هبطت أسعار النفط، وزاد الدولار، وتعافى الذهب قليلا من خسائره بعد أن فاجأ البنك المركزي الأمريكي الأسواق بالتلميح لرفع أسعار الفائدة.

وقدم مسؤولو مجلس الاحتياطي توقعات لجدول زمني متسارع لزيادات أسعار الفائدة، وشرعوا في الحديث حول كيفية إنهاء المشتريات الطارئة للسندات، وذكروا أن جائحة كوفيد-19 لم تعد تشكل قيدا أساسيا على التجارة الأمريكية.

وذكرت أغلبية من 11 مسؤولا بالمركزي الأمريكي من بين 18 مسؤولا أنه من المتوقع زيادة أسعار الفائدة مرتين على الأقل بواقع ربع نقطة في 2023، وأضافوا في بيانهم أنهم سيبقون على سياسة داعمة في الوقت الحالي لتشجيع تعافي سوق العمل.

وعوضت أسعار الذهب اليوم الخميس، بعض الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة، وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1820.34 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0504 بتوقيت جرينتش. وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 2.1% إلى 1822 دولارا.

وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا "تعرض الذهب للسحق أثناء الليل بفعل ميل أزيد من مجلس الاحتياطي الاتحادي صوب تشديد السياسة النقدية. ويشهد تعافيا متواضعا في آسيا لكن موجة صعوده تبدو على نحو أكبر عمليات شراء للمضاربة بسبب الانخفاض وأموال سريعة لتغطية مراكز مدينة، أكثر من كونها تصويت بالثقة في المعدن الأصفر".

وتابع: "يجب التعامل مع التعافي في الذهب بحذر إذ أننا لم نر بعد الكيفية التي سيتطور بها التغيير في لهجة مجلس الاحتياطي بالكامل في الأسواق. الإغلاق اليومي للذهب دون 1797.50 دولار سيشير إلى تصحيح أعمق محتمل".

ونزلت أسعار الذهب أكثر من 2.5% أمس الأربعاء، وبلغت أدنى مستوياتها منذ السادس من مايو/أيار، بعد تعليقات تميل إلى التشديد النقدي من جانب مسؤولي المركزي الأمريكي مما رفع الدولار لأعلى مستوى في شهرين، بينما قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

ويُعتبر الذهب تحوطا في مواجهة التضخم، لكن زيادة المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة ستزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا وتقلل جاذبيته.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ربحت الفضة 0.4% إلى 27.08 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاديوم 1% إلى 2769.98 دولار ونزل البلاتين 0.2% إلى 1120.77 دولار.

انخفضت أسعار النفط الخام بعد صعود الدولار الأمريكي الذي يؤدي لزيادة تكلفة النفط المسعر بالعملة الأمريكية لحائزي العملات الأخرى، مما قد يضغط على الطلب.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتا أو ما يعادل 0.6% إلى 73.97 دولار للبرميل بحلول الساعة 0649 بتوقيت جرينتش بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ أبريل/نيسان 2019 في الجلسة السابقة.

وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 42 سنتا أو ما يعادل 0.6% إلى 71.73 دولار للبرميل بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 في اليوم السابق.

وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى أواندا "أضحت أسواق الطاقة شديدة التمحور حول موسم سفر قوي في الصيف ومحادثات الاتفاق النووي الإيراني لدرجة أنها أصيبت بالصدمة جراء مفاجأة ميل مجلس الاحتياطي صوب التشديد النقدي".

لكن خسائر أسعار النفط كانت محدودة إذ أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في أكبر مستهلك في العالم انخفضت بشدة الأسبوع الماضي إذ عززت مصافي التكرير العمليات لأعلى مستوياتها منذ يناير كانون الثاني 2020، مما يشير إلى استمرار تحسن الطلب.

كما تلقت الأسعار الدعم، إذ زاد استهلاك المصافي من الخام في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، 4.4 بالمئة في مايو أيار مقارنة مع نفس الشهر قبل عام ليصل إلى مستوى قياسي مرتفع.

واصل الدولار مكاسبه اليوم الخميس مستفيدا من تلميحات الاحتياطي الأمريكي، وبعد أن سجل أمس الأربعاء أكبر مكسب يومي منذ مارس آذار 2020، استقر الدولار خلال الجلسة الآسيوية وواصل مكاسبه مع فتح الأسواق في أوروبا.

وبحلول الساعة 0720 بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر الدولار 0.2% إلى 91.613، وهو أعلى مستوياته في شهرين. ونزل اليورو مقابل الدولار ليجري تداوله عند أقل مستوى في شهرين البالغ 1.1951 دولار.

وخسر الجنيه الإسترليني والدولار الكندي. واستفاد كلاهما من توقعات بأن البنكين المركزيين في البلدين سيشددان السياسة على نحو أسرع من المركزي الأمريكي. وتراجعت العملتان لأدنى مستوى في ستة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي.

وفي العملات المشفرة، جرى تداول ببتكوين عند نحو 39300 دولار، مرتفعة قليلا خلال الجلسة. وصعدت إيثيريوم 3.8% إلى 2436 دولارا.