أكد أكاديميون وتربويون أهمية الالتزام بتعليمات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، وبيّنوا مسئولية رفع الوعي بشكل مستمر لجميع الفئات المجتمعية للحد من زيادة أعداد الحالات القائمة، مؤكدين أهمية الابتعاد عن كافة أنواع التجمعات واتباع كافة الإجراءات الاحترازية حفاظًا على الصحة والسلامة.
وأوضحوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) أهمية الجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، التي لاقت استحسانًا وإشادة عالمية، وأكدوا أهمية دور الإعلام في توضيح الآثار المترتبة على الفيروس من جهة ودور رجال الدين الهام من جهة ثانية لحث المجتمع على تغيير السلوكيات الخاطئة، فالسلامة أمانة على الجميع تحملها بإخلاص وتفاني.
واستهلت الوكيل المساعد للخدمات التعليمية بوزارة التربية والتعليم كفاية العنزور حديثها بتوجيه الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على إدارة سموه لتحدي جائحة فيروس كورونا بكل كفاءة واقتدار، وعلى قيادة سموه للجهود الوطنية لفريق البحرين الذي بذل جهوداً متميزة في مواجهة هذه الجائحة بشهادة دول العالم المختلفة والمؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لذا فالشكر والتقدير موصول إلى كافة أعضاء فريق البحرين وخاصة أبطال الصفوف الأمامية على ما يقدمونه من جهود وتضحيات جمة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الجميع.
وقالت العنزور : "إن كان لنا من موقف في هذا المقام، فإننا يجب أن نتحلى جميعاً بالمسئولية الوطنية وأن نقابل هذه الجهود الخيرة والكبيرة بمزيد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية و التقيد بالتدابير الوقائية التي من شأنها تجنيب أهلنا وأسرنا ومجتمعنا شر هذا الفيروس ولكي لا نفقد أحباء لنا بسبب لحظات من الاستهتار والاستخفاف بالعواقب، كما ندعو الجميع إلى وضع المصلحة العليا للوطن غاية نبيلة نعمل على بلوغها من خلال المبادرة بأخذ التطعيم المضاد لفيروس كورونا والمساهمة في تحصين المجتمع وتسريع وتيرة العودة للحياة الطبيعية".
وأضافت العنزور: " كما هو معتاد، تكثر المناسبات الاجتماعية واللقاءات العائلية خلال شهر رمضان المبارك، وكما أشار الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا فإن هذه اللقاءات هي من الأسباب الرئيسية في انتشار الفيروس، لذا فمن الأفضل تجنبها أو جعلها في أضيق نطاق واقتصارها على أفراد معدودين من العائلة الواحدة، صحيح أن ذلك أمر مؤلم لنا، ولكن لن يكون أشد ألماً من فقدان شخص عزيز علينا".
ومن جانبه أشاد رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج بالجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، وأوصى بأهمية الالتزام بالاحترازات لأنها التي ستجعلنا بعون الله تعالى نحتفل بالعيد وليكون العيد عيدين، عيد الفطر وعيد القضاء على فيروس كورونا بإذن الله، وأكد أهمية توجه الجميع إلى أخذ التطعيمات وتلبية توجيهات الفريق الوطني الطبي لما فيه من ضرورة وحماية للأفراد وعائلاتهم والمجتمع.
وأضاف د. الحواج قائلاً: "أتقدم بخالص التهاني بمناسبة الشهر الفضيل، شهر الصيام والعبادة راجيًا المولى أن يحفظ البحرين ملكًا وحكومةً وشعبًا، وأن تكون أيامنا القادمة في أمن وأمان، وأتمنى من الجميع الالتزام بكل التعليمات والتدابير الصادرة من الجهات المعنية، فالرجاء كل الرجاء الابتعاد عن التجمعات وأخذ الحيطة في كل المناسبات وعدم التهاون في عدم المخالطة والتأكيد على ارتداء الكمام".
إلى ذلك أكد رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي دور الإعلام خلال شهر رمضان الذي يجب أن يستغل في التوعية الإضافية للمجتمع، فشهر رمضان يخلق أجواءً معينة ومشجعة على التواصل الاجتماعي المباشر، وهنا تكمن الخطورة، لذا وجب التأكيد على أهمية توعية المجتمع البحريني، فهناك ممارسات اجتماعية رمضانية يجب التخلي عنها مثل تبادل الأطباق خلال الشهر الكريم، مع ضرورة لبس الكمام في أي تجمع.
