وكالات
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دول القطب الشمالي، إلى إدراج الملفات العسكرية في المحادثات التي تجريها بشأن مستقبل المنطقة، مبدياً قلقاً من انتشار قوات أجنبية في النرويج، قرب الحدود الروسية.

تصريحات لافروف وردت لدى مشاركته في اجتماع وزاري لـ"مجلس القطب الشمالي" في ريكيافيك.

وأفادت وكالة "رويترز" بأن المجلس أُسّس في عام 1996 لإقامة حوار سلمي بين دول القطب، وسكانه الأصليين، بشأن مسائل، مثل حماية البيئة والتنمية المستدامة، مستعبداً الملفات العسكرية والأمنية.

وأشارت الوكالة إلى تصاعد التوتر في المنطقة، في السنوات الأخيرة، إذ باتت دول حذرة من النشاط العسكري لبعضها بعضاً في القطب.

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن روسيا واصلت في السنوات الأخيرة، تعزيز انتشارها العسكري في القطب الشمالي، فأعادت فتح قواعد ومدرجات طيران، وتحديثها، بعدما كانت مهجورة منذ الحقبة السوفييتية.

ويضمّ المجلس 8 دول، هي روسيا والولايات المتحدة وكندا والدنمارك والسويد وفنلندا والنرويج وأيسلندا، إضافة إلى منظمات تمثل السكان الأصليين في القطب الشمالي، و13 دولة بصفة مراقب، بينها الصين.

انتقادات روسية للنرويج

وقال لافروف خلال اجتماع "مجلس القطب الشمالي": "من المهم توسيع علاقاتنا الإيجابية داخل المجلس، لتشمل المجال العسكري أيضاً".

وأشارت "رويترز" إلى أن الوزير الروسي اقترح الاثنين أن يعقد قادة القوات المسلحة في دول المجلس، اجتماعات منتظمة لنزع فتيل أي توترات محتملة.

وتطرّق لافروف إلى سماح النرويج، وهي عضو في "حلف شمال الأطلسي" ولديها حدود وجيزة مع روسيا، الشهر الماضي للولايات المتحدة بتشييد منشآت في 3 من مطاراتها، وإحدى قواعدها البحرية.

وقال الوزير، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع "مجلس القطب الشمالي": "نحن قلقون بشأن ما يجري قرب حدودنا مع النرويج. جارتنا النرويج، التي لم تعتمد أبداً مبدأ وجود دائم لجيش أجنبي (على أراضيها)، قرّرت تعديل تشريعاتها" في هذا الصدد.

توتر جيوسياسي

وأفادت "فرانس برس" بأن روسيا تولّت، الخميس، الرئاسة الدورية للمجلس، خلفاً لأيسلندا، في وقت بات القطب الشمالي منطقة توتر جيوسياسي متعاظم، إذ يشهد مناورات عسكرية بلغت مستوى يُعتبر سابقة، منذ نهاية الحرب الباردة.

وناقش أعضاء المجلس ملف الاحتباس الحراري المتسارع في المنطقة، وظروف تنمية النقل البحري واستثمار الموارد الطبيعية الهائلة التي تحويها، والذي بات أكثر سهولة مع تقلّص مساحة الجليد.

وكان تشكيك إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بتغيّر المناخ، خلال الاجتماع السابق للمجلس، في فنلندا عام 2019، حال دون اعتماد إعلان مشترك، إذ رفضت الولايات المتحدة أن يتضمّن إشارة إلى الاحتباس الحراري.

ونقلت "فرانس برس" عن ميكا ميريد، وهو خبير في شؤون القطب الشمالي بكلية العلوم السياسية في باريس، قوله: "تعتمد إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن وإدارة ترمب، الرؤية ذاتها التي تستند إلى القول إن الولايات المتحدة عادت إلى القطب الشمالي، وهي من روّاد التعاون" في المنطقة.

وأضاف: "إدارة ترمب كانت تفعل ذلك على صعيد رهانات مرتبطة بالطاقة والأمن. أما إدارة بايدن فستركّز على مسائل أخرى، مثل المناخ. ولكن في الحالتين تبقى الدينامية ذاتها: الولايات المتحدة عادت". وتابع: "ثمة ضغوط قوية جداً في واشنطن، للعودة إلى منتدى لمناقشة المسائل العسكرية".

لافروف وبلينكن

وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن التقيا الخميس في ريكيافيك، للمرة الثانية خلال 24 ساعة.

وذكرت أن اللقاء الثاني كان وجيزاً، وجرى "على الواقف". وعرضت صورة للوزيرين، قائلة: "التُقطت هذه الصورة للوزيرين لافروف وبلينكن في محادثة حية، على هامش الجلسة الوزارية لمجلس القطب الشمالي في ريكيافيك"، كما أفادت "روسيا اليوم".

وقالت زاخاروفا في وقت سابق إن اللقاء الشخصي الأول الذي عقده الوزيران في ريكيافيك الأربعاء، كان غنياً ومثمراً. وأضافت: "شعر الصحافيون الذين حضروا اللقاء، بما في ذلك الروس والأميركيون والمحليون، بذهول إلى حدّ ما، من مدى الشكل البنّاء الذي بدأ به هذا اللقاء". وأشارت إلى أن اللقاء "استمرّ لفترة أطول ممّا كان مقرراً".

وقال بلينكن خلال لقائه لافروف الأربعاء: "إذا تمكّن قادة روسيا والولايات المتحدة من العمل من خلال التعاون، سيكون العالم مكاناً أكثر أماناً". ونبّه في الوقت ذاته إلى أن واشنطن ستردّ، في حال صدور "تصرّف عدائي" من موسكو، وفق "فرانس برس".

أما لافروف فذكر أن موسكو "مستعدة لمناقشة كلّ الأمور، شرط أن يكون النقاش صادقاً ويستند إلى الاحترام المتبادل".

وكان الوزير الروسي وصف منطقة القطب الشمالي بأنها "أرضنا"، مندداً بنزعات "عدائية" للدول الغربية في المنطقة، من خلال "الأطلسي" والنرويج. وأضاف الاثنين أن "النشاط العسكري" الروسي في القطب، "قانوني وشرعي تماماً".

وعلّق بلينكن على تصريحات لافروف، مشدداً الثلاثاء على وجوب الامتناع عن "عسكرة" المنطقة.