اعتبر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، أن المؤسسة العسكرية تمر بـ"أزمة كبيرة" قابلة للاستفحال، جراء الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

جاء ذلك خلال زيارة يجريها جوزيف عون إلى فرنسا بدعوة من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة، الجنرال فرنسوا لو كونتوار.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، أن الزيارة تهدف للاطلاع على حاجات الجيش وبحث سبل دعمه في ظل المرحلة الدقيقة التي يعيشها لبنان وخاصة على الصعيد الاقتصادي.

وبحسب البيان، التقى وزير الدفاع اللبناني ظهر اليوم الثلاثاء، نظيره الفرنسي في كلية الدفاع الرسمية، حيث أقيمت له مراسم استقبال، ثم عقدا لقاءاً بحثا خلاله وضع الجيش اللبناني والتحديات التي يواجهها.

وشدد لو كونتوار على ضرورة دعم الجيش بشتى الوسائل لمساعدته على الاستمرار في القيام بمهامه العديدة، وكيفية توفير سبل مساعدة العسكريين على تجاوز الوضع الاقتصادي الدقيق.

من جهة ثانية، التقى عون وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في مكتبها بمقر وزارة الدفاع، وشكرها على دعم بلادها المستمر للجيش اللبناني، قائلا إن "فرنسا تقف دوما إلى جانب الجيش اللبناني عبر المساعدات والهبات وبرامج التدريب المشتركة، وتُعتبر إحدى أهم الدول الداعمة لنا".

ولفت عون إلى أن "الجيش اللبناني يمر بأزمة كبيرة، آيلة للازدياد بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردّي الذي يعاني منه لبنان، والذي قد يزداد سوءا عند رفع الدعم".

من جهتها، شدّدت بارلي على ضرورة دعم الجيش اللبناني الذي يُعتبر الركيزة الأساسية لوحدة لبنان واستقراره.

ولاحقا، انتقل قائد الجيش إلى مبنى قيادة هيئة الأركان المشتركة، حيث استمع إلى إيجاز واطلع على المهام التي يقوم بها الجيش الفرنسي.

وتحدث "عون" عن خفض موازنة الجيش سنويا، بحيث أصبحت الأموال لا تكفي حتى نهاية العام، موضحاً أن "المؤسسة العسكرية بادرت إلى اعتماد سياسة تقشف كبيرة من تلقاء نفسها، تماشياً مع الوضع الاقتصادي".

وتابع متسائلا: "أتريدون جيشاً أم لا؟ أتريدون مؤسسة قوية صامدة أم لا؟.. المطلوب من الجيش مهمات كثيرة وهو جاهز دائماً، لكن ذلك لا يمكن أن يقابَل بخفض مستمر ومتكرر للموازنة ونقاشات حول حقوق العسكريين".

وأردف: "تحدثنا مع المعنيين لأن الأمر يؤثر على معنويات العسكريين، ولكننا لم نصل إلى نتيجة (..) لا يهمهم الجيش أو معاناة عسكرييه".

وتأثر الجيش اللبناني بشكل كبير جراء اأازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان مع انهيار القدرة الشرائية لرواتب ضباطه وعناصره، وسط حديث عن عمليات فرار من صفوفه نتيجة الأزمة.

وكان قائد الجيش أطلق خطاباً في مارس/أذار الماضي وصف بالتاريخي تطرق إلى معاناة البلد نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وأن الجيش هو جزء من هذا الشعب ويعاني مثله.