من المستحيل ونحن نعيش على وقع حياة جديدة ومختلفة كلية، أن نتغافل عن السؤال الآتي: ماذا تعلمنا من جائحة «كورونا» (كوفيد19)؟ هذه الجائحة التي غيَّرت خارطة العالم بأسره، ولم تُبقِ أي شيء من معالم الحياة السابقة سوى بعض الوميض.

هناك كثير من الدروس المستفادة من عاصفة الجائحة، بعضها دروس مؤلمة جداً، وبعضها في غاية الأهمية، ومن واجبنا معرفة ما يمكن أن نستخلصه كدولة وكمجتمع من الدروس لنتعلم من تجاربنا في فترة الجائحة الكثير، وذلك أسوة ببقية الدول والحضارات التي عصفت بها الشدائد. وألا تكون الجائحة مجرد تاريخ في حياتنا، فقط لنقول، ما قبل الجائحة أو ما بعدها.

علمتنا «كورونا» أن نغير نمط حياتنا بشكل كامل، وأن تكون لدينا استعدادات احتياطية ضخمة تحسباً لكل أزمة متوقعة في المستقبل قد تنال منَّا ما تنال. يجب أن نفهم أن الأنماط الحياتية الاعتيادية لم تعد تجدي نفعاً في ظل الظروف الطارئة، ولهذا يجب أن تكون حياتنا عبارة عن حزمة من التغييرات والاستعدادت لما هو قادم.

علمتنا «كورونا» أن نلتزم بالجانب الصحي من حياتنا، وأن ندقق فيما نأكل وما نشرب، وأن نغير من ثقافة هذا المسلك بشكل كليٍّ حتى نحصن أنفسنا من شر الأمراض والأوبئة. كما يجب علينا الاهتمام بقضايا الصحة العامة، والصحة النفسية خاصة، وهذا له ارتباط مباشر بأهمية الإدمان على ممارسة الرياضة ومتعلقاتها.

علمتنا «كورونا» أن نرسخ قيم التكنولوجيا واقتحام العوالم الرقمية بكل ثقلنا، حتى نستطيع مواكبة العصر، وألا نكون على هامش هذا العالم، بل علينا أن نقتحم فضاء «المعلوماتية» لنكون من روادها لا من مستهلكيها.

علمتنا «كورونا» أن نستبدل كثيراً من طواقم العاملين في القطاعين، أو أن نقوم بتدريبهم تدريباً مغايراً لما اعتادوا عليه. فلا يكفي العمل من المنزل، بل علينا التدقيق في جودة العمل وسرعته، وأن يكون العاملون في هذا الحقل من المبدعين والمنتجين، لا أن يكون العمل من المنزل هروباً من المسؤولية والعمل الجاد والمتقن. فما يقوم به بعضهم اليوم لا علاقة له بتصورنا وطموحنا هذا، بل هو عمل أشبه بالهروب من العمل، أو عمل يحكمه المزاج الشخصي، وهذا الأمر لن يتأتى إلا من خلال قوانين صارمة وواضحة تؤكد قيم العمل الإلكتروني لكن بشكله الاحترافي، لا على طريقة «خذوه فغلُّوه»، فبعض الموظفين حتى الآن لم يستوعبوا الدرس!