ما تزال حقيبة أسرار نفوذ قاسم سليماني، المفتوحة، تكشف المزيد من تفاصيل نفوذ الرجل في مفاصل الدولة.

فبعد اعتراف وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤخرا، بتحكم مليشيات الحرس الثوري بوزارته، كشف زميله في وزارة الاستخبارات الإيرانية، في عهد الرئيس أحمدي محمود نجادي، صورة عن نفوذ أعتى لسليماني.

ففي مقابلة له مع موقع "روز بلاس" الإيراني، اليوم الأحد، قال وزير الاستخبارات السابق حيدر مصلحي، إنه خلال فترة توليه رئاسة هذه الوزارة في حكومة محمود أحمدي نجاد، أُسندت مسؤولية تلك الوزارة إلى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قُتل في غارة أمريكية مطلع العام الماضي.

وكشف مصلحي في المقابلة التي طالعتها مراسلة "العين الإخبارية" بطهران، وهو يسرد ذكريات السنوات الأربع التي قضاها في المنصب، عن صراع داخل وزارته، بين من يوصفون بأنهم "عناصر حزب الله في إيران"، وجهاز استخبارات الحرس الثوري، وما أسماه "تنظيم الحاج قاسم".

وعرّج الوزير الإيراني على نماذج من علاقة سليماني بوزارة الاستخبارات، منها اعتقال المعارض الإيراني البلوشي عبد الملك ريغي، وعملية إحضار عضو في وزارة الخارجية الإيرانية كان معتقلا بأفغانستان.

وعن الجزئية الأخيرة، لفت مصلحي إلى أن الأمر كان طيّ الكتمان، ولم يتم الإبلاغ عنه حينها في وسائل الإعلام، "ولكن من خلال اختراق طالبان، قمنا بهدوء بإحضاره إلى البلاد وانتهت القصة".

وفي سياق منفصل اعترف وزير الاستخبارات الإيراني السابق بقيام الأجهزة الأجنبية باختراق وزارته، وتجنيد عملاء لها في تلك الوزارة، مضيفاً: "في بعض الأحيان نعتقد أنه من المنطقي فقط أن نتسلل إلى جهاز العدو".

وكان حيدر مصلحي وزيرا للمخابرات في إيران من 2009 إلى صيف 2013، حيث أبعده الرئيس الحالي حسن روحاني فور وصوله إلى السلطة.

وتأتي تصريحات وزير المخابرات الإيراني السابق بعد نحو شهر من نشر ملف صوتي لوزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف، فضح فيه تورط قاسم سليماني في السياسة الخارجية للبلاد.