وأكد البروفيسور العالي دور رجال الدين التوعوي والهام في هذه المرحلة، وقال: "لا نريد نشر الخوف ولكن في نفس الوقت علينا الأخذ باشتراطات السلامة والالتزام بها قدر المستطاع، لافتا إلى دور الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا الكبير في هذا التحدي، وهي جهود مقدرة ومدعاة تقدير كبير".
وبين البروفيسور العالي أهمية تكثيف الجهود الإعلامية مع الأطباء والمتخصصين، وعنها قال: "لابد من توضيح الآثار القريبة والبعيدة للفيروس، فمسئولية المجتمع اليوم هي ترجمة شعار مجتمع واعي، وتبادل المعلومات العلمية والرسمية وعدم الاستسلام لما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ومن جانبها أوضحت رئيسة قسم العلوم الاجتماعية، الأستاذ المشارك بجامعة البحرين الدكتورة موزة عيسى الدوي أن شهر رمضان الفضيل له عادات وتقاليد خاصة قد تكون متشابهة بين كل الأسر البحرينية سواء في القرى أو المدن وخاصة اللقاء على وجبة الفطور حيث أن في الأيام العادية تلتقي الأسر مرة في الأسبوع والمناسبات العائلية لكن في شهر رمضان له خاصية مختلفة بحيث تلتقي جل الأسر بشكل يومي على وجبة الفطور، إلى جانب إجازة نهاية الأسبوع وليلة القرقاعون.
وقالت د الدوي: "نعلم مدى صعوبة تغيير هذه العادات والابتعاد عن الأجواء الرمضانية العائلية ولكن إذا أردنا أن تستمر هذه العادات دون فقد عزيز كالأم والأب والجد والجدة فيجب علينا تغيير هذه العادات وعدم التجمع والاستعاضة عنها بوسائل الاتصال المرئي لعمل التجمعات عن بعد في ظل هذه الظروف الاستثنائية، إذ لا يخفى على الجميع أن السبب الرئيسي في إنتشار الفيروس هو التجمعات العائلية".
وختمت د الدوي قائلة: "مطلوب التكاتف في هذه المرحلة لمواجهة الفيروس، وعدم إقامة التجمعات العائلية في الشهر الفضيل خاصة أن طبيعة شهر رمضان تختلف عن بقية السنوات السابقة، فهذه المرحلة تستوجب الالتزام الجاد بالتعليمات وتوصيات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا ومنها الالتزام بلبس الكمامات والمحافظة على معايير التباعد الاجتماعي والمبادرة في أخذ التطعيم للحفاظ على سلامة أفراد المجتمع والعودة إلى الحياة الطبيعية".
وفي السياق ذاته أكدت رئيس قسم القانون الخاص بكلية الحقوق بجامعة البحرين الدكتورة وفاء يعقوب جناحي أهمية مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية خلال شهر رمضان الكريم، وقالت إنه التزام اجتماعي قبل أن يكون التزامًا قانونيًا ويعكس الروح الوطنية المسؤولة لكافة أبناء المجتمع البحريني وقالت: "لابد التنويه هنا إلى أن الصحة العامة أولوية ومسؤولية اجتماعية والتكاتف المجتمعي ضرورة لا غنى عنها والالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق التعليمات واجب شرعي ووطني يضمن السلامة ويقود إلى التعافي".
وأضافت د جناحي: "ندعو أفراد المجتمع بالاستمرار بمعايير التباعد الاجتماعي والإجراءات الصحية الاحترازية وكافة الإرشادات المعلن عنها مسبقًا من قبل الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا وضرورة إيقاف العادات المتعارف عليها في شهر رمضان من تجمعات الإفطار والغبقات والمجالس الرمضانية وذلك حفاظًا على صحة أفراد الأسرة بشكل خاص وأفراد المجتمع بشكل عام".
