قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الولايات المتحدة تُكافح لمواجهة التهديدات المتسارعة من جانب الفصائل الموالية لإيران في العراق، وذلك في ضوء حصول الأخيرة على أسلحة أكثر تطوراً مما يتوفر لديها، ولعل أكثرها خطورة طائرات مسيرة باستطاعتها استهداف مواقع حساسة، وفي الوقت ذاته تفادي الدفاعات الأميركية.
خلال الشهرين الماضيين، استخدمت تلك الفصائل 3 مرات على الأقل، طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات في هجمات ليلية ضد قواعد عراقية، بما في ذلك تلك التي تعتمد عليها وكالة المخابرات المركزية، ووحدات العمليات الخاصة، بحسب ما صرح به مسؤولون أميركيون.
واعتبر الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الشهر الماضي، أن الطائرات من دون طيار، "تُشكل تهديداً خطيراً" على مصالح بلاده في العراق، لافتاً إلى أن "الجيش يسارع إلى ابتكار طرق لمكافحتها".
ورقة رابحة
الصحيفة الأميركية، أشارت في تقرير، الجمعة، إلى أن إيران، التي أضعفتها سنوات من العقوبات الاقتصادية القاسية، تحاول استغلال الفصائل الموالية لها في العراق لتكثيف الضغط على الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، بغية تخفيف تلك العقوبات، كجزء من إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
ويرى كبير مسؤولي سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، مايكل مولروي أن التكنولوجيا التي يوفرها "فيلق القدس" الإيراني للجماعات المسلحة في العراق، جعلت الطائرات المسيرة أكثر تطوراً وبتكلفة منخفضة نسبياً. وأضاف: أنها "صفقة كبيرة، ومن أهم التهديدات التي تواجه جنودنا هناك".
ويعتقد مسؤول كبير في الأمن القومي العراقي، تحدث لـ"نيويورك تايمز"، أن الطائرات المسيرة، على الرغم مما تشكله من تحدٍّ وتهديد، لكنها مجرد أدوات وليست جوهر المشكلة. وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "هذه وسيلة ضغط. إيران تعاني اقتصادياً، وكلما زادت معاناتها زادت تلك الهجمات. المشكلة هي الصراع بين الولايات المتحدة وإيران".
300 هجوم
منذ أواخر عام 2019، نفذت الفصائل العراقية المدعومة من إيران أكثر من 300 هجوم ضد المصالح الأميركية، ما أسفر عن مصرع 4 أميركيين ونحو 25 آخرين معظمهم عراقيون، وفقاً لتقييم وكالة استخبارات الدفاع الذي نشر في أبريل الماضي.
وفي العام الماضي، ظهرت جماعات مسلحة لم تكن معروفة من قبل، أعلن بعضها مسؤوليته عن هجمات صاروخية على أهداف أميركية.
وتُعد هجمات صواريخ "الكاتيوشا" التي تنطلق من منصات متحركة الأكثر شيوعاً في العراق، واستهدفت بعضها السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، والقواعد العسكرية التي تضم حوالي 2500 جندي أميركي وآلاف من المتعاقدين العسكريين.
وفي المقابل، يقول بعض المحللين الأميركيين إن المسلحين يستهدفون الآن مواقع حساسة تضم طائرات أميركية متطورة وأخرى خاصة بالمراقبة، بهدف تعطيل قدرة الاستطلاع الأميركية في رصد التهديدات التي تواجهها في العراق.
ولردع تلك الهجمات، استخدمت الولايات المتحدة أسلحة متطورة مثل الطائرة المسيرة "MQ-9 Reaper"، في تنفيذ العديد من الضربات الحساسة، كتلك التي حدثت في يناير 2020، وأسفرت عن مصرع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس "الحشد الشعبي".
تكتيكات متغيرة
وأوضح مسؤولون أنه بينما طورت الولايات المتحدة دفاعاتها لمواجهة الصواريخ والقذائف التي تستهدف مواقعها في العراق، تُحلق الطائرات المسيرة التي تملكها فصائل موالية لإيران على ارتفاع منخفض للغاية، بحيث لا يمكن للدفاعات الأميركية اكتشافها.
وقبل منتصف ليل 14 أبريل الفائت، استهدفت غارة بطائرة مسيرة مقراً لوكالة المخابرات المركزية، وقال 3 مسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر إن الغارة استهدفت حظيرة طائرات داخل مطار في مدينة أربيل شمالي العراق.
وفي حين لم ترد أنباء عن إصابة أي شخص في الهجوم، لكنه أثار قلق مسؤولي البنتاغون والبيت الأبيض بسبب الطبيعة السرية للمنشأة وتعقيدات الضربة، والتي كانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أوردت تفاصيلها سابقاً.
وأثار هجوم مماثل بطائرة مسيرة في 8 مايو الفائت على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار مخاوف القادة الأميركيين بشأن التكتيكات المتغيرة للفصائل.
وقال الكولونيل واين ماروتو المتحدث باسم قوات التحالف في العراق، إن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات ولكنه ألحق أضراراً بحظيرة طائرات.
