محرر الشؤون المحلية
أكد رجال أعمال وأصحاب شركات مقاولات، أن التطور المعماري في الزبارة كان وراءه رؤية اقتصادية قامت على استقطاب أصحاب الحرف والصناعات وتوفير البيئة المناسبة لهم للاستقرار في إقليم الزبارة.
وبينوا، أن انضواء الحرفيين والمهنيين تحت سيادة الدولة الخليفية كان بسبب ما لمسوه من حريات في ممارسة عقائدهم وتوفير العدالة وتشجيع الصناعات، وفق فكر اقتصادي مستنير.
واستشهد رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية علي مرهون، بالبنية التحتية لمملكة البحرين اليوم، والتي تعتبر من أفضل المدن على مستوى الخليج، وقال إنها لم تأت من فراغ، وإنما بناء على فكر ورؤية استباقية لصناعات المستقبل رآها حكام الدولة الخليفة قبل ثلاثة قرون عندما أسسوا دولتهم في إقليم الزبارة وعمروا شبه جزيرة قطر، وشيدوا فيها القلاع والموانئ، واستقطبوا الصناع والبنائين من جميع منطقة الخليج العربي.
وقال مرهون: "إن أجدادي ممن شاركوا في تعمير أرض البحرين حيث كان جدي خلف بن مرهون المسجن، على تواصل مع الشيخ علي بن عيسى آل خليفة وكان من البنائين للعروش والبرستيات كما أن جدي الحاج علي بن مرهون كان أيضاً على صلة بالشيخ سلمان بن حمد آل خليفة".
وأشار مرهون، إلى أن المميزات التي وجدها أصحاب المهن والمهارات الفنية والصناعات الحديثة في ذاك الوقت، بإقليم الزبارة جعلهم يقررون البقاء هناك ويوطنون صناعاتهم لعدة عقود حتى ترسخت جذور عوائلهم في شبه جزيرة قطر، وقد كان من الصعب أن يترك هؤلاء المدينة الأكثر تطوراً وازدهاراً وهي الزبارة، والانتقال إلى مقر الحكم الجديد في البحرين، إلا بعد أن تيقنوا أن حكام الدولة الخليفية سيفتحون مجالات أكبر لأعمالهم وصناعاتهم، ولذلك كان الانتقال سلساً، وخرجوا بعوائلهم وعشائرهم إلى البحرين التي أصبحت مركزاً للحكم.
ووصف مرهون تلك المرحلة الانتقالية، بالمفصلية في بناء البحرين الحديثة التي كانت في تلك الفترة لا يوجد فيها أي تطور صناعي أو معماري، قبل مجيء حكام الدولة الخليفة لها وفتحها على يد الشيخ أحمد بن محمد الفاتح طيب الله ثراه.
وقال: "إن التحالف الوجداني لعشائر المنطقة مع حكام الدولة الخليفة، قد ظهر جلياً في عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة عندما جاء إلى البحرين، وجاء معه من القبائل والجماعات الأخرى من الصناع والبنائين وسكنوا المحرق"، لافتاً إلى أن البحرين مازالت تحتضن بنائين من أصول عمانية استقروا في البحرين منذ تلك الحقبة ولم يغادروها.
أثر سمعة الزبارة في جذب الحرفيين
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية خلف حجير، أن حكام الدولة الخليفة كانت لهم رؤية شاملة لبناء الدولة، لم تنظر إلى ثقافة أو عرق أو طائفة بعينها، وإنما استوعبوا كل تلك الثقافات في مجتمع متكامل استند على الصناعة كأحد أهم عوام النمو والازدهار للدول.
ونوه بالبعد الاجتماعي لمنظومة الحكم الخليفي في الزبارة، والتي كان لها الأثر الكبير في قرار العديد من العوائل وأصحاب الحرف والمهن بأن ينتقلوا من الزبارة التي تمتعت بسمعة كبيرة من التطور والازدهار، والتوجه إلى البحرين باعتبارها مركز الحكم لجميع توابعها، وهو ما يؤكد ثقة هؤلاء الحرفيين في حكم آل خليفة وقدراتهم على إيجاد بنية تحتية متطورة أيضاً في البحرين باعتبارها مقراً مختاراً للحكم بعد الزبارة.
