أسبوع مرّ على وقف التصعيد الأخير بين قطاع غزة وإسرائيل، بوساطة مصرية، لكن الرهان الأكبر يبقى على تهدئة طويلة الأمد، وهو ما تعمل عليه القاهرة.

مصادر إسرائيلية تحدثت عن توجيه دعوة مصرية للفلسطينيين والإسرائيليين لحوار غير مباشر، لتثبيت التهدئة وإطلاق عملية إعادة إعمار غزة.

وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، الخميس: "وجهت مصر الدعوة إلى إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية لإجراء محادثات في القاهرة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة".

وأضافت: "تشترط إسرائيل أن تجرى المباحثات من خلال قنوات منفردة، وأن أي تقدم في ملف إعادة إعمار القطاع مشروط بتقدم في مسألة الأسرى والمفقودين (لدى حماس)".

يُشار إلى أن مصر لم تعلن رسميا حتى اليوم عن وجود مثل هذه الدعوة، وكذلك الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي.

وجرت محاولات مصرية عديدة في السنوات الأخيرة، لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس التي تقول تل أبيب إنها تحتجز 4 من مواطنيها، بينهم جنديان منذ حرب 2014.

ووفق الهيئة العامة للبث الإسرائيلي فإن "ضابطا مصريا برتبة جنرال قد وصل إلى إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة طرح القاهرة بشأن المحادثات" التي لم يتم تحديد موعدها.

وكان وفد أمني مصري رفيع المستوى زار قطاع غزة ورام الله، الأسبوع الماضي، لتثبيت وقف إطلاق النار.

أشكينازي إلى مصر

وفي غضون ذلك، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه من المرتقب وصول وفد برئاسة وزير الخارجية جابي أشكنازي، إلى العاصمة المصرية، مرجحة أن يكون يوم الأحد، لشرح موقف تل أبيب من تثبيت التهدئة وإعادة الإعمار في غزة.

إلا أن القناة الإخبارية الإسرائيلية (12) لفتت إلى أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المصريون سيصلون إلى إسرائيل أو ما إذا كان وفد إسرائيلي سيغادر إلى القاهرة، لكن محادثات الوساطة حول الرغبة في التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد مستمرة".

وتابعت "من المنتظر أن يعقد لقاء مصري ـ إسرائيلي خلال الأيام المقبلة، بعد أن تكون فرق التفاوض المصرية قد اجتمعت مع ممثلي حماس في القاهرة".

وأشارت إلى وجود "محاولة حقيقية من قبل جميع الأطراف لمعرفة كيف يمكن التحرك نحو هدوء طويل، ولكن حتى اليوم، فإن المفاوضات عالقة".

وفي هذا الصدد، أوضحت أن "إسرائيل تريد أن تحدث بعض الأمور، مع الرغبة في عزل الوضع في القدس عن المحادثات، ووقف إطلاق البالونات من غزة، بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد مطالب الهدوء على المدى الطويل مرتبط بعودة الأسرى والمفقودين إلى إسرائيل، وهو بند قد تصر عليه تل أبيب بشكل خاص".

وكانت العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، قد شكرت مصر على نجاحها في التوسط بوقف لإطلاق النار في غزة بعد 11 يوما من العملية العسكرية الإسرائيلية "حارس الأسوار".

وأمس الأربعاء، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة ضمن جولة شرق أوسطية قادته لإسرائيل وفلسطين والأردن.

وقال نيد برايس، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أمس الأربعاء، إن بلينكن التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأعرب بلينكن عن تقدير الرئيس الأمريكي جو بايدن لجهود الوساطة المصرية الحاسمة التي يقودها السيسي، لدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس والجماعات الأخرى في قطاع غزة، ومساعدة القاهرة على إجلاء المواطنين الأمريكيين إلى بر الأمان، بحسب البيان.