وبعد 3 أيام، ضربت طائرة من دون طيار أخرى "قاعدة حرير" شمال أربيل، التي تستخدمها قيادة التحالف في العمليات شديدة السرية. وقال مسؤولون إن الطائرة المسيرة المحملة بالمتفجرات تحطمت، ولم تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار، لكنها غذت المخاوف المتزايدة.
أدلة على تورط إيران
وعلى عكس هجمات سابقة طالت أهدافاً أميركية وتبنتها بعض الفصائل بشكل فوري، لا يحدث الأمر ذاته في حالة هجمات الطائرات المسيرة المعقدة، ولذلك يرجح مسؤولون أميركيون أن إيران تقف وراءها.
وأثناء زيارته إلى شمال شرقي سوريا الشهر الماضي، قال الجنرال كينيث ماكنزي، إن المسؤولين العسكريين يطورون أساليب جديدة لتعطيل الاتصالات بين الطائرات من دون طيار ومشغليها، وكذلك تعزيز أجهزة استشعار الرادار لتحديد التهديدات بسرعة أكبر، وإيجاد طرق فعالة لردعها.
وذكرت "نيويورك تايمز" نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين مطلعين، أنه في كل الهجمات المعروفة في العراق، حصل المحققون على بقايا طائرات من دون طيار، تشير التحليلات الأولية إلى أنها صنعت في إيران أو استخدمت تكنولوجيا قدمتها إيران.
ويقول محللون عسكريون إن تلك المسيّرات قادرة على حمل ما بين 10 و60 رطلاً من المتفجرات (4.5 - 27.2 كيلو غرام).
وأضافت الصحيفة أن "التكنولوجيا التي تعتمد عليها تلك المسيّرات تُشبه إلى حد بعيد تلك التي اتهمت المخابرات الأمريكية إيران بنقلها إلى الحوثيين في اليمن لشن هجمات ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وكلاء أصغر
ويشير مسؤولون عراقيون إلى أنه "على الرغم من اضطرار إيران إلى تخفيض التمويل المخصص للفصائل الكبرى الموالية لها في العراق بسبب أوضاعها المالية، لكنها استثمرت بدلاً من ذلك في وكلاء أصغر وأكثر تخصصاً لا يزالون يعملون داخل الجماعات الأكبر ولكن ليسوا تحت قيادتها المباشرة.
ويقول قادة أمنيون في العراق إن الجماعات التي تحمل أسماء جديدة هي واجهات للفصائل التقليدية القوية المدعومة من إيران، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
وأوضح المسؤول الأمني العراقي أن أعضاء الجماعات الأصغر المتخصصة يتلقون تدريباتهم في القواعد العراقية، وفي لبنان، وكذلك في إيران، على يد خبراء الحرس الثوري الذي يشرف على الفصائل التي تعمل بالوكالة عن طهران في الشرق الأوسط.
خلال الشهرين الماضيين، استخدمت تلك الفصائل 3 مرات على الأقل، طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات في هجمات ليلية ضد قواعد عراقية، بما في ذلك تلك التي تعتمد عليها وكالة المخابرات المركزية، ووحدات العمليات الخاصة، بحسب ما صرح به مسؤولون أميركيون.
واعتبر الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الشهر الماضي، أن الطائرات من دون طيار، "تُشكل تهديداً خطيراً" على مصالح بلاده في العراق، لافتاً إلى أن "الجيش يسارع إلى ابتكار طرق لمكافحتها".
ورقة رابحة
الصحيفة الأميركية، أشارت في تقرير، الجمعة، إلى أن إيران، التي أضعفتها سنوات من العقوبات الاقتصادية القاسية، تحاول استغلال الفصائل الموالية لها في العراق لتكثيف الضغط على الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، بغية تخفيف تلك العقوبات، كجزء من إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
ويرى كبير مسؤولي سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، مايكل مولروي أن التكنولوجيا التي يوفرها "فيلق القدس" الإيراني للجماعات المسلحة في العراق، جعلت الطائرات المسيرة أكثر تطوراً وبتكلفة منخفضة نسبياً. وأضاف: أنها "صفقة كبيرة، ومن أهم التهديدات التي تواجه جنودنا هناك".
ويعتقد مسؤول كبير في الأمن القومي العراقي، تحدث لـ"نيويورك تايمز"، أن الطائرات المسيرة، على الرغم مما تشكله من تحدٍّ وتهديد، لكنها مجرد أدوات وليست جوهر المشكلة. وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "هذه وسيلة ضغط. إيران تعاني اقتصادياً، وكلما زادت معاناتها زادت تلك الهجمات. المشكلة هي الصراع بين الولايات المتحدة وإيران".
300 هجوم
منذ أواخر عام 2019، نفذت الفصائل العراقية المدعومة من إيران أكثر من 300 هجوم ضد المصالح الأميركية، ما أسفر عن مصرع 4 أميركيين ونحو 25 آخرين معظمهم عراقيون، وفقاً لتقييم وكالة استخبارات الدفاع الذي نشر في أبريل الماضي.
وفي العام الماضي، ظهرت جماعات مسلحة لم تكن معروفة من قبل، أعلن بعضها مسؤوليته عن هجمات صاروخية على أهداف أميركية.