وقال حجير: "إن الجميع عاش في كنف حكم الدولة الخليفية وهو يشعر بالاستقرار والأمان وتوفير سبل التطور الصناعي، ولذلك ازدهرت البحرين بسرعة وأصبحت من أهم مراكز صنع القرار في منطقة الخليج العربي، ولم يقتصر التطور على الحرف والصناعات، ولكن اشتمل على وضع قوانين تحكم العلاقة بين أفراد المجتمع وتحفظ الحقوق وفق منظومة حكم عادل يستطيع أن يفرض سلطته على الجميع بعدالة يرضاها كافة الأطراف".
وأشار حجير إلى الرؤية السياسية لحكم آل خليفة في علاقاتهم مع الدول المجاورة والحكام ورؤساء القبائل في نجد والكويت، وأثر ذلك في اتخاذ عوائل وحرفيين قرار الانتقال بعائلاتهم إلى البحرين رفقة لحكام الدولة الخليفية، وقال: "إن حكام جزر البحرين وتوابعها تميزوا بعلاقات ود وأخوة مع حكام المنطقة منذ فجر تاريخ نشأة دول الخليج ثم ظهور مجلس التعاون الخليجي".
ولفت حجير إلى مشروعات البنية التحتية في البحرين والتي كانت الأكثر تطوراً في المنطقة منذ بداية القرن العشرين، وهي الفترة التي عمل فيها حكام الدولة الخليفية على تأسيس دولة حديثة، وقال: "إن تنوع مصادر الدخل للدولة بدأت مع وجود صناعات متطورة ومتنوعة أسهمت في أن تكون البحرين موقعاً اقتصادياً هاماً".
العدالة المجتمعية
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة حفيرة وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة البحرين السابق عيسى عبدالرحيم، أن الدولة الخليفية ومنذ تأسيسها في الزبارة على يد الشيخ محمد بن خليفة الكبير، كانت مركزاً للتعددية الثقافية والفكرية والدينية والمذهبية، وهو ما أسهم في استقرار صناعات وحرف فيها، ثم اتخاذهم قرار الانتقال إلى البحرين بصفتها مقر الحكم الذي اختاره حكام الدولة الخليفة لتوابعهم في شبه جزيرة قطر والزبارة.
وقال عبدالرحيم "إن العدالة المجتمعية من أسس الحكم الرشيد، وقد وفر حكام آل خليفة الكرام، تلك العدالة لجميع المواطنين دون تفرقة بين عرق ودين".
وأوضح أن أحد أبرز الأسباب في تطور وازدهار الزبارة، هو تنوع الصناعات والحرف فيها بعدما وفد إليها الحرفيين من جميع مناطق الخليج العربي، وبتشجيع من حكام الإقليم في ذاك الوقت ورعايتهم للفئات التي يحتاجها المجتمع وبناء الدولة، وظهر ذلك بوضوح في القلاع التي بنيت في الزبارة وشبه جزيرة قطر، وشق قناة مائية للسفن التجارية لتصل إلى قلعة صبحا، وكذلك صناعة السفن والأسلحة لحماية الدولة من الغزاة.
وقال: "إن عوامل الأمن والاستقرار وحماية التجارة وإطلاق الحريات، جعلت الصناع والعمال المهرة يتوافدون بقوة للدولة الخليفية".
كما تطرق عبد الرحيم إلى هجرة الأيدي العاملة الصناعية التي رافقت حكام الدولة الخليفية للبحرين بعد انتقال مقر الحكم من الزبارة. وقال: "إن البحرين كانت بدائية قبل دخولها تحت السيادة الخليفية لكنها شهدت نمواً كبيراً في فترة وجيزة مع دخولها تحت السيادة الخليفية، حيث وفروا البنية التحتية لتطوير الصناعات بشتى أشكالها وعززوا النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن الرؤية الاستشرافية الشاملة للدولة الخليفية لما يحمله المستقبل من تطور، كان العامل الأساس في أن تزدهر البحرين وتوابعها لتكون منارة العمران والعلم والمعرفة.
