قبل أيام، شنّت الشرطة الألمانية حملة مداهمات واسعة ضد جمعيات مرتبطة بحزب الله الإرهابي، في عملية تدور بالأساس حول "التمويل".
ولسنوات كان معروفا أن تلك المليشيا تجمل الأموال من الاتجار في المخدرات وتجارة السيارات المستعملة وغيرها من الأنشطة، لكن العملية الألمانية كشفت عن جمع أموال بدعوى إغاثة أطفال، وتوجيهها في النهاية إلى الإرهاب.
واعتادت الجمعيات، التي تعمل في شبكة حزب الله في ألمانيا، نشر رسائل ومقاطع مصورة يظهر فيها أطفال يتامى، وأبناء قتلى الحزب في عملياته، للعب على الجانب العاطفي للمتبرع، والخروج منه بأعلى مبلغ ممكن، وفق تقرير لمجلة فوكس الألمانية "خاصة".
وبالتزامن مع المداهمات، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، في بيان لها، حظر جمعيات "العائلة اللبنانية الألمانية"، و"مينشن فور مينشن/الإنسان للإنسان"، و"جيب فريدين/أعطني سلام"، المرتبطة بحزب الله.
لكن الحظر والمداهمات كانا يهدفان إلى ضرب شبكة تابعة لمنظمة "الشهيد" التابعة للمليشيا اللبنانية، وتجمع ملايين اليوروهات تحت ستار إغاثة أبناء قتلى حزب الله، لكنها توجه في النهاية إلى العمل العسكري.
ونقلت مجلة فوكس الألمانية عن مصادر لم تسمها إن الجمعيات الثلاثة المحظورة حديثا في ألمانيا، كانت تجمع الأموال لصالح منظمة الشهيد.
وتابعت المصادر "كانت التبرعات التي تجمعها الجمعيات المحظورة باستخدام صور ومقاطع أطفال، معفاة من الضرائب، لأنها تجري تحت ستار العمل الخيري الذي يحظى بإعفاءات ضريبية ضخمة في ألمانيا"، مضيفة "لذلك، يمكن القول أن الدولة الألمانية شاركت بشكل غير مباشر في دعم حزب الله".
ومؤسسة شهيد تعد من أهم أركان منظومة حزب الله المالية، ويشغل جواد نور الدين منصب مدير الجمعية، وهو شخصية قيادية تضعها واشنطن على قائمة الإرهاب.
ووفق المجلة الألمانية، فإن حزب الله يجمع الأموال أيضا من التجارة في الأدوية والمواد البترولية، رغم الصعوبات التي يعانيها الشعب اللبناني اقتصاديا في الفترة الراهنة، وصعوبة توفير مثل هذه الاحتياجات.
ورغم حظر حزب الله والجمعيات القريبة منه، لا يزال قرابة 1000 من عناصره يعيشون طلقاء في الأراضي الألمانية، وفق ما نقلته المجلة عن تقرير لهيئة حماية الدستور.
كما أن بعض الجمعيات والمراكز الدينية القريبة من المليشيا اللبنانية، تخفي انتمائها وارتباطها، وتعمل في الوقت الحالي على أنها جمعيات دينية مستقلة، وفق المجلة.
وفي أبريل/نيسان 2020، حظرت ألمانيا حزب الله اللبناني بشكل كامل على أراضيها، في وقت كان يوظف فيه الحزب 1050 من العناصر النشطة.
وفي هذا الوقت، شنت الشرطة مداهمات ضد جمعيات ومراكز إسلامية تابعة لحزب الله في برلين وبريمن وشمال الراين ويستفاليا، بتهم دعم شبكة الإرهاب التابعة للحزب، وجمع التبرعات، وتجنيد المتعاطفين، وتوفير الخدمات اللوجستية.
وبعد الإجراءات المتعاقبة، لم يعد بإمكان حزب الله تشغيل جمعيات ومراكز إسلامية لنشر البروباجندا في ألمانيا، أو توظيف جمعيات لجمع التبرعات، كما لم يعد بإمكان عناصر ومؤيدي الحزب أو حتى المتعاطفين معه، رفع شعاراته وأعلامه في أي مكان في الأراضي الألمانية.