وتُعد هجمات صواريخ "الكاتيوشا" التي تنطلق من منصات متحركة الأكثر شيوعاً في العراق، واستهدفت بعضها السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، والقواعد العسكرية التي تضم حوالي 2500 جندي أميركي وآلاف من المتعاقدين العسكريين.
وفي المقابل، يقول بعض المحللين الأميركيين إن المسلحين يستهدفون الآن مواقع حساسة تضم طائرات أميركية متطورة وأخرى خاصة بالمراقبة، بهدف تعطيل قدرة الاستطلاع الأميركية في رصد التهديدات التي تواجهها في العراق.
ولردع تلك الهجمات، استخدمت الولايات المتحدة أسلحة متطورة مثل الطائرة المسيرة "MQ-9 Reaper"، في تنفيذ العديد من الضربات الحساسة، كتلك التي حدثت في يناير 2020، وأسفرت عن مصرع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس "الحشد الشعبي".
تكتيكات متغيرة
وأوضح مسؤولون أنه بينما طورت الولايات المتحدة دفاعاتها لمواجهة الصواريخ والقذائف التي تستهدف مواقعها في العراق، تُحلق الطائرات المسيرة التي تملكها فصائل موالية لإيران على ارتفاع منخفض للغاية، بحيث لا يمكن للدفاعات الأميركية اكتشافها.
وقبل منتصف ليل 14 أبريل الفائت، استهدفت غارة بطائرة مسيرة مقراً لوكالة المخابرات المركزية، وقال 3 مسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر إن الغارة استهدفت حظيرة طائرات داخل مطار في مدينة أربيل شمالي العراق.
وفي حين لم ترد أنباء عن إصابة أي شخص في الهجوم، لكنه أثار قلق مسؤولي البنتاغون والبيت الأبيض بسبب الطبيعة السرية للمنشأة وتعقيدات الضربة، والتي كانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أوردت تفاصيلها سابقاً.
وأثار هجوم مماثل بطائرة مسيرة في 8 مايو الفائت على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار مخاوف القادة الأميركيين بشأن التكتيكات المتغيرة للفصائل.
وقال الكولونيل واين ماروتو المتحدث باسم قوات التحالف في العراق، إن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات ولكنه ألحق أضراراً بحظيرة طائرات.
وبعد 3 أيام، ضربت طائرة من دون طيار أخرى "قاعدة حرير" شمال أربيل، التي تستخدمها قيادة التحالف في العمليات شديدة السرية. وقال مسؤولون إن الطائرة المسيرة المحملة بالمتفجرات تحطمت، ولم تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار، لكنها غذت المخاوف المتزايدة.
أدلة على تورط إيران
وعلى عكس هجمات سابقة طالت أهدافاً أميركية وتبنتها بعض الفصائل بشكل فوري، لا يحدث الأمر ذاته في حالة هجمات الطائرات المسيرة المعقدة، ولذلك يرجح مسؤولون أميركيون أن إيران تقف وراءها.
وأثناء زيارته إلى شمال شرقي سوريا الشهر الماضي، قال الجنرال كينيث ماكنزي، إن المسؤولين العسكريين يطورون أساليب جديدة لتعطيل الاتصالات بين الطائرات من دون طيار ومشغليها، وكذلك تعزيز أجهزة استشعار الرادار لتحديد التهديدات بسرعة أكبر، وإيجاد طرق فعالة لردعها.
وذكرت "نيويورك تايمز" نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين مطلعين، أنه في كل الهجمات المعروفة في العراق، حصل المحققون على بقايا طائرات من دون طيار، تشير التحليلات الأولية إلى أنها صنعت في إيران أو استخدمت تكنولوجيا قدمتها إيران.
ويقول محللون عسكريون إن تلك المسيّرات قادرة على حمل ما بين 10 و60 رطلاً من المتفجرات (4.5 - 27.2 كيلو غرام).
وأضافت الصحيفة أن "التكنولوجيا التي تعتمد عليها تلك المسيّرات تُشبه إلى حد بعيد تلك التي اتهمت المخابرات الأمريكية إيران بنقلها إلى الحوثيين في اليمن لشن هجمات ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وكلاء أصغر
ويشير مسؤولون عراقيون إلى أنه "على الرغم من اضطرار إيران إلى تخفيض التمويل المخصص للفصائل الكبرى الموالية لها في العراق بسبب أوضاعها المالية، لكنها استثمرت بدلاً من ذلك في وكلاء أصغر وأكثر تخصصاً لا يزالون يعملون داخل الجماعات الأكبر ولكن ليسوا تحت قيادتها المباشرة.
ويقول قادة أمنيون في العراق إن الجماعات التي تحمل أسماء جديدة هي واجهات للفصائل التقليدية القوية المدعومة من إيران، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
وأوضح المسؤول الأمني العراقي أن أعضاء الجماعات الأصغر المتخصصة يتلقون تدريباتهم في القواعد العراقية، وفي لبنان، وكذلك في إيران، على يد خبراء الحرس الثوري الذي يشرف على الفصائل التي تعمل بالوكالة عن طهران في الشرق الأوسط.