أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والمفوض العام لجناح البحرين في الإكسبو الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن جناح البحرين الوطني "آثار خضراء" بمعرض الإكسبو ميلانو 2015 يوثق الاعتزاز الذي يشعر به كل مواطن بحريني بتراثه الثقافي والزراعي الذي حملته هذه الأرض لما يزيد عن 4000 عام.وأوضحت الشيخة مي، خلال تدشين البحرين أمس لجناحها الوطني بالمعرض، بحضور عدد من كبار الشخصيات والوسائل الإعلامية والمهتمين بالشأن الثقافي والبيئي، أن مشاركة البحرين في إكسبو ميلانو 2015، والذي يأتي بعنوان "تغذية الكوكب.. طاقة من أجل الحياة"، تعد الأضخم من بين مشاركتها في المحافل العالمية المختلفة.وأعربت عن سعادتها بأن تكون المملكة حاضرة وبكل قوة بمعرض عالمي كإكسبو ميلانو.وقالت اليوم نملك الفرصة لنبني بيننا وبين العالم جسوراً ننقل عبرها تراث بلادنا، جمال بيئتنا ونثبت أننا جزء من الجهد الدولي لحماية كوكبنا.وأضافت هذه فرصة لنروّج للبحرين بحضارتها العريقة ومكوّناتها الثقافية المتميزة كوجهة لسياحة ثقافية عالية المستوى في المنطقة نمتلك مقوّماتها الأساسية.وأشارت إلى أن المواقع الأثرية العديدة بالمملكة والتي أدرج اثنان منها على قائمة التراث العالمي، موقع قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ، إضافة إلى المتاحف والأنشطة الثقافية السنوية من مهرجانات ومعارض مختلفة، كلها تعطي البحرين قيمتها الاستثنائية في المنطقة كمركز ثقافي سياحي فريد من نوعه.وذكرت أن المشاركة في إكسبو ميلانو 2015 ستتيح التعريف بالإنجازات الحضارية العريقة للمملكة.ولفتت إلى أن جناح المملكة في الإكسبو جاء تتويجاً للجهود الكبيرة التي تبذلها كل الجهات في البحرين لتوثيق وتأريخ المتداخلات الإنسانية والبيئية التي أثرت على المكان ونسيجه، ونقلها إلى العام كتجربة حضارية رائدة.وأوضحت أن هذه الأرض تختزل سيرة حضارات بأكملها، وعبر التراث الثقافي والزراعي لمملكتنا هنا في الإكسبو نرصف المسافات ما بين شعبنا وشعوب العالم.وأعربت عن تقديرها لجهود السفير الإيطالي بالبحرين في متابعة تطورات إنجاز الجناح الوطني للمملكة حتى آخر لحظة، معبّرة كذلك عن امتنانها لكل القائمين على الجناح الذي يستعرض أجمل إنتاجات وإبداعات أبناء البحرين الحضارية والثقافية.وشهد افتتاح جناح البحرين في إكسبو ميلانو 2015 حضوراً كبيراً من الزوار الذين أشادوا بالإرث الثقافي الزراعي الفريد الذي تمتلكه البحرين، والذي يعرض من خلال حدائق فاكهة متنوعة، إضافة إلى احتكاكهم بالهوية الثقافية المتميزة للبحرين من خلال مضيفي المعرض الذين ارتدوا ملابس صممت خصّيصاً للمعرض من المصممة البحرينية هند مطر وبتذوق أكلات بحرينية أصيلة من ابتكار الطاهية البحرينية ناريس قمبر.وتعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار، من خلال الجناح الوطني، على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد للمملكة، حيث تتمحور فكرة الجناح حول تقديم مشهدٍ طبيعيٍ مستمرٍ مكونٍ من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهةٍ معينةٍ أصليةٍ في البحرين.وتبلغ مساحة جناح "آثار خضراء" حوالي 2000 متر مربع، وهو تفسير متميز للتراث الثقافي الزراعي للمملكة الذي تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في عمق التاريخ.