سبق
حوّلت ميليشيا الحوثي المدارس الرئيسية في مناطق سيطرتها إلى معسكرات لتدريب الطلاب على القتال، تحت دعاوى "البرامج الصيفية".
وعلى الرغم من اجتياح فيروس كورونا مناطق سيطرتها حشدت الميليشيا مئات الطلاب في هذه المدارس ضمن مخطّط لغسل أدمغتهم على أمل إلحاقهم بدورات تدريب على استخدام الأسلحة.
وكشف معلّمون في مناطق سيطرة الحوثيين لصحيفة "البيان" الإماراتية، أنّه وبناءً على توجيهات المكتب التعليمي في قيادة الميليشيا، فقد تمّ فتح المدارس الكبيرة في صنعاء وضواحيها ومراكز المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا، وتحويلها إلى مراكز لبث الفكر الطائفي المتطرّف، بإشراف قيادات حوثية تتولى بث سمومها في عقولهم بما يحضهم على العنف والكراهية، عبر منشورات خاصة يتم إعدادها في دائرة التعبئة في قيادة الميليشيا، فضلًا على إلزام الملتحقين بالمعسكرات، الاستماع لمحاضرات مسجلة لزعيم الميليشيا تحرّض على العنف والقتال.
ووفق المعلمين: فإنّ المعسكرات الصيفية التي تفتح أبوابها تتم وسط انتشار مخيف لجائحة كورونا، تستهدف الطلاب بين 13 و17 عامًا؛ إذ يخضعون لما تسمى «دورات ثقافية» تستمر شهراً، مع تدريبات على القتال، ومن ثمّ اختيار عدد منهم ونقلهم لمعسكرات خاصة تقوم بتكثيف البرنامج التدريبي والفكري لهم، قبل إلحاقهم بوحدات خاصة للتدريب على القتال ومنحهم رواتب شهرية؛ حيث يتم نقلهم لجبهات محافظة الجوف والساحل الغربي تمهيداً للدفع بهم رسمياً لقيادة مجاميع من المقاتلين الذين يتم جلبهم من المناطق القبلية ودون الحصول على تدريب عالٍ على القتال.
وذكرت مصادر مطلعة أنّ فتح ميليشيا الحوثي لهذه المعسكرات يأتي بهدف تعويض آلاف العناصر الذين فقدتهم الميليشيا في جبهات القتال في محافظة مأرب منذ مطلع العام الجاري، مشيرة إلى أنّ الميليشيا تهدف لإيجاد احتياط عبر تجنيد الأطفال.
وأوضحت المصادر أنّ الميليشيا تعتمد على المديريات القريبة من صنعاء في حشد مزيد من العناصر للزج بها في جبهتَي القتال، مستهدفة مديريات بني مطر وسنحان وبني بهلول وخولان والحيمة وهمدان وبني حشيش.
يذكر أنّ النخب السياسية والفكرية في اليمن قد أطلقت في وقت سابق تحذيرات للسكان من مخاطر الاستجابة لضغوط ميليشيا الحوثي وإلحاق أبنائهم بالمعسكرات التي تشجع على العنف والكراهية وتطيل أمد الحرب والأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان في مناطق سيطرة الميليشيا.