عواصم - (وكالات): أعلن مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة نشرت مقاتلات «إف 22» في الإمارات العربية المتحدة على وقع تزايد التوتر بين إيران وجيرانها المتحالفين مع واشنطن، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إن أي جهود دولية لوقف البرنامج النووي الإيراني، أو أي عمل عسكري ضد طهران، يجب ألا تتصدره إسرائيل، بل تقوده الولايات المتحدة». ولم يوضح المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف اسمهم عدد المقاتلات التي تم إرسالها إلى قاعدة الظفرة الجوية. وأكد متحدث باسم سلاح الجو الأمريكي أن عدداً من الطائرات تم نشره في المنطقة، دون ذكر القاعدة الجوية أو إيران. وأشارت المايجور ماري دونر جونز إلى أن «سلاح الجو الأمريكي نشر مقاتلات إف 22 في المنطقة. ومثل عمليات الانتشار هذه تعزز العلاقات بين الجيشين وتساهم في تعزيز الأمن الإقليمي وتحسن العمليات الجوية المشتركة». من جهته، لفت المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جون كيربي للصحافيين إلى أن هذا الانتشار «طبيعي تماماً» لكونه يندرج في إطار إعادة تموضع القوات الأمريكية في المنطقة بعد انسحاب الجنود الأمريكيين من العراق. ويأتي نشر الطائرات على وقع تصاعد التوتر بين الإمارات وإيران بعد زيارة أجراها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في 11 أبريل الماضي إلى جزيرة أبو موسى وهي إحدى الجزر الإماراتية الثلاث في الخليج التي تحتلها إيران منذ 1971. وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن بيع أسلحة تضم رادارات وبطاريات صواريخ دفاعية إلى الإمارات العربية المتحدة بـ 3.48 مليارات دولار. وتنتشر حاملتا طائرات أمريكيتان في الوقت الراهن في الخليج مع السفن التي تواكبها. وانتقدت إيران الخطوة الأمريكية في الإمارات، معتبرة أن ذلك «يعرض أمن المنطقة للخطر». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنباراست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «لا نؤيد أبداً وجود قوات أجنبية في المنطقة. لا ننصح بلدان المنطقة بأن تقدم دعماً لوجودها». واعتبر أن «على البلدان الإقليمية الاستعانة بالتعاون الجماعي لتوفير أمنها». وتردد هذه التصريحات صدى انتقادات عبر عنها وزير الدفاع أحمد وحيدي الذي قال إن «عمليات انتشار من هذا النوع هي مؤذية وغير مجدية في آن. وهدفها نفسي بالدرجة الأولى وترمي إلى بث الشعور بعدم الأمان في المنطقة». من جهته، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك أن تفضي المحادثات بين إيران والدول الكبرى الست إلى تسوية الأزمة بشأن برنامج طهران النووي. وقال باراك خلال اجتماع لجمعية الصحافة الأجنبية في القدس المحتلة إن «محادثات مجموعة 5+1 مع إيران لا توحي لي بالثقة». وتعتزم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا عقد جولة جديدة من المحادثات مع طهران في 23 مايو الجاري في بغداد بعد جولة سابقة جرت في 14 أبريل الماضي في إسطنبول. وقال باراك «قد أبدو متشائماً، لكن إسرائيل لا يمكن أن تسمح لنفسها بأن يتم خداعها، آمل أن أكون مخطئاً، لكن من واجبي تجاه الإسرائيليين بصفتي وزيراً للدفاع ألا أتجاهل المخاطر». وباراك الذي يعتبر مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤيداً لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، شكك مراراً في فاعلية العقوبات الدولية المفروضة على طهران لحضها على وقف نشاطاتها النووية المثيرة للجدل. من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت إن أي جهود دولية لوقف البرنامج النووي الإيراني، أو أي عمل عسكري ضد طهران، يجب ألا تتصدره إسرائيل، بل تقوده الولايات المتحدة. وأضاف أن «الملاذ الأخير هو العمل العسكري، وأنا أفضل أن يكون عملاً أمريكياً بدعم من المجتمع الدولي، في حال أن كل الجهود الأخرى ستبوء بالفشل». وأضاف أولمرت أن الحكومة الأمريكية يجب أن تقرر أيضاً مدى ونطاق أي عمل عسكري، قائلاً إن «إسرائيل بالتأكيد يمكن أن تكون جزءاً من هذا الجهد، ولكن إسرائيل لا ينبغي أن تقوده». من ناحية أخرى، وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمراً تنفيذياً يمنح وزارة الخزانة مزيداً من السلطات لملاحقة الأفراد والجماعات الذين يحاولون التهرب من العقوبات الأمريكية على إيران وسوريا. وقالت الوزارة إن الأمر يعطيها «سلطة جديدة لتشديد العقوبات الأمريكية على إيران وسوريا». وأضافت في بيان «تملك الوزارة الآن القدرة على إعلان هوية الأفراد والكيانات الأجانب الذين يشاركون في تلك الأنشطة المراوغة والخداعية وبوجه عام منع الوصول إلى الأنظمة المالية والتجارية الأمريكية». من جانب آخر، قالت إيران إنها قد ترد على قرار كندا إغلاق قسم التأشيرات في سفارتها في طهران والذي يستخدمه آلاف الإيرانيين، باتخاذ «إجراء مماثل». وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست «لقد قال الكنديون إن قرارهم استند إلى إجراءات بخفض التكاليف، ولكننا سنرد على أي عمل يتسبب في متاعب لمواطنينا».