يرى البعض أن «حماس» التي دخلت في حرب مع إسرائيل هي التي انتصرت، ففلسفة الأمور بطريقة ما يمكن أن توصل إلى هكذا استنتاج رغم حجم الخسائر الهائل الذي تكبدته هذه المنظمة ومن بجانبها من منظمات وتكبدتها غزة والعديد من مدن الضفة الغربية والقدس وتكبدها الفلسطينيون، حيث الاستمرار في إطلاق الصواريخ من غزة على المدن الإسرائيلية نحو أسبوعين من دون توقف يمكن أن يعتبر - بهكذا تفكير - انتصاراً، على الأقل من باب أن إسرائيل لم تتمكن من الوصول إلى معرفة كيف ومن أين يتم إطلاقها، وأيضاً من باب أن إسرائيل هي التي بادرت بالإعلان عن قبول وقف إطلاق النار الذي عمد السياسيون في العالم طوال فترة الحرب إلى جعله واقعاً.

الملاحظ أن «محور المقاومة» صار يردد بصوت عالٍ أن الانتصار على إسرائيل تم من دون مشاركة «حزب الله» وإيران وسوريا والعراق واليمن والمنظمات التابعة لها، ويقول «لو أنها» شاركت لكان في ذلك نهاية إسرائيل!

أما الرد على هكذا قول فيتم عبر التساؤل عن السبب الذي جعل المنتمين لهذا المحور يكتفون بدفع «حماس» إلى المواجهة وجعل الفلسطينيين يعانون من قصف إسرائيل ليل نهار ولم يشاركوا لنيل شرف الانتصار رغم كل الذي حصل، ورغم ترديدهم في كل حين بأن هذا النوع من المشاركة يمكن أن يزيل إسرائيل من الوجود؟ لهذا فإن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا هو هل ضحى «محور المقاومة» بـ «حماس» ومن معها والفلسطينيين فقط ليقول إنه «قادر» على إزالة إسرائيل في أي وقت.. «لو أراد»؟

هذه مسألة ينبغي أن تخضع لكثير من البحث والدرس والتحليل، فأن يكون هذا المحور قادراً على إنزال الهزيمة بإسرائيل و«محوها من الوجود» ولا يفعل رغم توفر الفرصة وتوفر التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية فشيء عجيب، خصوصاً وأنه يمتلك «فيلق القدس» الإيراني الذي روجوا له بقوة وبلغت شهرته الآفاق!