يدخل المنتخب الفرنسي بطولة "يورو 2020" وهو بطل للعالم بعد تتويجه بلقب مونديال روسي عام 2018، ولا يتوقف الأمر هنا، بل هو المرشح الأول لحصد لقب البطولة الأوروبية أيضاً في عام 2021. وتملك فرنسا اليوم واحداً من أفضل الأجيال الكروية على صعيد المهارة الفردية والقوة على أرض الملعب، ما يجعله من أقوى المرشحين لرفع الكأس وإضافة "اليورو" إلى جانب لقب "المونديال".

يُعتبر المنتخب الفرنسي من بين أفضل المنتخبات التي شاركت في بطولات "اليورو" تاريخياً، والذي شارك في النسخة الأولى عام 1960، وأنهى المنافسة آنذاك في المركز الرابع، ليغيب بعد ذلك عن النسخ من سنوات 1964 حتى 1980.

وفي نسخة عام 1984، عاد المنتخب الفرنسي للمنافسة، ونجح في حصد اللقب الأول له، وفي تفاصيل التتويج حلت فرنسا في صدارة المجموعة الأولى متفوقة على منتخبات الدنمارك وبلجيكا ويوغوسلفيا، وفي الدور نصف النهائي تفوقت فرنسا على البرتغال (3 – 2)، ثم في النهائي على إسبانيا بهدفين نظيفين.

ثم غاب المنتخب الفرنسي عن نسخة عام 1988، ليعود ويُشارك في نسخة عام 1992، ويفشل في تخطي الدور الأول ويخرج من دور المجموعات. وبعد ذلك في نسخة عام 1996، نجحت فرنسا في احتلال المركز الثالث بعد أن قدمت مشواراً رائعاً في البطولة الأوروبية.

وفي نسخة عام 2000، حصد المنتخب الفرنسي اللقب الثاني في التاريخ، وبدأ المشوار في دور المجموعات بعد أن حل وصيفاً خلف هولندا في المجموعة الرابعة، وفي الدور ربع النهائي تفوقت فرنسا على المنتخب الإسباني (2 – 1)، وبعد ذلك في الدور نصف النهائي على البرتغال (2 – 1)، لتصل إلى المباراة النهائية وتفوز على إيطاليا بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة (2 – 1).

تابع المنتخب الفرنسي عروضه القوية ووصل إلى الدور ربع النهائي في نسخة عام 2004، ثم خرج من دور المجموعات من نسخة عام 2008، ثم وصل إلى الدور ربع النهائي في نسخة عام 2012، وفي النسخة الأخيرة عام 2016، حلت فرنسا وصيفة بخسارتها المباراة النهائية أمام البرتغال بهدف نظيف.

التصفيات ونقاط القوة والضعف

تأهل المنتخب الفرنسي إلى بطولة "يورو 2020" بعد أن تصدر المجموعة الثامنة، وجمع 25 نقطة من 8 انتصارات وتعادل وخسارة، متقدماً على منتخب تركيا صاحب الـ23 نقطة وصاحب المركز الثالث أيسلندا بـ19 نقطة في الترتيب. وسجلت فرنسا في 8 مباريات 25 هدفاً مقابل تلقي شباكه 6 أهداف.

وبالنسبة لنقاط القوة، تملك فرنسا الكثير من نقاط القوة التي تجعلها من بين أبرز المرشحين للظفر باللقب الأوروبي، خصوصاً امتلاكها عناصر شابة موهوبة وقوية، ولدى المدرب ديدييه ديشامب مجموعة قوية قادرة على تسجيل نتائج إيجابية، خصوصاً في دور المجموعات الذي يجب أن يكون نزهة للمنتخب الفرنسي والعبور لن يكون صعباً بعد ثلاث جولات.

ويمكن اعتبار خط هجوم فرنسا من بين الأقوى في بطولة "يورو 2020" مع وجود لاعبين بحجم كيليان مبابي، كريم بنزيمة، عثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان، وهو الهجوم الذي يُعول عليه المدرب ديشامب من أجل تسجيل الأهداف التي ستؤهل منتخب "الديوك" إلى المباراة النهائية.

وفي وقت لا يملك المنتخب الفرنسي الكثير من نقاط الضعف بسبب التشكيلة المتكاملة والقوة التي يملكها، إلا أن التهاون مع المنافسين والتشبع من التتويج بلقب كأس العالم والانجرار وراء الغرور ربما تتسبب بإقصاء منتخب "الديوك" باكراً.

المجموعة والتشكيلة

سيتنافس المنتخب الفرنسي في المجموعة السادسة والأخيرة، والتي تُعرف بمجموعة "الموت"، إذ سيخوض مباراته الأولى ضد المنتخب الألماني، ثم يواجه المنتخب المجري في المباراة الثانية، وتختتم فرنسا مشوارها في دور المجموعات ضد المنتخب البرتغالي، وأي تهاون في هذه المجموعة سيتسبب ربما بالإقصاء المفاجئ لبطل العالم.

وبالنسبة لتشكيلة المنتخب الفرنسي التي ستُشارك في بطولة "يورو 2020"، ستضمُ في حراسة المرمى: (هوغو لوريس، ستيف مانداندا ومايك مايغنان)، وفي خط الدفاع هناك (لوكاس ديني، ليو دوبوا، لوكاس هيرنانديز، بريسنيل كيمبيمبي، جولز كوندي، كليمان لينغليه، بينجامين بافارد، رافاييل فاران وكورت زوما).

وفي خط الوسط هناك (نغولو كانتي، توماس ليمار، بول بوغبا، أدريان رابيو، موسى سيسوكو وكورينتي توليسو)، أما خط الهجوم فيضمُ كلاً من (وسام بن ييدر، كريم بنزيمة، كينغسلي كومان، عثمان ديمبييلي، أوليفيه جيرو، أنطوان غريزمان، كيليان مبابي وماركوس تورام).

نجوم المنتخب

يملك المنتخب الفرنسي الكثير من النجوم التي تُقدم مستوى عالمياً في الدوريات الأوروبية الكبيرة في السنوات الأخيرة، لكن مع عودة النجم الهداف كريم بنزيمة سيكون هو النجم الأول لمنتخب "الديوك" إلى جانب الشاب كيليان مبابي طبعاً. ورغم الابتعاد عن تمثيل بلاده لسنوات، إلا أن بنزيمة خاض مع فرنسا 81 مباراة بين سنتي 2007 و2015، ونجح في تسجيل 27 هدفاً. في وقت خاض مبابي 42 مباراة بقميص "الديوك" وسجل 16 هدفاً، وسيكون المهاجمين من أبرز نجوم منتخب فرنسا في بطولة "يورو 2020"، خصوصاً في مجموعة نارية لا تحتمل أي تهاون.

المدرب

يقود ديدييه ديشامب المنتخب الفرنسي منذ عام 2012، ولا يمكن إنكار أن فرنسا تحسنت كثيراً تحت قيادته، فبعد أن خرجت من دور المجموعات في كأس العالم 2010 وصلت إلى الدور ربع النهائي في نسخة 2014، كما بلغت نهائي يورو 2016، ثم تُوجت بلقب مونديال روسيا 2018 عن جدارة واستحقاق، وهي النتائج التي تؤكد العمل الكبير الذي يقوم به هذا المدرب. وقاد ديشامب المنتخب الفرنسي في 11 مباراة حتى الآن (73 فوزاً و20 تعادلاً و20 خسارة) ووصلت نسبة انتصاراته إلى حوالي 65%، فهل يُضيف ديشامب لقب "اليورو" إلى المونديال؟