قال الخطيب في دائرة الأوقاف السنية قصي سلامة، إن "رمضان ليس فقط صوم عن الأكل والشرب إنما هو شهر الصفح والعفو، وعلينا أن نحاول دائماً ألا يبقى في صدرنا أي غلٍ أو حقد، وأن نستغل هذه الفرصة للتسامي والتسامح، حيث إن هذا الأمر يحقق الراحة النفسية لطالب العفو، كما يعلي من قيمته أمام الآخرين".

وأضاف، أن الإسلام جاء ليقيم أركان المجتمع على مكارم الأخلاق والصفات النبيلة التي منها الصفح، والعفو عن الإساءة والأذى، وأن يضع بدل الإساءة إحساناً ومكان الغضب عفواً وحلماً، فالمسلم في هذا الشهر يجب أن يعفو ويبدأ هو بالتسامح ليتحلى بأخلاق كريمة تدوم طوال العام.

وأوضح، أن النواة الحقيقية لغرس قيم التسامح، هي الأسرة خصوصاً الأبوين، اللذين عليهما تربية أولادهما على هذه الخصلة الحميدة، وأن يتسامحوا مع أصدقائهم وجيرانهم، والمدرسة أيضاً لها دور كبير جداً، حيث يقضي الشاب سنوات طويلة من حياته فيها، إضافة إلى الإعلام لما له من دور كبير في المجتمع.

فيما قالت الأخصائية في التربية عائشة رضوان "يأتي علينا شهر رمضان في كل عام لكي يقف الإنسان مع نفسه وقفات جادة وسط صخب وملهيات الحياة المادية"، مشيرة إلى أن مدرسة رمضان أجمل فرصة لنزع الأحقاد من النفوس وفتح صفحة جديدة، والتخلص من الشوائب في القلوب، حيث يعتبر أجمل فرصة لكي يرتب الإنسان نفسه من الداخل".

وأوضحت، أن أهم ما نستقبل به شهر رمضان المبارك هو تصفية القلوب والتسامح والصفح والتغاضي عن المعايب وطي صفحة الماضي وترك التشفي قال تعالى: (وإن تعفوا و صفحوا و تغفروا فإن الله غفور رحيم).

وبينت أن رمضان، شهر تتوجه فيه القلوب إلى الله فما أجمل أن تكون هذه القلوب صافية من الغل سليمة من الحقد حتى تكون مؤهلة لنظر الله إليها، لأن القلوب المتشاحنة غير صالحة، وعبادة الصيام في رمضان تربي الصائم على التعالي فوق الخصومات وتزيل من نفسه شجرة الانتقام.

وأشارت إلى أن رمضان يعمل على دعم الإيمان وتقوية مكارم الأخلاق في الإنسان. ومن هذه الأخلاق خلق التسامح والغفران الذي يعمل على تطهير القلب من المشاعر السلبية من بغضاء وأحقاد لتحل محلها المشاعر الإيجابية من محبة ورحمة وأمان.