وختمت قائلة: "علينا أن نتذكر دائما بأن كل شيء يمكن أن يعوض في وقت لاحق إلا الصحة فإن ذهبت فمن الصعب إرجاعها. كما أدعو جميع أفراد المجتمع إلى ضرورة الإسراع إلى أخذ التطعيم لدعم الجهود المبذولة للتصدي لفيروس كورونا وتخطي المرحلة بأقل الخسائر".
أما مديرة الأرشيف الوطني بمركز عيسى الثقافي الدكتورة صفاء العلوي فأوضحت أن العودة للحياة الطبيعية تتطلب أولًا تقدير الجهود الكبيرة التي تقدمها الدولة، فالمسئولية اليوم هي عدم العودة لنقطة البداية، وعلى المجتمع أن يحقق التواؤم مع الجهود الرسمية، فبدون الالتزام لن نستطيع تحقيق النتائج المرجوة.
وقالت د العلوي: "علينا تقدير جهود مملكة البحرين بأنها لم تقم بالإغلاق الكامل، فتجربة البحرين تجربة مضيئة عالميًا، وفي المقابل يتطلب على المجتمع اليوم عدم الاستهتار والتهاون في السلوكيات، فالبحرين شهدت ارتفاعًا في معدلات الإصابة لأكثر من ألف حالة في اليوم والسبب الرئيسي هو المخالطة والتجمعات، من هنا على الجميع القيام بدوره من أجل تعزيز الوعي المجتمعي".
وختمت د العلوي بالتأكيد على أهمية أخذ التطعيم، مشجعة الشباب على أخذه والقيام بدورهم في توعية كبار السن وتأمين الحماية الكاملة لهم، في التصرف المسئول هو ما يحتاجه المجتمع اليوم.
وأوضح مدير الاتصال والتسويق بوزارة شؤون الشباب والرياضة نوار المطوع أنه لا يخفى على أحد حجم الجهود التي تبذلها مملكة البحرين لمواجهة جائحة فيروس كورونا، والتي قادت إلى تحقيق نتائج إيجابية متميزة على الصعيد الدولي، إذ تعتبر البحرين من أوائل الدول التي وفرت التطعيم المجاني لجميع المواطنين والمقيمين دون تأخير.
وأكد المطوع دور المواطنين والمقيمين إذ يجب تثمين جهود الدولة والمساهمة الإيجابية في مكافحة هذه الجائحة بدءًا بالتوعية ومرورًا بالتقيد بالإجراءات ووصولًا إلى حث الآخرين وتذكيرهم بضرورة الالتزام وتوعيتهم بأهمية الدور الذي يلعبه المجتمع في مكافحة هذه الجائحة.
وقال المطوع: "أخص دور الشباب الكبير والهام، فهم مستقبل الدولة وسندها وظهرها، وعليهم مسؤولية مضاعفة في رفع قيم الالتزام بين الأوساط الشبابية، وتقليل مشاعر اللامبالاة بين أقرانه، فلقد فقدنا بسبب هذا الفيروس الكثير من الأحبة الذين كانوا بيننا، ولا نريد لأحد أن يذوق مرارة الفقد وآلام الحسرة والندم والخسارة، لذا ندعو الجميع إلى التحلي بروح المواطنة الحقة، وتقدير جهود القيادة والحكومة الموقرة، واستشعار حجم الخطر والمسؤولية، وعدم التهاون في هذا الفيروس، كما ونتطلع من شبابنا المبادرة بأخذ التطعيم وتعزيز منجزات الدولة في محاربة الجائحة فشبابنا هم خط الدفاع الأول عن المجتمع وعليهم مسؤولية جسيمة في الحفاظ على أمنه الصحي".
وختم المطوع بتوضيح أن عدوى اللامسؤولية خطر بات ينتقل أسرع من عدوى كورونا، وقال: "تخطينا مرحلة التوعية منذ فترة.. ونحن الآن في مرحلة تحمل المسؤولية، ولقد انتهى زمن أنا وأنت وهُم، فاليوم زمن الجميع معًا، قلبًا بقلب ويدًا بيد، وبإذن الله يصل الفرج ونفرح معًا ونحمد الله معًا ونعود إلى الحياة الاعتيادية معًا، ولنكن جميعًا جنودًا لهذا الوطن في مكافحة الجائحة حتى ننتصر بإذن الله".