تشهد المنطقة العربية منذ عدة سنوات إقبالاً واسعاً وغير مسبوق على ألعاب الفيديو، وذلك في ضوء التطور الهائل الذي شهده هذا القطاع، وقدرته على استقطاب الكثير من الشبان والمراهقين بشكل خاص.
ورغم الانتقادات الكثيرة والتحذيرات من مخاطر تلك الألعاب على المجتمعات، إلا أن المنطقة العربية باتت اليوم سوقاً بارزة لها. وفي الآونة الأخيرة بدأت بعض الشركات بالتعاون مع مشاهير عرب، لجذب مزيد من المستخدمين.
وقبل أيام، أعلنت شركة "بابجي" واسعة الانتشار، عن اتفاق تعاون مع النجم الكوميدي المصري محمد هنيدي، على أن تصدر "حزمة صوتية" في المرحلة المقبلة، بوسعها أن تحاكي أسلوب هنيدي و"حركاته" الطريفة إلى ميدان اللعبة، ما يجعل روادها يتنافسون في معارك ذات طابع جديد.
وعبر حسابه بموقع "تويتر"، علق محمد هنيدي على دخوله عالم لعبة "بابجي"، قائلاً: "أنا لست في خطر.. أنا الخطر"
وكان الفنان المصري محمد رمضان، أعلن الأسبوع الماضي، انضمامه إلى لعبة "فري فاير" العالمية، واحتفت شركة "جارينا" بذلك التعاون من خلال بث مقطع فيديو على برج خليفة في مدينة دبي، في حين لم تكشف عن قيمة الاتفاق.
وبحسب ما أوضحت الشركة، تم إطلاق اسم "مارو" على شخصية رمضان، ليكون بذلك أول شخصية عربية يمكن اللعب باسمها.
وكتب الفنان المثير للجدل عبر حسابه بتويتر، معلناً عن هذا التعاون: "بفضل لله ثم أهل بلدي الغالية مصر أولاً ثم جمهوري العربي الأصيل.. على برج خليفة أمس أطلقت الشركة العالمية (جارينا) أول شخصية عربية في اللعبة العالمية فري فاير"
بداية سورية
ورغم ما قد يشكله دخول مشاهير عرب إلى عالم الألعاب الرقمية من عامل جذب للشباب، غير أن هناك محاولات سابقة لإصدار ألعاب ذات نكهة عربية، إذ تعود جذورها إلى بدايات الألفية الثالثة، وتُمثل امتداداً لنسخ عالمية.
في العام 2001، كان رواد ألعاب الفيديو، على موعد مع ما اعتُبر أول نسخة تجارية عربية، حملت اسم "تحت الرماد"، وهي لعبة حرب ثلاثية الأبعاد، كانت قد طورتها شركة "أفكار ميديا"، ونشرتها دار الفكر السورية.
واستوحت اللعبة مضمونها من الواقع السياسي العربي، وبالتحديد الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب تقرير لـشبكة "بي بي سي"، نشرته آنذاك، فإن إصدار اللعبة "جاء كرد فعل طبيعي لانتشار ألعاب غربية مثل "دلتا فورس" التي يؤدي فيها العرب أدوار الشر دائماً".
وتلت البداية السورية الأولى محاولات أخرى، بغية استثمار نجاح "تحت الرماد"، وقامت الشركة ذاتها بإنتاج ألعاب جديدة، على غرار "تحت الحصار"، و"قريش".
واتسمت تلك الحقبة بتواصل الاعتماد على نوع الألعاب التي كانت رائجة، ولا سيما ألعاب القتال المستوحاة من النزاعات العسكرية في المنطقة العربية، مثل لعبة "أسد الفلوجة"التي تحاكي الغزو الأميركي للعراق وما شهده من معارك ساخنة. وكذلك اللعبة اللبنانية التي حملت اسم "القوة الخاصة".
توظيف التراث
أما شركة "إيمج نيشن" الإماراتية، فلجأت إلى مدخل الواقع المتخيل "فنتازيا"، لاقتحام السوق بلعبة عربية الطابع، وهو ما ظهر في لعبة "أسطورة زورد"، التي صدرت عام 2003 كباكورة أعمالها، وتستلهم مفرداتها من الأجواء الأسطورية العربية مثل قصص ألف ليلة وليلة.
