الجزيرة: يبدو أن عين تنظيم الدولة تقع دائما على المناطق المأزومة لتكون مسرحا له، يتضح هذا على الأقل في سوريا والعراق وأفغانستان، وأخيرا اليمن حيث توعد التنظيم الحوثيين بالحضور لـ"ذبحهم"، لكن حديث وجودهم في اليمن تنوع بين النفي والتشكيك والترجيح.مأرب الورد-صنعاءيجمع مسؤولون ومراقبون يمنيون على نفي وجود أي من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن، بعد تجدد الحديث عن هذا الأمر عقب نشر موالين للتنظيم مقطع فيديو باسم "ولاية صنعاء" على موقع "تويتر" يتضمن رسالة تهديد لجماعة الحوثي، وقال أحد عناصر التنظيم في التسجيل "أنتم أيها الروافض الحوثة، لقد جئناكم بالذبح، جئناكم برجال يتعطشون لشرب دمائكم".وبرز اسم تنظيم الدولة في اليمن عقب تبنيه مسؤولية تفجير مسجدين في صنعاء في مارس/آذار الماضي على الرغم من تشكيك جهات محلية بهذه الرواية، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه الولايات المتحدة حينها.وعلى الرغم من إعلان وزارة الداخلية اليمنية -التي يسيطر عليها الحوثيون- تواجد عناصر من التنظيم في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، فإنها لم تعلن عن ضبط أي منهم في المحافظة التي ينشط فيها تنظيم أنصار الشريعة، والذي تراجعت عملياته في مواجهة الحوثيين بعد تصدر المقاومة الشعبية في مختلف مدن البلاد."سعيد الجمحي: ما تردد عن وجود التنظيم في اليمن مبالغة، إذ لم تسجل أية تحركات أو نشاط على الأرض، ومن المرجح وجود بعض الأفراد المتعاطفين الذين قد يكونون أعلنوا مبايعتهم له" مبالغةواعتبر الخبير اليمني في شؤون تنظيم القاعدة سعيد الجمحي ما تردد عن وجود التنظيم في بلاده "مبالغة لعدم تسجيل أي تحركات أو نشاط على الأرض"، لكنه لم يستبعد وجود بعض الأفراد المتعاطفين الذين قد يكونون أعلنوا مبايعتهم له.وقال الجمحي للجزيرة نت إن التنظيم نفسه لم يعلن عن قيادة له، وما تمت ملاحظته خلال الفترة الماضية هو تسجيلات صوتية لجهات ليس لها حضور على الأرض تبايع أبو بكر البغدادي، مثل ما يسمى بالجماعة اليمانية ومجاهدي جزيرة العرب.وفي تفسيره للتسجيل الذي نشره موالون للتنظيم رجح أمرين، "الأول أن التنظيم يحاول استغلال الأوضاع الحالية لتسجيل حضور إعلامي وانتهاز فرصة إطلاق اسمه في خطاب الحوثيين لكل معارضيهم، والثاني قد يقف وراءه طرف خارج اللعبة بهدف الترويج لخلط الأوراق لصالح الحوثيين".عدة تسجيلات ظهرت للإعلان عن وجود تنظيم الدولة في اليمن (ناشطون)رفض شعبيمن جهته، أكد الصحفي في محافظة حضرموت أمين بارفيد عدم وجود أي حضور للتنظيم في المحافظة "في ظل تواجد قاعدة صالح التي تتحرك بأوامره بهدف خلط الأوراق". واعتبر أن وجود القاعدة في حضرموت ليس له قبول شعبي "وإنما بحكم تغلبها بقوة السلاح"، مدللا على ذلك بـ"حالة الرفض الشعبي التي بدأت تظهر بمدينة غيل باوزير من خلال مسيرة شعبية رافضة لتواجد القاعدة بالمدينة".وتوقع بارفيد "تطور الرفض والسخط الشعبي إلى كفاح مسلح لطرد عناصر القاعدة من حضرموت إن لم يبادروا بالخروج منها من تلقاء أنفسهم"، كما رجح ظهور تنظيم الدولة في المستقبل "نتيجة التصدعات والخلافات داخل تنظيم القاعدة في حضرموت وتهديد بعض القيادات بالانشقاق ومبايعة أبو بكر البغدادي بحسب بعض التسريبات والسخط الشعبي تجاه عمليات التنظيم".