أ ف ب
أقرت السلطات الصينية، الأربعاء، بارتفاع في النشاط الإشعاعي داخل أحد مفاعلات محطة تايشان للطاقة النووية جنوبي الصين، مشيرةً إلى تلف عدد قليل من قضبان الوقود، ما تسبب في تراكم غازات مشعة في المحطة، مستبعدة وجود أي خطر.

يأتي ذلك بعد أيام من تقارير أميركية، بشأن "تسرب نووي محتمل" في منشأة تايشان الواقعة جنوبي الصين والتي تحوي مفاعلين من نوع "إي بي أر" الوحيدين اللذين وضعا في الخدمة حتى الآن في العالم.

وقُدمت هذه التقنية التي صُممت لتوفير قوة وأمان محسنين على أنها الأفضل لدى التكنولوجيا النووية الفرنسية.

"مخاطر محدودة"

وخففت بكين من حجم مخاطر الارتفاع الاشعاعي، مشيرة إلى أن مستوياتها حول المحطة طبيعية، وقدمت وزارة البيئة وهيئة السلامة النووية في الصين، التوضيحات الفنية الأولى عن الحادث.

وأقرت وزارة البيئة وهيئة السلامة الصينيتين في بيان مشترك، بحدوث "ارتفاع في النشاط الإشعاعي داخل أحد المفاعلين بسبب وجود حوالي 5 قضبان وقود تالفة"، تحتوي على حبيبات اليورانيوم وتزود قلب المفاعل النووي بالطاقة.

ووصف البيان الظاهرة بأنها "شائعة" لوجود "عوامل لا يمكن السيطرة عليها أثناء عملية التصنيع أو النقل أو التركيب في المصنع".

وأوضح البيان أن زيادة النشاط الإشعاعي في المصنع "ضمن الحد النظامي"، لكن "لا يوجد تسرب إشعاعي في البيئة".

وتعمل السلطات الصينية على جمع هذه الغازات ومعالجتها لإزالة النشاط الإشعاعي قبل إطلاقها في الهواء، بحسب وكالة "فرانس برس".

اجتماعات أميركية

وكان مسؤولون أميركيون أكدوا، الاثنين الماضي، أن واشنطن عقدت اجتماعات أمنية لتقييم تقرير بشأن "تسرب نووي" من محطة تايشان الصيني، بعدما حذرت شركة "فراماتوم" الفرنسية والتي ساعدت في بناء المحطة وتشغيلها، من "تهديد إشعاعي وشيك".

وتضمن التحذير اتهاماً لـ"هيئة السلامة الصينية"، برفع الحدود المقبولة للكشف عن الإشعاع خارج المحطة في مقاطعة غوانغدونغ، لتجنب الاضطرار إلى إغلاقها، وفقاً لخطاب من شركة "فراماتوم"، وجهته إلى وزارة الخارجية الأميركية.

وأوضح أحد المسؤولين في حديث لـ "سي إن إن"، أنه رغم الإخطار "المقلق" من شركة "فراماتوم"، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن المنشأة "لم تصل بعد إلى مستوى الأزمة".

في حين اعتبر مسؤولون آخرون تحدثوا لـ"سي إن إن"، أن الوضع "لا يشكل حالياً تهديداً خطيراً لسلامة العمال في المصنع".

مشاكل المفاعل الجديد

وتهدد المشاكل التي يواجهها مفاعل الصين النووي الجديد، بتقويض جهود التسويق التي يبذلها مصممه الفرنسي لبيع منتجه في دول أخرى، كما يمكن أن تلحق الضرر بالقطاع النووي الصيني، وفق محلّلين.

وتعد محطة الطاقة النووية في تايشان أول منشأة في العالم تستخدم تصميم الماء المضغوط الذي واجه تأخر استخدامه لسنوات في مشروعات أخرى في بريطانيا وفرنسا وفنلندا.

وقال الباحث في معهد الطاقة في كلية لندن الجامعية بول دورفمان، "يبدو أن الهيئة الصينية المنظمة للقطاع النووي والشركات النووية الفرنسية قد تكون تصرّفت بسوء نية".

وتابع: "إن صح ذلك فستكون لأزمة المفاعل الأوروبي المضغوط تداعيات وخيمة على أي خطط مستقبلية لبناء مفاعلات من هذا النوع في فرنسا والمملكة المتحدة والعالم".

واعتبر نيكولا مازوكي الباحث في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية ومقرها باريس، أنه "من السابق لأوانه إطلاق الاستنتاجات".