كوووره: تحت شعار " الإندفاع الهجومي .. والثبات الدفاعي " ، يقام لقاء بايرن ميونيخ وبرشلونة الليلة بملعب أليانز اَريينا ، في إياب الدور قبل النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا ، وكانت مباراة الذهاب قد إنتهت للفريق الكتالوني بثلاثية نظيفة ، وهي النتيجة التي ستنعكس على سير هذا اللقاء. فالعملاق البافاري يدخل مباراة الليلة وليس أمامه سوى الإندفاع الهجومي في محاولة لتعويض الفارق ، كما حدث في دور الثمانية أمام بورتو عندما تأخر في الذهاب 3-1 ، ولكنه عاد وفاز في لقاء الإياب بنتيجة 6-1 ، ليتأهل بعدما نجح في هذا الإصرار الهجومي الذي يريد أن يكرره أمام البارسا الليلة ، رغم الفارق بين الفريقين. في المقابل جاءت تصريحات مدرب ولاعبي برشلونة ، لتعكس أنهم سيواجهون معاناة حقيقية في أليانز اَريينا ، نظرا لأن المنافس يتميز بالشراسة الهجومية وسيسعى للتعويض بأي طريقة ، وهو ما يتطلب الثبات الدفاعي للفريق مثلما صرح الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو وسيكون للهجمات المرتدة مفعول السحر للبارسا في ظل هجوم البايرن. نرصد بعض العوامل التي ستؤثر في نتيجة لقاء الليل ، وقد تحسم الصراع القوي بين الفريقين: أحداث ما بين المباراتينلا شك أن في مثل هذه المباريات الصعبة ، فإن أي عامل من العوامل سيؤثر بالسلب أو الإيجاب على أي من الفريقين ، وما حدث خلال 6 أيام بين المباراتين ينحاز لصالح برشلونة من الناحية النفسية ، فالبارسا إقترب بشكل كبير من حسم لقب الليغا ، بعدما فاز على ريال سوسييداد 2-0 صفر وفي المقابل تعادل غريمه ريال مدريد امام فالنسيا ، ليتسع الفارق إلى 4 نقاط ويكفي الفريق الكتالوني الفوز في مباراة واحدة من المباراتين المتبقيتين لحصد اللقب ، وهو ما يمثل دفعة معنوية قبل لقاء الليلة. في المقابل فإن بايرن ميونيخ عاش 6 أيام عصيبة تعتبر الأسوء له هذا الموسم ، فقد نال هزيمة في البوندسليجا أمام أوجسبورج بهدف نظيف ، ورغم فوز البافاري باللقب إلا أن هذه هي الهزيمة الثانية في الدوري والرابعة على التوالي في كل البطولات ، وهو ما لم يحدث مع البايرن منذ عام 1977 ، وسيؤثر ذلك نفسيا على اللاعبين بالطبع في لقاء الحسم أمام البارسا. غوارديولا وإنريكييعيش الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني للبايرن أصعب أيامه التدريبية ، فلأول مرة تطالب الجماهير برحيله بعد سلسلة الإصابات المؤثرة في الفريق والهزائم المتتالية .. فمنذ ايام قليلة كان يتلقى الإشادة من الجميع سواء الإدارة أو المدرجات عندما كان ينافس على الثلاثية ، ولكنه خرج من كأس المانيا على يد بروسيا دورتموند ، وعاد ليخسر أمام فريقه السابق برشلونة لينقلب السحر على الساحر. ويعي بيب أن الخروج من دوري الابطال الليلة يعني فشله مع الفريق البافاري ورحيله مع نهاية الموسم ، ولذلك سيسعى جاهدا لعبور رفاق ميسي ، ولكنه يصطدم أيضا أبالتوتر الذي أصاب علاقته بالعديد من لاعبي فريقه ، وخاصة بعد لقاء الذهاب مما يزيد متاعبه في أليانز اَريينا. أما لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة فيعيش أفضل أيامه ، بعدما إقترب من تحقيق الثلاثية التاريخية في أول مواسمه ، فقد تأهل لنهائي الكأس وإقترب من لقب الدوري ، ولذلك سيسعى جاهدا اليوم لبلوغ نهائي دوري الأبطال ، وحذر كثيرا هذا الأسبوع لاعبيه من الإفراط في الثقة امام البايرن. لغة الأرقام تتحدثخلال لقاء الذهاب بين الفريقين جاءت الأرقام لتعكس عن إستراتيجية كل فريق ، فلأول مرة منذ فترة يخسر برشلونة نسبة الإستحواذ والتي جاءت لصالح البايرن 52 % ، ولكن جاءت الفعالية الهجومية لمصلحة البارسا ، حيث أحرز 3 أهداف وسدد 8 تسديدات على المرمى من 17 تسديدة مقابل ولا تسديدة لبايرن ميونيخ بين القائمتين والعارضة من بين 8 تسديدات، وارسل لاعبو الفريق الكتالوني 19 عرضية داخل منطقة جزاء بايرن مقابل 10 فقط للفريق البافاري ، وتفوق أبناء غوارديولا في عدد التمريرات 795 مقابل 747 للبارسا .. وهو ما يعكس رغبة غوارديولا في إمتلاك الكرة لأطول فترة ممكنة ، بينما يسعى إنريكي للحسم أولا. هدف (ميسي – بواتينغ)لا شك أن هدف ميسي الثاني في مرمى نوير في لقاء الذهاب سيكون عاملا مؤثرا في سير أحداث اللقاء الليلة، لأن السخرية التي إنتابت الجميع من سقوط المدافع بواتينغ لا يبحث عن تكرارها أي لاعب في دفاع البايرن ، وقد يأتي ذلك بنتائج عكسية عند إمتلاك ميسي الكرة ، فقد يخشى المدافع من الإقتراب منه وهو ما سيتيح فرصة إضافية للبرغوث الأرجنتيني .. ولن يجد لاعبو العملاق البافاري وسيلة اسهل من منع الكرة من الوصول لميسي للحد من خطورته .. فهل سينجحوا؟.