أكد رجال أعمال وأصحاب شركات مقاولات، أن التطور المعماري في الزبارة كان وراءه رؤية اقتصادية قامت على استقطاب أصحاب الحرف والصناعات وتوفير البيئة المناسبة لهم للاستقرار في إقليم الزبارة.
وبينوا، أن انضواء الحرفيين والمهنيين تحت سيادة الدولة الخليفية كان بسبب ما لمسوه من حريات في ممارسة عقائدهم وتوفير العدالة وتشجيع الصناعات، وفق فكر اقتصادي مستنير.
واستشهد رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية علي مرهون، بالبنية التحتية لمملكة البحرين اليوم، والتي تعتبر من أفضل المدن على مستوى الخليج، وقال إنها لم تأت من فراغ، وإنما بناء على فكر ورؤية استباقية لصناعات المستقبل رآها حكام الدولة الخليفة قبل ثلاثة قرون عندما أسسوا دولتهم في إقليم الزبارة وعمروا شبه جزيرة قطر، وشيدوا فيها القلاع والموانئ، واستقطبوا الصناع والبنائين من جميع منطقة الخليج العربي.
وقال مرهون: "إن أجدادي ممن شاركوا في تعمير أرض البحرين حيث كان جدي خلف بن مرهون المسجن، على تواصل مع الشيخ علي بن عيسى آل خليفة وكان من البنائين للعروش والبرستيات كما أن جدي الحاج علي بن مرهون كان أيضاً على صلة بالشيخ سلمان بن حمد آل خليفة".
وأشار مرهون، إلى أن المميزات التي وجدها أصحاب المهن والمهارات الفنية والصناعات الحديثة في ذاك الوقت، بإقليم الزبارة جعلهم يقررون البقاء هناك ويوطنون صناعاتهم لعدة عقود حتى ترسخت جذور عوائلهم في شبه جزيرة قطر، وقد كان من الصعب أن يترك هؤلاء المدينة الأكثر تطوراً وازدهاراً وهي الزبارة، والانتقال إلى مقر الحكم الجديد في البحرين، إلا بعد أن تيقنوا أن حكام الدولة الخليفية سيفتحون مجالات أكبر لأعمالهم وصناعاتهم، ولذلك كان الانتقال سلساً، وخرجوا بعوائلهم وعشائرهم إلى البحرين التي أصبحت مركزاً للحكم.
ووصف مرهون تلك المرحلة الانتقالية، بالمفصلية في بناء البحرين الحديثة التي كانت في تلك الفترة لا يوجد فيها أي تطور صناعي أو معماري، قبل مجيء حكام الدولة الخليفة لها وفتحها على يد الشيخ أحمد بن محمد الفاتح طيب الله ثراه.
وقال: "إن التحالف الوجداني لعشائر المنطقة مع حكام الدولة الخليفة، قد ظهر جلياً في عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة عندما جاء إلى البحرين، وجاء معه من القبائل والجماعات الأخرى من الصناع والبنائين وسكنوا المحرق"، لافتاً إلى أن البحرين مازالت تحتضن بنائين من أصول عمانية استقروا في البحرين منذ تلك الحقبة ولم يغادروها.
أثر سمعة الزبارة في جذب الحرفيين
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية خلف حجير، أن حكام الدولة الخليفة كانت لهم رؤية شاملة لبناء الدولة، لم تنظر إلى ثقافة أو عرق أو طائفة بعينها، وإنما استوعبوا كل تلك الثقافات في مجتمع متكامل استند على الصناعة كأحد أهم عوام النمو والازدهار للدول.
ونوه بالبعد الاجتماعي لمنظومة الحكم الخليفي في الزبارة، والتي كان لها الأثر الكبير في قرار العديد من العوائل وأصحاب الحرف والمهن بأن ينتقلوا من الزبارة التي تمتعت بسمعة كبيرة من التطور والازدهار، والتوجه إلى البحرين باعتبارها مركز الحكم لجميع توابعها، وهو ما يؤكد ثقة هؤلاء الحرفيين في حكم آل خليفة وقدراتهم على إيجاد بنية تحتية متطورة أيضاً في البحرين باعتبارها مقراً مختاراً للحكم بعد الزبارة.
