وليد صبري
قالت استشاري الأمراض الروماتيزمية وهشاشة العظام د. سحر سعد إن «المرضى الذين يعانون من الأمراض الروماتيزمية المناعية لاسيما مرضى الروماتويد يمنعون من الصيام بشكل جزئي وليس كلياً، لاسيما من يتناولون أدوية وعقاقير بيولوجية تتسبب في ظهور أعراض جانبية قد لا يتحملها المريض خلال فترة صيامه، لكنه يستطيع أن يصوم بشكل طبيعي بعد أن تتحسن حالته بعد يوم أو يومين، على حسب الحالة».

وأضافت في تصريحات لـ «الوطن»، أن «مرضى هشاشة العظام الذين يتناولون أدوية وعقاقير مرة كل شهر «على الريق» أي قبل أن يتناول المريض أي طعام، أو قبل نزول أي طعام أو شراب إلى معدته، ففي هذه الحالة يمكن تأجيل العلاج إلى ما بعد رمضان، وبالتالي لن تكون هناك أية آثار جانبية لو تم تقديم العلاج أو تأخير العلاج نحو أسبوع قبل أو بعد رمضان».

وتابعت «فيما يتعلق بمن يأخذون الإبر كل 6 أشهر، فإنه في حال صادف الموعد في شهر رمضان، يأخذ المريض الإبرة دون أدنى مشكلة، وإذا كانت الإبرة سنوية، وصادف الموعد في رمضان، يفضل تأخيرها إلى ما بعد رمضان، لما للإبرة السنوية من أعراض جانبية تسبب التعب للمريض، لاسيما الآلام الشديدة في العضلات والسخونة، وبالتالي المريض يكون في حاجة إلى تناول السوائل لذلك يفضل تأجيلها إلى ما بعد رمضان».

وفي رد على سؤال حول مرضى الروماتويد الممنوعين من الصيام خلال رمضان، أفادت بأن «المنع جزئي وليس منعاً كلياً، فمثلاً المريض الذي يتناول عقاراً بيولوجياً خاصة ما يتعرض له المريض من تعب بعد تناول العقار البيولوجي، والآثار الجانبية بعد الجرعة، فمن الممكن أن يفطر المريض حتى تستقر الأمور ولا يشعر بأي تعب».

وذكرت أن «مريض الروماتويد يستطيع أن يصوم بصورة طبيعية إذا كان قادراً على ذلك، وربما بعض المرضى يعانون من غثيان نتيجة تناول عقاقير خاصة بالروماتويد فهؤلاء بإمكانهم الإفطار حتى تستقر حالاتهم، وبالتالي ليس هناك منع مطلق لصيام مرضى الروماتويد».

ونوهت إلى أن «الثابت أن مرضى الروماتويد بشكل عام يصومون، أما إباحة الإفطار في حالات معينة تتطلب الإفطار لفترة معينة وليس الشهر كله».

وقالت إن «هناك بعض مرضى الروماتويد قد يعانون من السكري أو الضغط وربما يكون لذلك تأثير على صحة المريض، ولكن على حسب الحالة المرضية والصحية للمريض، حيث إن الطبيب المختص هو من يحدد صيام المريض من عدمه».

وحذرت «المرضى الذين يعانون من الأمراض المناعية الروماتيزمية ومرضى الروماتويد، من زيادة الوزن»، مشددة على «ضرورة المحافظة على اللياقة بممارسة الرياضة وتخفيف الوزن لأن زيادة الوزن تؤثر سلباً على المفاصل، نظراً لأن رمضان فرصة كبيرة لزيادة الوزن، نتيجة تناول السكريات بطريقة غير متوازنة، وبالتالي وزن المريض يزيد ويؤثر ذلك بشكل سلبي على المفاصل، كما أنه يؤثر بشكل مباشر على مريض الروماتيزم الذي يعاني من السكري خاصة إذا كان يعالج بالكورتيزون وبالتالي يصعب وصف علاج الكورتيزون للمريض إذا كان مستوى السكري عالياً».

وفيما يتعلق بمريض النقرس، أفادت د. سحر سعد بأنه «يجب أن ينتبه مريض النقرس إلى نوعية الغذاء الذي يتناوله خلال شهر رمضان، حيث يجب أن يقلل من كمية البروتينات الكبيرة التي يتناولها خاصة اللحوم الحمراء وتجنب شرب المياه الغازية والمواد التي تحتوي على الكافيين، لأنه في هذه الحالة يتعرض لنوبات نقرس شديدة».

ونوهت إلى أن «الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الصيام يحسن من الحالة العامة لمريض الروماتويد ويقلل من نشاط المرض، ومع الصيام، درجة الالتهاب تقل، لاسيما وأن الصيام يقلل من سرعة الترسيب، ويقلل من درجة الالتهاب، ومن ثم يقلل من نشاط مرض الروماتويد وبالتالي يصبح المريض في حالة أفضل».