وأعادت شركة "كيركات" الأردنية أيضاً استخدام التراث، وذلك عبر لعبة "سادة الصحراء" عام 2007، والتي تدور أحداثها بالتزامن مع عصور ازدهار التجارة في سياق العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، بحيث تدعو لاعبيها إلى تأسيس مدينة "شرق أوسطية" جميلة، وتحصينها بما يكفي لصد هجمات المغول، وفقاً لموقع اللعبة الرسمي.
مدخل سينمائي
وعلى الصعيد المصري، تأخر تطوير أول لعبة ناطقة باللهجة المصرية حتى العام 2008، وهي لعبة "أبو حديد"، والمعروفة أيضاً في أوساط الاعبين باسم "بوحة"، في إشارة لاستلهام شخصياتها من الفيلم المصري الشهير.
وتُعد لعبة "أبو حديد" التي طورتها شركة "خيال" المصرية بالتعاون مع "إنتل"، نتاج مسابقة ومنحة من وزارة الاتصالات المصرية، وتبرز اللعبة شخصيات محلية مصرية كالمزارعين وفنيي إصلاح السيارات.
غزو الـ"بلاي ستيشن"
وعلى الرغم من أن معظم الألعاب الإلكترونية العربية التي طرحت خلال العشرين سنة الماضية، كانت مصممة لأجهزة الكمبيوتر، إلا أن العقد الأخير شهد تصميم العديد من الألعاب العربية الخاصة بأجهزة "البلاي ستيشن".
ولعل من أبرز هذه المحاولات، اللعبة السعودية "الركاز: في أثر ابن بطوطة"، التي طرحت عام 2013 على "بلاي ستيشن 3"، ولعبة البقاء "بادية" التي أنتجتها شركة "سيمافور" السعودية، وطرحتها على "بلاي ستيشن 4" عام 2016.
كما نشطت حركة تعريب واسعة في عدد من الاستديوهات للألعاب العالمية، مثل لعبة "أمل الشعوب"، و"داموريا"، و"أبطال غايا"، وشكلت تلك المحاولات بداية لزيادة اهتمام شركات الألعاب العالمية بالسوق العربية ومتطلباتها.
وتُعد "فورتنايت"، و"بابجي"، من أبرز الألعاب التي تدعم اللغة العربية، خصوصاً بعد أن حصلت كل منهما على "سيرفرات" في الشرق الأوسط خلال الأعوام الأخيرة، وذلك وفقاً لـ"عرب هاردوير"، و"آي جي إن"، وهما موقعان متخصصان في ألعاب الفيديو.
ورغم الانتقادات الكثيرة والتحذيرات من مخاطر تلك الألعاب على المجتمعات، إلا أن المنطقة العربية باتت اليوم سوقاً بارزة لها. وفي الآونة الأخيرة بدأت بعض الشركات بالتعاون مع مشاهير عرب، لجذب مزيد من المستخدمين.
وقبل أيام، أعلنت شركة "بابجي" واسعة الانتشار، عن اتفاق تعاون مع النجم الكوميدي المصري محمد هنيدي، على أن تصدر "حزمة صوتية" في المرحلة المقبلة، بوسعها أن تحاكي أسلوب هنيدي و"حركاته" الطريفة إلى ميدان اللعبة، ما يجعل روادها يتنافسون في معارك ذات طابع جديد.
وعبر حسابه بموقع "تويتر"، علق محمد هنيدي على دخوله عالم لعبة "بابجي"، قائلاً: "أنا لست في خطر.. أنا الخطر"
وكان الفنان المصري محمد رمضان، أعلن الأسبوع الماضي، انضمامه إلى لعبة "فري فاير" العالمية، واحتفت شركة "جارينا" بذلك التعاون من خلال بث مقطع فيديو على برج خليفة في مدينة دبي، في حين لم تكشف عن قيمة الاتفاق.
وبحسب ما أوضحت الشركة، تم إطلاق اسم "مارو" على شخصية رمضان، ليكون بذلك أول شخصية عربية يمكن اللعب باسمها.
وكتب الفنان المثير للجدل عبر حسابه بتويتر، معلناً عن هذا التعاون: "بفضل لله ثم أهل بلدي الغالية مصر أولاً ثم جمهوري العربي الأصيل.. على برج خليفة أمس أطلقت الشركة العالمية (جارينا) أول شخصية عربية في اللعبة العالمية فري فاير"
بداية سورية
ورغم ما قد يشكله دخول مشاهير عرب إلى عالم الألعاب الرقمية من عامل جذب للشباب، غير أن هناك محاولات سابقة لإصدار ألعاب ذات نكهة عربية، إذ تعود جذورها إلى بدايات الألفية الثالثة، وتُمثل امتداداً لنسخ عالمية.
