صفحات متخصصه

ختم القرآن في رمضان.. بداية قوية ونهاية تحتاج لعزيمة

أيمن شكل:

يبدأ معظم المسلمين شهر رمضان بالعزيمة القوية على العبادات من صلاة وزكاة وقراءة القرآن وختمه أكثر من مرة في الشهر الفضيل، لكن ما أن تمر العشر الأوائل من الشهر، حتى يشهد معدل النشاط الإيماني انخفاضاً لدى مجموعة ليست بالقليلة، وخاصة في عزيمة ختم القرآن، ولكن لكل مشكلة حل.

وتقول المحامية عاطفة رمضان إنها "عادة ما تتمكن من ختم القرآن في شهر رمضان مرة واحدة، على الرغم من نية الختم مرتين، لكن بعد مرور نصف الشهر، تبدأ التحضير لمرحلة عيد الفطر والانشغال مع الأهل والأصدقاء في تلك الأمور، وهو ما يؤثر على قدرتها في استكمال الختمة الثانية للمصحف".

وحول تسبب الأطفال في انشغال العائلة عن ختم القرآن، قالت رمضان، إنها متزوجة لكن ليس لديها أطفال حتى الآن، لكنها على يقين من أن الأطفال عامل تشجيع على زيادة الصفحات المقروءة يومياً من المصحف الشريف، وأكدت أنها ستجعل لأبنائها نصيباً في أجندة التلاوة اليومية في المستقبل القريب.

فيما قال محمد ناصر إن "العائلة درجت منذ عقود على التجمع في بيت الجد لتلاوة القرآن، حيث يصل العدد لما يقارب 20 فرداً من الأبناء والأعمام والأحفاد، وتتم قراءة جزأين بصفة يومية وذلك بعد صلاة العشاء، ولتكتمل أول ختمة في نصف الشهر على أن تنتهي العائلة من ختمتين عند نهاية الشهر".

وأضاف أن هذه الجلسة اليومية تستغرق ما بين ساعتين وساعتين ونصف، ونحرص فيها على تشجيع الأطفال للقراءة، بحيث يسمح فيها لكل فرد بقراءة نصيب من الآيات دون استثناء، وبمتابعة من أحد المتخصصين في القراءات الذي يقوم بتصحيح التلاوة لمن يخطئ، وتنتهي الجلسة بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى.

ووضع خطيب جامع علي كانو الشيخ عبدالناصر عبدالله شعاراً يجب أن يذكره من يبحث عن رضا الله عز وجل، في الآية الكريمة "وعجلت إليك ربّ لترضى"، ورسم خريطة لكي يتمكن المسلم من مواصلة العزيمة في شهر رمضان، وختم القرآن أكثر من مرة، قائلاً: في البداية يجب أن يدرك المسلم قدر المواسم التي خصها الله تعالى بالفضل وأهمية استثمار هذه المواسم والأجر المضاعف فيها، وعلى رأسها شهر رمضان الكريم.

ونصح عبدالناصر المسلم بأن تُقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح، ليُتعلم منها كيف كانوا يعطون هذه المواسم والأوقات الثمينة مكانتها وخاصة في رمضان، لافتاً إلى أن السلف الصالح كانوا يتركون طلب العلم في رمضان ويتفرغون لقراءة القرآن الكريم.

وأكد خطيب جامع علي كانو توأمة القرآن وشهر رمضان في قوله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، وأهمية الالتزام بقراءة القرآن بكثافة في أيام الشهر القليلة تصديقاً لقوله تعالى "أياماً معدودات"، ووصف رمضان بالموسم الجماعي وموسم المنافسة على كسب الأجر العظيم، وتساءل: هل يضمن المسلم أن يأتي عليه رمضان آخر وهو على قيد الحياة.

وأشار إلى التنافس في الشهر الفضيل محمود، مبيناً أن الإنسان قد يؤثر الناس على نفسه، إلا في الأجر والثواب، وهذا ما ذكره الله تعالى بقوله: "والسابقون السابقون"، وليعلم من قصّر أن هناك من سينافسه في الأجر، وكلما أنجز عملاً أكثر فلا غرو أن الأجر أعظم عند الله.