وتثمر أشجار الفاكهة بالجناح في أوقات مختلفة بالتزامن مع فترة إقامة الإكسبو الذي سيستمر لمدة ستة أشهر، ويحتوي كذلك الجناح الوطني على قطع وتحف أثرية تستحضر التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين، إضافة إلى الأساطير العديدة التي كانت تتداول حول البحرين، من بينها الاعتقاد الشائع بكونها موقع جنة عدن ووصفها بأرض المليون نخلة.ويحتوي جناح البحرين على مقهى خاص يقدم مجموعة مختارة من المأكولات البحرينية، حيث جرى تدريب عدد من الطهاة الإيطالييين من أجل تحضير قائمة الطعام التي ستقدم فيه، وإضافة إلى ذلك فإن البحرين تشارك في الإكسبو بكتاب طبخ يحيي الوصفات والمأكولات الشعبية والذكريات المتعلقة بها، وسيكون بإمكان زوار الإكسبو معاينة وشراء الكتاب، كذلك فإن الملابس التي يرتديها مرشدو الجناح تتناغم تصاميمها مع الأشكال والخصائص المعمارية للجناح، الأمر الذي يجسّد سعي جناح "الآثار الخضراء" لاستعراض التقليد والابتكار معاً.واستخدمت في بناء جناح "آثار خضراء" ألواح خرسانية بيضاء مسبقة الصنع، وستنقل هذه الألواح إلى البحرين بعد انتهاء المعرض ليعاد تشييد الجناح ليصبح حديقة نباتية بديعة. وتجدر الإشارة إلى أن الألواح مسبقة الصنع التي يتألف منها مبنى الجناح، والتي تظهر من خلال الوصلات التي تربطها ببعضها البعض، هي إشارة إلى الأشكال الهندسية المتأصلة والمتميزة في آثار البحرين.وفي تاريخ 4 سبتمبر 2015، وهو اليوم الوطني الخاص بجناح البحرين والذي اختاره منظمو الإكسبو، سيكون بإمكان الزوار الاستمتاع بتجربة الضيافة والثقافة البحرينية الأصيلة، والتي تشمل القهوة البحرينية والرسم التقليدي بالحناء، فضلاً عن عروضٍ مباشرة لحياكة السلال وصناعة الصناديق الخشبية التقليدية، كما سيستضيف جناح"الآثار الخضراء" أيضاً فرقة قلالي الشعبية في أداء مميز من موسيقى الفِجْري، والتي تستحضر تراث صيد اللؤلؤ في البحرين وعرضٍ أزياء للملابس البحرينية التقليدية.ويدعم عمل جناح البحرين في الإكسبو، والذي يتمثّل في نشر الوعي حول أهمية التراث الزراعي للمملكة، سفراء الجناح الوطني، وهم عالية المؤيد، وخالد المحرقي، وناريس قمبر، وريم المعلا وأحمد طالب، والذين يمثّلون نطاقاً واسعاً من الصناعات والتخصصات، تشمل التغذية، الفن، الهندسة المعمارية، التصميم، والدفاع عن البيئة، وكلها مجالات ذات صلة بشعار الإكسبو الرئيسي، وهو "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة".وبالتزامن مع منتدى القهوة العالمي المنعقد من 28 سبتمبر إلى 1 أكتوبر، سيستمتع حضور الجناح بالذوق البحريني في القهوة والموسيقى من خلال كوخٍ مبني بطريقة مستدامة من أشجار النخيل المحلية تحاكي أجواؤه العريش التقليدي، وستكمل هذه الأجواء ألحان موسيقية تؤديها فرقة محمد بن فارس للفنون الشعبية.ومعرض إكسبو ميلانو 2015 عالمي غير تجاري ذو ميزات مبتكرة وفريدة من نوعها، وهو يتعدى كونه مجرد معرض، وإنما هو في الحقيقة منظومة فاعلة وقائمة بحد ذاتها يشارك فيها عدد كبير من الأطراف تحت شعار "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة". يعتبر المعرض حدثاً مستداماً وتكنولوجياً استثنائياً، وهو مبني على مواضيع ومفاهيم محددة موجهة لزواره ومرتاديه، ويشارك في الإكسبو الذي سيقام من 1مايو إلى 31 أكتوبر 2015 أكثر من 140 مشاركاً، وتغطي رقعة الأرض العملاقة التي سيقام عليها نحو مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يستقبل على مدى أيامه الـ184 أكثر من 20 مليون زائر.