كشفت مصادر مسئولة في مصر لـ"سكاى نيوز عربية" عن قرب إعلان منظمة الصحة العالمية خلو مصر من 4 أمراض خطيرة، هي الملاريا و3 أنواع من الحصبة التي تصيب الأطفال في سن صغيرة.

ووصلت مصر إلى هذه المكانة المهمة عالمياً، بفضل نجاح الحملات القومية الموسعة للتطعيم التي أدت لتقليل انتشار أمراض خطيرة كانت تصيب المواطنين، خاصة الأطفال، وتم القضاء عليها وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية.

ويأتي استعداد مصر لإعلان خلوها من الـ 4 أمراض خطيرة خلال أشهر قليلة، بعد تقديم ملف بذلك للصحة العالمية، في إطار التعاون المستمر معها من جانب وزارة الصحة والسكان المصرية.

وأفاد تقرير حديث صادر عن قطاع الطب الوقائي في مصر، بإن وزارة الصحة المصرية انتهت من إعداد ملف متكامل بشأن القضاء على مرض «الملاريا»، وتم تقديمه إلى منظمة الصحة العالمية، تمهيداً لإعلان خلو مصر من هذا المرض.

وأوضح التقرير أن «الطب الوقائي» يعمل حالياً بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، على إعداد الملف الخاص بإعلان القضاء على 3 أمراض تندرج تحت بند «الحصبة»، وهى "الحصبة، والحصبة الألمانية، ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية".

وتُصنف تقارير منظمة الصحة العالمية مرض الحصبة على أنه «من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم»، لافتة إلى أن توفر اللقاح الخاص بهذا المرض منع وفيات تُقدر بـ20.3 مليون طفل في 15 عاماً فقط، مشيرة إلى أن هذا الفيروس كان يقضي على 2.6 مليون فرد كل عام.

وقال مصدر بوزارة الصحة المصرية، إن القضاء على تلك الأمراض يأتي نتيجة برامج التطعيم الوطنية المجانية الموسعة ضد تلك الأمراض، ما قلل معدلات انتشارها بصورة كبيرة، ومُكن الدولة المصرية من إعداد الملفات الخاصة بتلك الأمراض تمهيداً لإعلان خلو مصر منها نهائياً.

وأضاف المصدر، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هناك متابعة مستمرة من وزارة الصحة والقيادة السياسية لبرامج التطعيمات الوطنية، والتقدم في مختلف برامج «الصحة العامة»، سعياً للارتقاء بمستوى صحة المواطنين، وحمايتهم من الأمراض المختلفة.

ويقول أسامة قاسم، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة وزميل الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل في لندن، إنه أصبح من النادر للغاية أن يتم رصد أطفال مُصابين بالحصبة بمختلف أنواعها في السنوات الماضية.

وأضاف قاسم، في حديث خاص لـ«سكاي نيوز عربية»، أن نجاح مصر في القضاء على «الحصبة» يأتي حصيلة قرابة 20 عاماً من العمل على ملف التطعيمات.

وأوضح أن التطعيمات حدت من انتشار المرض في الفترات الأولى لأخذها، لكن مع إعطاء نوع أفضل من تلك التطعيمات قبل قرابة 7 أعوام، بدأت الإصابات بـ«الحصبة» تكون نادرة للغاية.

وأشار زميل الكلية الملكية لطب الأطفال في لندن، إلى أن تطعيم الأطفال بمصر ضد الحصبة إجبارياً، وأنه يُؤخذ ضمن تطعيم «الثلاثي الفيروسي» الذي يتناوله الطب بالمجان تماماً في مكاتب الصحة بمصر عند بلوغه عمر عام.

وتستعد مصر حالياً لإعلان منظمة الصحة العالمية لإعلان خلوها من فيروس سي، بعد نجاح المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة" لعلاج مرضى فيروس سي في تحقيق معدلات عالمية للقضاء على الفيروس في مصر، وذلك قبل الموعد المحدد لها في 2030، ما دفع الصحة العالمية للإشادة بالمبادرة باعتبارها إنجازا عالميا.

وسجلت تقارير وزارة الصحة تمكن مصر من القضاء على مرضي الدفيتريا والسعال الديكي، حيث لم يتم الإبلاغ أو تسجيل أي حالة للإصابة بهما منذ عام 2000، كما أقرت منظمة الصحة العالمية بنجاح مصر في الحد من إصابات «التيتانوس الوليدي» خلال عام 2007.

وفي 2006 أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو مصر من مرض «شلل الأطفال» بعد مراجعة الملفات التي تقدمت بها مصر، ومع استمرار حملات التلقيح الإجباري لكافة الأطفال ضد هذا المرض، ما مكن من استمرار مصر في الحفاظ على خلوها من هذا المرض.

وحسب الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، فإن آخر حالة إصابة مُسجلة بـ«شلل الأطفال» في مصر يرجع تاريخها إلى 2004.