القاهرة - (أ ف ب): انطلق أمس رسمياً سباق الانتخابات الرئاسية الأولى بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك تحت ضغط ثورة شعبية في فبراير 2011، وذلك مع فتح باب الترشيح لهذه الانتخابات التي ستجرى جولتها الأولى في 23 و24 مايو المقبل. وقد أعلن عدد كبير من الشخصيات من كافة الأطياف السياسية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، عزمهم الترشح لهذه الانتخابات الرئاسية التي يشترط القانون أن يحصل المتقدم إليها على دعم 30 نائباً منتخباً في مجلس الشعب أو على تأييد 30 ألف ناخب من 15 محافظة مختلفة.ومن أبرز المرشحين الحاليين للرئاسة الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس للوزراء في عهد مبارك أحمد شفيق ووزير الإعلام الأسبق منصور حسن والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي الناصري حمدين صباحي والمحامي الإسلامي سليم العوا إضافة إلى الحقوقي اليساري الشاب خالد علي.كما أعلن النائب أبو عز الحريري عزمه الترشح رسمياً للانتخابات التي يتردد أيضاً أن اللواء عمر سليمان، المدير العام السابق للمخابرات العامة المصرية سيرشح نفسه لها.ويُشترط في من يُنتخب رئيساً، أن يكون مصرياً من أبوين مصريين، وأن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية، وألا يكون قد حمل أو أياً من والديه جنسية دولة أخرى، وألا يكون متزوجاً من غير مصرية، وألا يقل سنه عن 40 سنة. وكان إعلان منصور حسن قبل يومين عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة أثار جدلاً واسعاً إذ اعتبر البعض أن «صفقة تمت» بين المجلس العسكري الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين تم بموجبها الاتفاق على الدفع به إلى الانتخابات. وأعلن حزب الوفد الليبرالي تأييده لمنصور حسن إلا أنه تراجع عن هذا القرار وأكد أنه سيتم مناقشة الأمر مجدداً بعد أن احتجاج شباب الحزب. ونقلت الصحف المصرية عن عمرو موسى قوله «هناك صفقة تمت لا محالة في ما يخص مرشح بعينه» في إشارة إلى منصور حسن. ونفى منصور حسن الذي يشغل الآن موقع رئيس المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري قبل 3 أشهر الاتهامات مؤكدا انه «لم يحصل على دعم» جماعة الإخوان أو المجلس العسكري قبل إعلانه الترشح، مؤكداً أنه يتمنى أن يحظى بتأييدهما.وكان الفريق أحمد شفيق، أول من تقدم لتقديم طلب ترشحه رسمياً كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة المصري اليوم. وأكد شفيق، عقب قيامه بسحب استمارة الترشيح من مقر اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات في القاهرة، أن المشرفين على حملته الانتخابية بدأوا بالفعل في جمع التوكيلات من المؤيدين له، دون أن يستبعد في الوقت نفسه حصوله على تأييد 30 عضواً من نواب مجلسي الشعب والشورى.من جانبه قال الأمين العام للجنة العليا لانتخابات الرئاسة المستشار حاتم بجاتو إنه تم تسليم نماذج توكيلات المرشحين للرئاسة إلى فروع الشهر العقاري على مستوى الجمهورية. في السياق نفسه، استمر تسجيل المصريين بالخارج في قاعدة بيانات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، بعد أن أطلقت اللجنة موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت يوم 3 مارس الجاري. وأعلنت اللجنة على الموقع أن المصريين بالخارج الذين سجلوا بياناتهم في الانتخابات البرلمانية لن يحتاجوا إلى التسجيل مجدداً إلا في حالة الانتقال من دولة لأخرى. وسوف يغلق باب الترشيح لانتخابات الرئاسة في 8 ابريل المقبل على آن تعلن القائمة النهائية للمرشحين في 26 ابريل بعد إتاحة الفرصة لتقديم طعون على المرشحين.وأعلن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي عدم ترشحه للرئاسة معتبراً أن النظام السابق ما زال قائماً رغم مرور عام على ثورة 25 يناير. وتأتي الانتخابات خلال المرحلة الانتقالية المضطربة التي أصبح فيها الجيش هدفا للانتقادات والاتهامات بانتهاج نفس السياسات القمعية لنظام مبارك وبالرغبة في الحفاظ على امتيازاته الاقتصادية وخصوصاً عدم خضوع ميزانيته لرقابة برلمانية.