وقال حجير: "إن الجميع عاش في كنف حكم الدولة الخليفية وهو يشعر بالاستقرار والأمان وتوفير سبل التطور الصناعي، ولذلك ازدهرت البحرين بسرعة وأصبحت من أهم مراكز صنع القرار في منطقة الخليج العربي، ولم يقتصر التطور على الحرف والصناعات، ولكن اشتمل على وضع قوانين تحكم العلاقة بين أفراد المجتمع وتحفظ الحقوق وفق منظومة حكم عادل يستطيع أن يفرض سلطته على الجميع بعدالة يرضاها كافة الأطراف".
وأشار حجير إلى الرؤية السياسية لحكم آل خليفة في علاقاتهم مع الدول المجاورة والحكام ورؤساء القبائل في نجد والكويت، وأثر ذلك في اتخاذ عوائل وحرفيين قرار الانتقال بعائلاتهم إلى البحرين رفقة لحكام الدولة الخليفية، وقال: "إن حكام جزر البحرين وتوابعها تميزوا بعلاقات ود وأخوة مع حكام المنطقة منذ فجر تاريخ نشأة دول الخليج ثم ظهور مجلس التعاون الخليجي".
ولفت حجير إلى مشروعات البنية التحتية في البحرين والتي كانت الأكثر تطوراً في المنطقة منذ بداية القرن العشرين، وهي الفترة التي عمل فيها حكام الدولة الخليفية على تأسيس دولة حديثة، وقال: "إن تنوع مصادر الدخل للدولة بدأت مع وجود صناعات متطورة ومتنوعة أسهمت في أن تكون البحرين موقعاً اقتصادياً هاماً".
العدالة المجتمعية
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة حفيرة وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة البحرين السابق عيسى عبدالرحيم، أن الدولة الخليفية ومنذ تأسيسها في الزبارة على يد الشيخ محمد بن خليفة الكبير، كانت مركزاً للتعددية الثقافية والفكرية والدينية والمذهبية، وهو ما أسهم في استقرار صناعات وحرف فيها، ثم اتخاذهم قرار الانتقال إلى البحرين بصفتها مقر الحكم الذي اختاره حكام الدولة الخليفة لتوابعهم في شبه جزيرة قطر والزبارة.
وقال عبدالرحيم "إن العدالة المجتمعية من أسس الحكم الرشيد، وقد وفر حكام آل خليفة الكرام، تلك العدالة لجميع المواطنين دون تفرقة بين عرق ودين".
وأوضح أن أحد أبرز الأسباب في تطور وازدهار الزبارة، هو تنوع الصناعات والحرف فيها بعدما وفد إليها الحرفيين من جميع مناطق الخليج العربي، وبتشجيع من حكام الإقليم في ذاك الوقت ورعايتهم للفئات التي يحتاجها المجتمع وبناء الدولة، وظهر ذلك بوضوح في القلاع التي بنيت في الزبارة وشبه جزيرة قطر، وشق قناة مائية للسفن التجارية لتصل إلى قلعة صبحا، وكذلك صناعة السفن والأسلحة لحماية الدولة من الغزاة.
وقال: "إن عوامل الأمن والاستقرار وحماية التجارة وإطلاق الحريات، جعلت الصناع والعمال المهرة يتوافدون بقوة للدولة الخليفية".
كما تطرق عبد الرحيم إلى هجرة الأيدي العاملة الصناعية التي رافقت حكام الدولة الخليفية للبحرين بعد انتقال مقر الحكم من الزبارة. وقال: "إن البحرين كانت بدائية قبل دخولها تحت السيادة الخليفية لكنها شهدت نمواً كبيراً في فترة وجيزة مع دخولها تحت السيادة الخليفية، حيث وفروا البنية التحتية لتطوير الصناعات بشتى أشكالها وعززوا النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن الرؤية الاستشرافية الشاملة للدولة الخليفية لما يحمله المستقبل من تطور، كان العامل الأساس في أن تزدهر البحرين وتوابعها لتكون منارة العمران والعلم والمعرفة.