لربما كان الأفضل أن أستبدل في العنوان أعلاه كلمة «يفكر» بكلمة «يقرأ»، لكن لقناعة شخصية مبنية على تراكمات لمتابعات معنية بعملية «القراءة» لبعض الأشخاص «المنشغلين» بالظهور اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي لاستعراض ما يقرؤون، وجدت أن الاستعاضة بكلمة التفكير أفضل، إذ ليس كل من يقرأ يفكر.
من السهل جداً أن تقرأ كتاباً أو «تحفظ» معلومة لتأتي بعدها وتوظفها في مقطع مصور سواء أكان قصيراً أم طويلاً، وبغض النظر إن كانت النية «الشو» أو «نقل المعلومة»، لكن الفيصل في كل هذا يتمثل في قناعة الشخص نفسه، إذ هل هو يقرأ ليفكر شخصياً، أم يقرأ ليجعل الآخرين يفكرون فيه؟!
لكن بعيداً عن هذه الجدلية التي سببها «هوس» الالتصاق بوسائل التواصل الاجتماعي وما تجلبه من شهرة وانتشار للسمعة سواء أكانت إيجابية أم سلبية، تظل عملية القراءة وما تستجلبه من تداعيات وتأثيرات مسألة ذات تأثير أصيل في المجتمعات التي تحرص على كونها أوساطاً حضارية وذات ثقافة إنسانية راقية.
ولماذا نقرأ هنا؟! لأن أول أمر إلهي وجه لرسولنا الكريم صلوات الله عليه كان «إقرأ»، ولأن كثيراً من الفلاسفة وعظماء المؤلفين والمؤرخين وباني الحضارات اتفقوا على أن نهوض أي حضارة وامتداد أي أمة يكون بتقديس القراءة وما تجلبه من وعي وتطوير للمجتمع، وأنك إن كنت تريد «هدم حضارة» فلست محتاجاً لحرق الكتب مثلما فعل المغول والتتار في الإرث الثقافي العربي، بل فقط عليك جعل الناس تكف عن قراءه الكتب، مثلما قال الأديب الأمريكي راي برادبوري.
القراءة فيها متعة، وبغض النظر عما تقرؤه، كيف أنك حين تمسك كتاباً وتنغمس فيه تدرك أنك تسبر أغوار عالم آخر ببعد مختلف، وهذا ينطبق على بعض البشر ممن تستهويهم الأفلام وحضورها في دور السينما، إذ يقول بعضهم إن تلكما الساعتين داخل صالة السينما تجعلانه ينغمس تماماً في تفاصيل الفيلم ودقائق سيناريوهاته ومنعطفاته، ناسياً كل شؤون حياته اليومية وواضعاً إياها في حالة «جمود فكري» فترة زمنية قصيرة.
وهكذا حال القراءة إن كانت لهدف تنمية وترقية فكر الشخص نفسه، إن كان لغرض عيش متعة ومغامرة التنقل بين السطور وبين الأفكار المختلفة، وإن كانت من أجل تطويرك كشخص في هذه الحياة لا فقط تطويرك وظيفياً أو تطويرك اجتماعياً عبر إبهار الآخرين باستعراض مخزونك المعرفي.
نحن شعب «كنا نقرأ» وبالتالي «كنا نفكر»، لكننا ابتعدنا كثيراً عن طيات الكتب، وحتى أجيالنا الحالية لم يعد اهتمامها على الأقل بالروايات مثلاً كما كان اهتمامنا بها، وحتى نحن كثير منا ابتعد عن القراءة شيئاً فشيئاً، وباتت الكتب تمثل لبعضنا «خلفيات» مناسبة ومثالية للصورة حينما نشارك في أي اجتماع مرئي.
من السهل جداً أن تقرأ كتاباً أو «تحفظ» معلومة لتأتي بعدها وتوظفها في مقطع مصور سواء أكان قصيراً أم طويلاً، وبغض النظر إن كانت النية «الشو» أو «نقل المعلومة»، لكن الفيصل في كل هذا يتمثل في قناعة الشخص نفسه، إذ هل هو يقرأ ليفكر شخصياً، أم يقرأ ليجعل الآخرين يفكرون فيه؟!
لكن بعيداً عن هذه الجدلية التي سببها «هوس» الالتصاق بوسائل التواصل الاجتماعي وما تجلبه من شهرة وانتشار للسمعة سواء أكانت إيجابية أم سلبية، تظل عملية القراءة وما تستجلبه من تداعيات وتأثيرات مسألة ذات تأثير أصيل في المجتمعات التي تحرص على كونها أوساطاً حضارية وذات ثقافة إنسانية راقية.
ولماذا نقرأ هنا؟! لأن أول أمر إلهي وجه لرسولنا الكريم صلوات الله عليه كان «إقرأ»، ولأن كثيراً من الفلاسفة وعظماء المؤلفين والمؤرخين وباني الحضارات اتفقوا على أن نهوض أي حضارة وامتداد أي أمة يكون بتقديس القراءة وما تجلبه من وعي وتطوير للمجتمع، وأنك إن كنت تريد «هدم حضارة» فلست محتاجاً لحرق الكتب مثلما فعل المغول والتتار في الإرث الثقافي العربي، بل فقط عليك جعل الناس تكف عن قراءه الكتب، مثلما قال الأديب الأمريكي راي برادبوري.
القراءة فيها متعة، وبغض النظر عما تقرؤه، كيف أنك حين تمسك كتاباً وتنغمس فيه تدرك أنك تسبر أغوار عالم آخر ببعد مختلف، وهذا ينطبق على بعض البشر ممن تستهويهم الأفلام وحضورها في دور السينما، إذ يقول بعضهم إن تلكما الساعتين داخل صالة السينما تجعلانه ينغمس تماماً في تفاصيل الفيلم ودقائق سيناريوهاته ومنعطفاته، ناسياً كل شؤون حياته اليومية وواضعاً إياها في حالة «جمود فكري» فترة زمنية قصيرة.
وهكذا حال القراءة إن كانت لهدف تنمية وترقية فكر الشخص نفسه، إن كان لغرض عيش متعة ومغامرة التنقل بين السطور وبين الأفكار المختلفة، وإن كانت من أجل تطويرك كشخص في هذه الحياة لا فقط تطويرك وظيفياً أو تطويرك اجتماعياً عبر إبهار الآخرين باستعراض مخزونك المعرفي.
نحن شعب «كنا نقرأ» وبالتالي «كنا نفكر»، لكننا ابتعدنا كثيراً عن طيات الكتب، وحتى أجيالنا الحالية لم يعد اهتمامها على الأقل بالروايات مثلاً كما كان اهتمامنا بها، وحتى نحن كثير منا ابتعد عن القراءة شيئاً فشيئاً، وباتت الكتب تمثل لبعضنا «خلفيات» مناسبة ومثالية للصورة حينما نشارك في أي اجتماع مرئي.