وإسرائيل في مركب واحد في مواجهة المد الإيراني وتدخلاته وذيوله في المنطقة. وهذا يجعل الإدارة الأمريكية في وضع ليس بالسهل، فمن الصعب عليها أن تخسر حلفاءها المتفقين والمتصالحين من أجل التقارب مع إيران. حيث لابد لها أن ترضي حلفاءها كي تبقيهم إلى جانبها حتى لو أرادت المضي قدماً في إعادة تفعيل الاتفاق النووي مع إيران.
ثانياً، سلوك النظام الإيراني تجاه تخصيب اليورانيوم والتعمد في زيادته يزعج الجميع وعلى رأسهم واشنطن وعواصم أوروبية عديدة. فحتى لو أرادت الإدارة الأمريكية الوصول إلى اتفاق جديد مكمل للاتفاق السابق، إلا أن التصرفات الإيرانية لا تسمح بذلك حتى الآن بل تزيد المخاوف والقلق وتحرج واشنطن كثيراً إذا فكرت في التقارب.
ثالثاً، اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي وقعت في 27 مارس هذا العام بين إيران والصين والتي قدمت خلالها إيران نفطها بسعر بخس للصين في مقابل استثمارات صينية تقدر بأربع مائة مليار دولار، تشمل تعاوناً عسكرياً كذلك. وهذا الأمر يضيف عاملاً لم يكن في الحسبان لجميع اللاعبين في المنطقة. فالصين أصبحت بسبب هذه الاتفاقية موجودة على ضفاف الخليج ووجودها سيضغط حتماً على تحركات بايدن -التي يتأملها ذيول إيران- تجاه حلفائه خاصة في ملف حقوق الإنسان مثلاً. فمن غير المعقول أن تزعج إدارة بايدن حلفاءها بملفات مثل هذه وأحد أشرس منافسيها «الصين» يتحالف مع خصم الحلفاء «إيران».
وأي نظرية لاحتواء إيران -التي طالما رددها الساسة الأمريكيون ومن ضمنهم وزير الخارجية الأسبق والمفكر هنري كيسنجر- تصبح غير قابلة للتطبيق في ظل الاتفاقية بين إيران والصين لأنها تحدٍ واضح لواشنطن على وجه الخصوص.
إذاً، العودة إلى أيام سابقة، أمر صعب جداً، والنتائج المرجوة من تحركات ذيول إيران الأخيرة تجاه البحرين - والخليج - لن تنجح في لفت انتباه واشنطن. وأقصى ما يمكن توقعه هو أن يبقى الحال على ما هو عليه. أي صراخ وزعيق في الإعلام من قبل الهاربين الموالين لإيران وحيل إعلامية مكشوفة وتباكي هنا وهناك دون تأثير يذكر على الوضع العام في البحرين أو الخليج.