سهلت قوات التحالف وصول المساعدات إلى سكان اليمن الذي يعاني من وضع إنساني "كارثي"، في الوقت الذي رضخت فيه إيران لمطلب إرسال مساعداتها لليمن عن طريق الأمم المتحدة، عبر إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، عن أن "إيران تأمل بوصول سفينة المساعدات التي أرسلتها إلى اليمن بأقرب وقت ممكن عبر التنسيق مع مكتب شؤون المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة". وعاشت صنعاء أكثر الليالي هدوءاً منذ بدء العمليات العسكرية في 26 مارس الماضي. وعموماً صمدت الهدنة بالرغم من مواجهات ومناوشات في مدن جنوبية.واغتنمت وكالات الإغاثة فرصة الهدنة الإنسانية لتوسيع نطاق توزيع المساعدات على ملايين السكان المحرومين من الغذاء والوقود والدواء.وقالت وزيرة الإعلام الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي والمتواجدة في السعودية ناديا السقاف، إن 7 سفن محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت إلى اليمن "هذا الأسبوع".وذكرت الوزيرة، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء الرسمية الموالية لهادي أن 3 سفن رست في الحديدة غرباً واحدة في عدن جنوباً واثنتان في المكلا، وهي مدينة جنوب غرب البلاد يسيطر عليها مقاتلون من تنظيم القاعدة، وأخيراً سفينة في المخا على البحر الأحمر.كما تم إرسال 18 شاحنة محملة بالوقود من السعودية إلى محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد.كما أعلنت قطر عن إرسال 120 طناً من المساعدات إلى اليمن فيما أعلنت الكويت عن إرسال 40 طناً.وفي شمال اليمن قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة بدأت توزيع الغذاء على 33 ألف شخص والدواء على المستشفيات ومستلزمات النظافة الشخصية على اللاجئين.وغداة وصول 150 يمنياً كانوا عالقين في الأردن إلى مطار صنعاء، قال مسؤول في المطار إن هناك "عودة تدريجية للرحلات" بعد أن تم إصلاح الأضرار الناتجة عن قصف التحالف للمطار إثر استهداف طائرة إيرانية تجاوزت الحظر الذي فرضه التحالف.وقد وصلت أمس إلى صنعاء طائرتان إغاثيتان للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلاد حدود.وما زالت سفينة إيرانية محملة حسب طهران بمعونات إغاثية، في طريقها إلى اليمن.من جانبها حذرت بعثة اليمن في الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي من أنه "إذا لم تسمح إيران بتفتيش السفينة فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية"، حسبما ذكرت الوكالة.وقالت إيران في وقت لاحق، إنها نسقت مع الأمم المتحدة بشأن إرساء سفينة المساعدات، بعد دعوات من وزارة الدفاع الأمريكية لتغيير مسارها نحو مركز للأمم المتحدة في جيبوتي.وأدى إرسال السفينة الإيرانية إلى اندلاع حرب كلامية مع واشنطن والحكومة اليمنية التي أعلنت أنها ستتخذ إجراءات في حال دخلت السفينة المياه الإقليمية للبلاد.وحضت وزارة الدفاع الأمريكية السفينة على تغيير مسارها والتوجه نحو مركز للأمم المتحدة في جيبوتي، نظراً للخشية من احتمال أن تكون الحمولة عسكرية الطابع.وحذر الجيش الإيراني من أي محاولة لإيقاف السفينة، إذ قال قيادي رفيع إن "النيران قد تشتعل" إذا منعت السفينة من تسليم شحنتها.وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن طهران اتخذت جميع التدابير اللازمة لتوجه السفينة إلى اليمن، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.وأضاف "لقد تم التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية في الأمم المتحدة لإرساء السفينة التي تحمل مساعدات إنسانية إيرانية لليمن".وقال مسؤولون إيرانيون إن السفينة تحمل 2500 طن من المساعدات الإنسانية متجهة إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون والمطل على البحر الأحمر. وغادرت السفينة ميناء بندر عباس في جنوب البلاد مساء الاثنين.وأضاف عبداللهيان أنه "يجرى أيضاً تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطبية جواً من قبل الهلال الأحمر الإيراني عبر سلطنة عمان وجيبوتي".ويثير الخلاف حول السفينة احتمال مواجهة بين واشنطن وطهران في الممر البحري المهم الذي يربط الخليج والمحيط الهندي بالبحر المتوسط عبر قناة السويس.في سياق متصل، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن "الحكومة تحمل إيران المسؤولية الكاملة في حال دخول سفينة الشحن التي أرسلتها إلى المياه الإقليمية اليمنية من دون إذن السلطات الشرعية".وذكر الوزير رياض ياسين في تصريحه أن "الحكومة تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران" و"سيتم اتخاذ كل الإجراءات بحق السفينة الإيرانية في حال دخلت المياه الإقليمية اليمنية دون إذن مسبق".كما ذكر أنه "تم تفويض التحالف العربي بردع أي مخالفة لكن "العنجهية" الإيرانية بشأن السفينة تؤكد أن طهران لا تريد الاستقرار لليمن".من جانبه، قال الخبير في الأوضاع الطارئة في منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية "الفاو" إن الوضع في اليمن حيث دخلت هدنة حيز التنفيذ "كارثي" لأن البلاد "تفتقر إلى كل شيء".من ناحية أخرى، أكدت الرباط أنها لم تفقد "الأمل" في العثور على قائد المقاتلة المغربية التي تحطمت في اليمن الأحد الماضي حياً، مشددة على عدم وجود "أي دليل قاطع يدعم فرضية وفاته".