قال تقرير أمريكي، إن سفينة تابعة للبحرية الإيرانية، يُعتقد أنها متجهة إلى فنزويلا غادرت ميناءها في أواخر أبريل الماضي، وعلى متنها 7 زوارق هجوم صاروخي عالية السرعة.

وأوضح التقرير الذي أعدَّه المعهد البحري الأمريكي "يو إس إن آي"، وهو مؤسسة عسكرية غير ربحية تسعى إلى تقديم مناقشات مستقلة غير حزبية لمناقشة قضايا الدفاع والأمن القومي، أن السفينة الجديدة التابعة للبحرية الإيرانية "مكران"، شوهدت في 28 أبريل بعد مغادرتها ميناءً في إيران وعلى متنها الزوارق الهجومية السبع.

واستند التقرير إلى صور قدمتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية، إلى المعهد.

والأسبوع الماضي، نقلت مجلة "بوليتيكو" عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، لم تكشف هويتهم، أن وزارة الدفاع "البنتاغون" تعتقد أن السفينة الإيرانية "مكران" وفرقاطة إيرانية أخرى كانتا تبحران في الساحل الشرقي لإفريقيا، واتجهتا في النهاية إلى فنزويلا.

وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، "حقهم في العمل في جميع أنحاء العالم" عندما سئلوا عن توجه مكران إلى فنزويلا، وفقاً للتقرير.

ووفقاً لوكالة "إيران برس" الرسمية، فقد شدد المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده على "حق إيران القانوني في المرور عبر جميع البحار الدولية"، محذراً المسؤولين الأميركيين من "أي أعمال ضد السفن الإيرانية".

عائلة بيكاب

وبحسب التقرير، تتطابق خصائص الزوارق التي رصدتها الأقمار الاصطناعية مع خصائص عائلة "بيكاب" لزوارق الهجوم السريع متوسطة الحجم (FAC) التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وأوضح التقرير أن الحرس، الذي يعد مسؤلاً عن الأمن الساحلي لإيران ومضيق هرمز، استخدم زوارق مماثلة مجهزة بطوربيدات وصواريخ لمضايقة السفن الأميركية في الخليج.

ووفقاً للتقرير، يبلغ طول كل زورق صاروخي من الزوارق السبعة على متن السفينة مكران حوالي 57 قدماً (17.5 متراً).

وأوضح أن تلك الزوارق تتطابق مع عائلة بيكاب من زوارق الهجوم السريع متوسطة الحجم التي تديرها إيران. ويبلغ طول أحدث نوع من زوارق Peykaap-II (المعروف أيضا باسم فئة Bavar) 57 قدماً ويمكن أن تحمل صاروخين مضادين للسفن وطوربيدات مقاس 12.75 بوصة.

وأشار إلى أن الصواريخ التي تحملها تلك الزوارق تكون من نوع "كوثر" أو "نصر"، وهي مشتقة من نماذج صينية بمدى متواضع للغاية يبلغ حوالي 18 ميلاً بحرياً.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن السفينة ربما كانت تحمل معدات عسكرية أخرى لا تظهر بسهولة في الصور.

ناقلة معدلة

وبحسب التقرير، تعد مكران في الأصل ناقلة نفط معدلة، وهي أحدث وأكبر سفينة حربية تابعة للبحرية الإيرانية، ويقارن دورها الجديد بقاعدة البحرية الأميركية الاستكشافية (ESB)، فعلي غرار السفينة الأميركية، تم تصميم مكران البالغ طولها 755 قدماً لتكون قاعدة بحرية متنقلة للقوارب والطائرات الصغيرة القادرة على العمل في أي مكان حول العالم.

208474110 (2)


صورة عبر الأقمار الصناعية التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" للسفينة الإيرانية الحربية في ميناء بندر عباس 28 أبريل 2021 - via REUTERS

وأضاف التعديل الذي تم إجرائه على السفينة، سطحاً كبيراً، وقدرة على حمل القوارب وغيرها من المعدات على سطح السفينة، بالإضافة إلى بضائع إضافية داخل السفينة.

تسليح فنزويلا

وتبدي واشنطن قلقاً من أن فنزويلا قد تحاول الحصول على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية من إيران.

ولأنه تمت تغطية بعض الأجزاء في سطح السفينة، لم يكن من الممكن تقييم الحمولة الكاملة للسفينة.

وبحسب التقرير، تحدث النظام الحاكم في فنزويلا بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، علانية عن الحصول على أسلحة من إيران. وفي الوقت نفسه، ربما تكون القوات الخاصة الإيرانية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تساعد الجيش الفنزويلي بالفعل.

وأشار التقرير إلى أنه إذا تم تسليم تلك الزوارق بالفعل، فقد تشكل "عنصر قوة حرب غير متكافئة" داخل القوات المسلحة الفنزويلية.

ووفقاً لما أورده التقرير، حاولت البحرية الفنزويلية على مدى السنوات العديدة الماضية تعزيز سفنها الدفاعية الساحلية من خلال الاستحواذ على زوارق هجومية عالية السرعة لفرض مطالباتها الإقليمية على البحر الكاريبي.

وكانت مجلة "بوليتيكو" نقلت عن مصادر أن مسؤولين كبار في حكومة مادورو في كاراكاس، قالوا له إن "الترحيب بالسفن الحربية الإيرانية سيكون خطأً"، لكن ليس من الواضح ما إذا كان مادورو قد استجاب لذلك التحذير.

ورفض المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، تأكيد نقل تلك الزوارق على متن السفينة مكران، رداً على سؤال من جانب "يو إس إن آي"، الثلاثاء.

وقال كيربي للصحافيين: "القيادة الجنوبية لديها بالتأكيد القدرة على رعاية مصالحنا في هذا الجزء من العالم".

وتأتي الأنباء عن انتشار السفينة مكران في الوقت الذي تقترب فيه إيران وفنزويلا من بعضهما البعض. فكلا الحكومتين تخضعان لعقوبات من واشنطن، وتم تقييد وصولهما إلى السوق العالمية.

وفي العام الماضي، كشفت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن مسؤولين حكوميين فنزويليين كدسوا شحنات من الذهب –تعادل قيمتها 500 مليون دولار- على متن طائرات متجهة إلى طهران كدفعة مقابل الإسهام الإيراني في تنشيط مصافي البنزين المعطلة في فنزويلا.

وأضافت الوكالة أن تلك الشحنات، التي أسفرت عن انخفاض مفاجئ في أرقام الاحتياطي الأجنبي في فنزويلا، تركت البلد الذي مزقته الأزمة الاقتصادية بـ 6.3 مليار دولار فقط من الأصول بالعملة الصعبة، وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود.