أيمن شكل

كانت للمجتمع البحريني عادات خاصة لشهر رمضان، ترسخت عبر الزمن وانتقلت من الماضي إلى الحاضر، وأخرى كانت مرتبطة بالشهر الفضيل وينتظرها الناس في أيام عيد الفطر، لكن جائحة كورونا (كوفيد 19) لم تترك شيئاً على حاله.

وحول العادات القديمة التي ارتبطت بالشهر الكريم، قالت المحامية نورة شويطر إن التجمعات العائلية في شهر رمضان هي محور حياة الناس وكانوا ينتظرون رمضان لتبادل الزيارات فيما بينهم والاجتماع على سفرة واحدة، والغبقات التي تصاحب الشهر وتعتبر أبرز مناسباته المميزة، لكن تدابير كورونا الاحترازية، تسببت في إحجام الكثير من العائلات عن تبادل الزيارات والتجمع على الإفطار أو حتى الغبقات.

وأشارت شويطر إلى أن فعاليات القرقاعون كانت تعتبر أهم نشاط للأطفال في رمضان، حيث كان الأطفال في المحرق يصنعون أكياس القماش ثم يتجولون على البيوت لجمع ما تجود به الناس عليهم، وأخيراً العودة للبيت وتصنيف ما حصدوه في كل جولة، مؤكدة أن المحرق كانت تشهد نشاطاً كثيفاً قبل بداية الشهر، حيث يبدأ الشباب في جمع الأموال لشراء الزينة وتركيبها في الشوارع لتمتد بين البيوت إضاءات جميلة وملونة تبهج الناس وتشعرهم بالشهر الكريم، لكن اليوم ربما تتم على حذر وليست بالحجم السابق لما قبل كورونا.

ومن أبرز الأنشطة الرمضانية التي كان الناس ينتظرونها في عيد الفطر، هي الأعمال المسرحية، حيث أكد المخرج إسحاق عبدالله أن النشاط المسرحي متوقف منذ الإعلان عن كورونا وللعام الرمضاني الثاني على التوالي، الذي لم يعمل فيه للتحضير لمسرحيات العيد.

وقال عبدالله إن رمضان يمثل للفنانين أكثر الأشهر نشاطا وعملاً للتحضير للعمل المسرحي الموسمي، لكن بسبب كورونا توقفت البروفات ومعها المسرحيات، واليوم بدأ شباب مسرحيون يقدمون أفكاراً للتحايل على الجائحة، بتقديم أعمال مسرحية "أونلاين"، لكن إسحاق له رأي آخر.

وأكد المخرج الشاب أنه ضد فكرة المسرح الافتراضي، لأن الجمهور يمثل أحد أركان العمل المسرحي بتفاعله مع الممثل، وقال: كل الوظائف يمكن أن تؤدى عن بُعد، إلا المسرح فهو المكان الذي يعبر عن إنسانيتنا وإذا غاب الإنسان عن المسرح وصار ليس له وجود فعلي، فلا يمكن إطلاق كلمة مسرحية على العمل ولكن يمكن تسميته بعمل فني مرئي يخلو من التفاعل الإنساني.