العين الاخبارية

في عام 1984، أقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية في سراييفو، في مرافق رياضية حديثة ومبهرة، حركت إشادات العالم، لكن بعد 8 سنوات، اندلعت حرب البوسنة، وتحول هتاف الجماهير في المرافق الرياضية إلى صرخات ألم ورعب، إلى أن سكن صمت الموت حتى اليوم.

ووفق موقع "ترافيل بوك" الألماني، فإن المرافق الرياضية التي شهدت أولمبياد سراييفو، تقف وكأنها مثل نصب تذكاري مهجور في المدينة، ولا يزال من الخطر زيارتها رغم انتهاء الحرب منذ عقود.

وعلى سبيل المثال، تحول مسار التزلج القديم إلى مخبأ للجيش البوسني، وجرى إنشاء قاعدة مدفعية فيه.

ولا تزال الألغام الأرضية منتشرة حول المنشآت الأولمبية حتى اليوم، حتى أن ثقوب الرصاص تظهر في جدران الملاعب.

وكان 8 فبراير/ شباط 1984 يوما مميزا لجمهورية البوسنة والهرسك، التي كانت في ذلك الوقت تابعة ليوغوسلافيا، لأنه شهد افتتاح الأولمبياد الشتوية في دولة شيوعية "آنذاك" لأول مرة في التاريخ.

وشارك رياضيون من 49 دولة للتنافس في مرافق رياضية جميلة، لكن بعد 8 سنوات فقط، أصبح كل شيء في طي النسيان بشكل رهيب.

وحدث هذا النسيان، بسبب اندلاع حرب البوسنة في إبريل/نيسان 1992، حيث أصبح الأصدقاء أعداء فجأة وتمزقت العائلات، وتحول البلد بأكمله إلى أنقاض.

وعانت المنشآت الرياضية في سراييفو من دمار جزئي نتيجة الحرب، بل إنها كانت معسكرات للقوات المتحاربة، ومكان للقتل، بعد أن كانت مواقع للتنافس الشريف.

وهناك مقبرة جماعية في الملعب الأولمبي القديم دفن فيها 10 آلاف شخص لقوا حتفهم في حصار سراييفو خلال فترة الحرب.

ونتيجة لذلك، تحولت المرافق الأولمبية إلى مناطق أشباح، يحظر على الناس الاقتراب من معظمها بسبب الألغام الأرضية، ويخشى البعض الأخر الاقتراب خوفا من أشباح الموتى في الملعب الأولمبي.