في العام 2001، كان رواد ألعاب الفيديو، على موعد مع ما اعتُبر أول نسخة تجارية عربية، حملت اسم "تحت الرماد"، وهي لعبة حرب ثلاثية الأبعاد، كانت قد طورتها شركة "أفكار ميديا"، ونشرتها دار الفكر السورية.
واستوحت اللعبة مضمونها من الواقع السياسي العربي، وبالتحديد الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب تقرير لـشبكة "بي بي سي"، نشرته آنذاك، فإن إصدار اللعبة "جاء كرد فعل طبيعي لانتشار ألعاب غربية مثل "دلتا فورس" التي يؤدي فيها العرب أدوار الشر دائماً".
وتلت البداية السورية الأولى محاولات أخرى، بغية استثمار نجاح "تحت الرماد"، وقامت الشركة ذاتها بإنتاج ألعاب جديدة، على غرار "تحت الحصار"، و"قريش".
واتسمت تلك الحقبة بتواصل الاعتماد على نوع الألعاب التي كانت رائجة، ولا سيما ألعاب القتال المستوحاة من النزاعات العسكرية في المنطقة العربية، مثل لعبة "أسد الفلوجة"التي تحاكي الغزو الأميركي للعراق وما شهده من معارك ساخنة. وكذلك اللعبة اللبنانية التي حملت اسم "القوة الخاصة".
توظيف التراث
أما شركة "إيمج نيشن" الإماراتية، فلجأت إلى مدخل الواقع المتخيل "فنتازيا"، لاقتحام السوق بلعبة عربية الطابع، وهو ما ظهر في لعبة "أسطورة زورد"، التي صدرت عام 2003 كباكورة أعمالها، وتستلهم مفرداتها من الأجواء الأسطورية العربية مثل قصص ألف ليلة وليلة.
وأعادت شركة "كيركات" الأردنية أيضاً استخدام التراث، وذلك عبر لعبة "سادة الصحراء" عام 2007، والتي تدور أحداثها بالتزامن مع عصور ازدهار التجارة في سياق العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، بحيث تدعو لاعبيها إلى تأسيس مدينة "شرق أوسطية" جميلة، وتحصينها بما يكفي لصد هجمات المغول، وفقاً لموقع اللعبة الرسمي.
مدخل سينمائي
وعلى الصعيد المصري، تأخر تطوير أول لعبة ناطقة باللهجة المصرية حتى العام 2008، وهي لعبة "أبو حديد"، والمعروفة أيضاً في أوساط الاعبين باسم "بوحة"، في إشارة لاستلهام شخصياتها من الفيلم المصري الشهير.
وتُعد لعبة "أبو حديد" التي طورتها شركة "خيال" المصرية بالتعاون مع "إنتل"، نتاج مسابقة ومنحة من وزارة الاتصالات المصرية، وتبرز اللعبة شخصيات محلية مصرية كالمزارعين وفنيي إصلاح السيارات.
غزو الـ"بلاي ستيشن"
وعلى الرغم من أن معظم الألعاب الإلكترونية العربية التي طرحت خلال العشرين سنة الماضية، كانت مصممة لأجهزة الكمبيوتر، إلا أن العقد الأخير شهد تصميم العديد من الألعاب العربية الخاصة بأجهزة "البلاي ستيشن".
ولعل من أبرز هذه المحاولات، اللعبة السعودية "الركاز: في أثر ابن بطوطة"، التي طرحت عام 2013 على "بلاي ستيشن 3"، ولعبة البقاء "بادية" التي أنتجتها شركة "سيمافور" السعودية، وطرحتها على "بلاي ستيشن 4" عام 2016.
كما نشطت حركة تعريب واسعة في عدد من الاستديوهات للألعاب العالمية، مثل لعبة "أمل الشعوب"، و"داموريا"، و"أبطال غايا"، وشكلت تلك المحاولات بداية لزيادة اهتمام شركات الألعاب العالمية بالسوق العربية ومتطلباتها.
وتُعد "فورتنايت"، و"بابجي"، من أبرز الألعاب التي تدعم اللغة العربية، خصوصاً بعد أن حصلت كل منهما على "سيرفرات" في الشرق الأوسط خلال الأعوام الأخيرة، وذلك وفقاً لـ"عرب هاردوير"، و"آي جي إن"، وهما موقعان متخصصان في ألعاب الفيديو.