كتبت ـ شيخة العسم: «سلاحنا البكاء أمام استهزاء الطالبات بنا» هكذا تقول إحدى المعلمات، بينما تضيف أخرى «هيبتنا ضاعت بين لائحة انضباطية صارمة والتهاون بتطبيقها»، في حين ردت وزارة التربية والتعليم، أن اللائحة الانضباطية تحكم العلاقة بين المدرس والطالب، والعقوبات تتدرج من التنبيه لتصل للفصل النهائي.يقول معلم «الطالب وولي أمره دوماً على حق والمدرس هو المخطئ»، ويضيف آخر «لا حيلة أمام المعلمين عندما يواجهون مثل هذه المواقف، قد ينتقلون لمدرسة أخرى، وهناك يواجهون المواقف ذاتها تتكرر». مواقف وطرائفوتتساءل المعلمة «ك . خ» كيف نتعامل مع الطلبة؟ وتضيف «عندما نكون أشداء يكرهوننا ويعاندون ويبدأ التحدي والشجار، وإذا اتخذنا جانب اللطف واللين فهذا يجعلهم يتمادون أكثر في عدم الاحترام». وتتحدث المعلمة عن أكثر من موقف واجهها مع الطلبة «لم يكن أمامي لقلة حيلتي سوى البكاء، القوانين الرادعة للطلبة والمنصفة للمعلمين غير مفعلة». وتسرد المعلمة إحدى المشاجرات «دفعتني إحدى الطالبات بقوة للوراء أمام الطالبات، والآن انتقلت من المدرسة إلى أخرى، ولكني لم أجد الاحترام في المدرسة الأخرى، وتعاملي أصبح مشدداً أكثر». وتقول معلمة أخرى «ليتنا نستطيع أن نعبر عما يجيش في دواخلنا تجاه الطلبة، الوزارة تحرم علينا التصريح، وتعاقبنا على أي تصريح لبيان حقائق الأوضاع في المدارس»، وهي تؤكد أن لائحة الانضباط لا تطبق ولا تعطي المعلم حقه، ولا تردع الطالبات عن احتقار المعلمة والاستهتار بها. وتضيف «مازالت هيبة المدرسين على المحك، بعد أن تقوى الطلبة بأولياء أمورهم، يقوون شوكتهم علينا، حصلت أمام أعيننا مواقف لطالبات يضربن ويمددن أيديهن على المدرسات، وليس أمام المعلمة إلا أن تجهش بالبكاء، وعندما يأتي ولي الأمر ينفي ويقول ولدي مربى، وينفون الحادثة جملة وتفصيلاً». وتقول المعلمة أم عبدالله «رغم أني مدرسة بالمرحلة الابتدائية إلا أن الطلبة متمردون وعنيفون، طالبة في الصف الخامس ابكت صديقتي المدرسة، ما دفعها لطلب النقل»، وتستدرك «هذا ليس حلاً أبداً، يجب ردع الطالب ورد حقوق المعلم، وعلى مدراء المدرسة أن يقفوا بصف الحق ولا يخافون من أولياء الأمور». من جانبه يذكر المدرس بوراشد «العنف ضد المدرس ظاهرة منتشرة، وإعلامنا العربي وضع المدرس بصورة شخص غبي يضربه الطلبة ويهزؤونه، أصبحنا تحت رحمة الطالب وولي أمره». ويضيف «خوفاً على رزقنا نمرر هذا العنف على مضض، ونهدئ المدرس خوفاً من الإضرار بمستقبل الطالب»، ويستدرك «القانون الموضوع ضد العنف والتعدي على المعلم ليس رادعاً، ويجب تشديد العقاب ورد كرامة المعلم». ويتابع «لائحة الإجراءت الخاصة بالوزارة لا تنصف المعلم بكل الأحوال، وولي الأمر دوماً على حق والمعلم هو المخطئ».«التربية ترد»وقالت وزارة التربية والتعليم لـ«الوطن» رداً على شكاوى المعلمين، إن جميع المدارس تتعامل مع مخالفات الطلبة على اختلافها بتطبيق المعالجات المذكورة في لائحة الانضباط الطلابي. وأكدت أن اللائحة تقضي بعدة عقوبات عند تعرض المعلم لاعتداء من الطالب، الأولى توقيفه عن الدراسة من 3 ـ 5 أيام مع استدعاء ولي أمره وأخذ تعهد كتابي عليهما، مع تقديم اعتذار مباشر وعلني، وتحذير الطالب بالمخاطر المترتبة على تكرار المخالفة. وتنص العقوبة الثانية على دراسة حالة الطالب في مجلس إدارة المدرسة، مع إمكانية توقيفه مدة أسبوع لنهاية الفصل الدراسي، وأخذ تعهد كتابي عليه وعلى ولي أمره، وإبلاغ الإدارة التعليمية بالإجراء المتخذ. وأضافت أن العقوبة تتدرج إلى دراسة وضع الطالب في مجلس الإدارة، وحرمانه من دخول امتحانات نهاية الفصل الدراسي، وأخذ تعهد كتابي على الطالب وولي أمره، وإبلاغ الإدارة التعليمية بالإجراء المقترح من المدرسة، مع ملاحظة توقيف الطالب لحين صدور قرار الحرمان بعد إجراء تحقيق رسمي حول المخالفة في فترة لا تزيد عن أسبوعين، أو إجراء تحقيق رسمي من قبل المحقق التربوي، وتوقيف الطالب عن الدراسة مدة عام دراسي واحد ونقله لمدرسة أخرى. ونبهت الوزارة إن العقوبة قد تصل إلى فصل الطالب نهائياً من الدراسة النظامية بقرار من وزير التربية والتعليم، أو تحويل الطالب إلى الجهات المعنية بعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية والتربوية المناسبة في الإدارة.وأكدت «التربية» أن المخالفة الخاصة بإساءة الأدب مع أعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية والفنية والمستخدمين في المدرسة، تندرج تحت 3 معالجات، الأولى توجيه وإرشاد الطالب وأخذ تعهد كتابي عليه مع إشعار ولي الأمر بذلك، أو توجيه وإرشاد الطالب مع أخذ تعهد كتابي عليه وعلى ولي أمره، أو توجيه وإرشاد الطالب مع أخذ تعهد كتابي عليه وعلى ولي أمره مع توقيفه من يوم إلى 3 أيام.بينما تتدرج المعالجة الثانية من عمل بحث عن أسباب المخالفة وتقديم المقترحات العلاجية المناسبة من قبل الأخصائي الاجتماعي، إلى دراسة حالة الطالب في مجلس الإدارة وتوقيفه عن الدراسة من 3 ـ 5 أيام، وإشعار ولي الأمر كتابياً بذلك، على أن يحضر الطالب بعد توقيفه برفقة ولي أمره لأخذ تعهد عليهما بعدم تكرار المخالفة، مع إنذار بالحرمان من دخول امتحانات نهاية الفصل الدراسي. وتشمل المعالجة الثالثة نظر مجلس الإدارة في أمر توقيف الطالب لمدة أخرى قد تصل فصلاً دراسياً واحداً، مع أخذ تعهد على الطالب وولي أمره، أو نظر مجلس إدارة المدرسة في أمر توقيف الطالب عن الدراسة حتى نهاية الفصل الدراسي، وحرمانه من دخول امتحانات نهاية الفصل الدراسي.
Bahrain
معلمات: البكاء سلاحنا الوحيد أمام استهزاء الطالبات
11 مايو 2015