مثلما أعلن مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بشأن ضرورة مراجعة الإجراءات المعنية بمواجهة فيروس كورونا بشكل دوري ومستمر، فإن الإجراءات التي اتخذت ودخلت فعليا حيز التنفيذ منذ دخول يوم أمس الجمعة، هي إجراءات لازمة بسبب ما شهدناه في الآونة الأخيرة.

في البحرين لدينا قائد حكيم هو جلالة الملك حفظه الله الذي يحرص أشد الحرص على سلامة شعبه والحفاظ على أبناءه، وكلماته السامية كانت بلسماً شافياً وأملاً لنا جميعاً، وفيها الكثير من تجديد الثقة بالله سبحانه وتعالى ثم في العمليات والإجراءات التي تقوم بها حكومة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله.

أرقام كبيرة للإصابات سجلت، وكذلك أرقام غير مسبوقة في الوفيات، وكلها دفعت لاتخاذ إجراءات عاجلة هدفها الحفاظ على أرواح الناس، إجراءات عبر تطبيقها والالتزام بالاحترازات والإرشادات سنعبر بإذن الله إلى بر الأمان، وهنا يأتي التذكير دائماً بالمسؤولية المجتمعية لكل منا في دعم جهود الدولة لمحاربة هذا الوباء وللحفاظ على أرواح الناس.

نحن جميعاً في هذا الوطن نتأثر بما يحصل له، وعليه فإن تنصل أياً منا بدوره ومسؤوليته تجاه إنجاح مساعي الحكومة وفريق البحرين هو بمثابة التخاذل وبمثابة التخلي عن تلبية نداء الوطن حينما يحتاجنا في الظروف الصعبة، إذ الوطن يقوى بأبنائه المخلصين له الساعين لإنجاح كل الخطط والعمليات الهادفة لضمان سلامة البحرين وأهلها.

لذلك الإجراءات التي طبقت هدفها تقليل هذه الأعداد المتزايدة، هدفها حماية الناس، وعليه فإن المطلوب منك يا مواطن شيء بسيط جداً لو تمعنت وفكرت فيه، المطلوب منك الالتزام بالتعليمات والاحترازات، إذ ما المشكلة في توخي الحذر وعدم التعرض للمخالطة عبر الإصرار على التجمعات العائلية أو الخارجية؟! وها هي المرافق أعيد إغلاقها حتى نمنح الجميع فرصة لمدة زمنية لوقف أي صورة من صور الاستهتار واللامسؤولية وإن كانت بحسن نية كما نؤمن، إذ لا نعتقد بأن أي إنسان يريد لنفسه أو عائلته الإصابة بهذا الوباء وبعدها يتعرض لمضاعفات لا يحمد عقباها أو يفقد أحباء وأعزاء رحيلهم لا يمكن تعويضه.

التسهيلات مستمرة تلك التي تقدمها الحكومة، ومع تقنين عملية العمل والاعتماد بشكل أكبر على العمل من المنزل والاقتصار على نسبة بسيطة مع تشديد عملية الفحص والتأكد من خلو الإصابات لدى الأشخاص الموجودين في مواقع العمل، ها هي الحكومة توجه لمد السقف الزمني لوقف القروض لستة أشهر إضافية حتى نهاية هذا العام وذلك تسهيلا للناس والتخفيف عليهم.

وعليه ليحرص كل منا على الالتزام بالاحترازات والإجراءات، من لم يتطعم ليفكر بأن الله سبحانه وتعالى يوجه عباده للأخذ بالأسباب ومن ثم التوكل عليه، بالتالي التطعيم وقاية بإذن الله من تأثير هذا الوباء وهو سبب إن شاء الله في إنقاذ عشرات الأرواح، العودة لممارسة حياتنا المعتادة أمر سيكون بإذن الله، لكن حتى ننجح في تجاوز هذه الأوقات الصعبة ليعتبر كل منا أنه مخالط لمصاب وليحاول الجلوس في منزله دون الخروج إلا للضرورة، ومن يضطر للعمل عليه أن يحرص على سلامته عبر تطبيق الإجراءات.

كلمة السر هي دائماً «الالتزام»، بالتالي لنلتزم رجاء لأجل البحرين، لأجل أنفسنا وعوائلنا وكل إنسان روحه غالية عليه وعلى من يحبونه.